كيف ستؤثر العقوبات الأمريكية على إريتريا في الصراع الإثيوبي؟
كيف ستؤثر العقوبات الأمريكية على إريتريا في الصراع الإثيوبي؟كيف ستؤثر العقوبات الأمريكية على إريتريا في الصراع الإثيوبي؟

كيف ستؤثر العقوبات الأمريكية على إريتريا في الصراع الإثيوبي؟

أثارت العقوبات التي أعلنتها الولايات المتحدة الأمريكية، على الحكومة الإريترية، ردود فعل غاضبة في كل من أسمرة وأديس أبابا، اللتين اعتبرتا تلك العقوبات متناقضة مع القانون الدولي، وتغفل عدة حقائق حول سير النزاع على الأرض.

وتوقع محللون على اطلاع بالشأن الإثيوبي، أن تكون هناك تأثيرات عملية للعقوبات على مجريات الصراع بين حكومة أبي أحمد الحليفة لإريتريا، وجبهة تحرير تيغراي التي تتهم الجيش الإريتري، بارتكاب فظائع بحق مواطنيها بداية الحرب العام الماضي.

كانت الولايات المتحدة أعلنت الجمعة الماضي، فرض عقوبات على 6 أهداف على علاقة بالحكومة الإريترية، بينها الجيش والحزب الحاكم، على خلفية التورط في النزاع داخل الجارة إثيوبيا بين جبهة تحرير تيغراي، والحكومة المركزية في أديس ابابا.

كبش فداء

وفي ردها على القرار، أصدرت الحكومة الإريترية أمس السبت، بيانًا عبَر وزارة الإعلام، اعتبرت فيه أن هذه العقوبات تجعل من إريتريا "كبش فداء" وتحملها المسؤولية على أساس ادعاءات غير حقيقية.

وقالت، إن الهدف الأساسي من "العقوبات غير المشروعة وغير الأخلاقية" هو إلحاق المعاناة والمجاعة بالشعب الإريتري، لإثارة الاضطرابات السياسية في الدولة الواقعة بمنطقة القرن الأفريقي.

من جهتها، دعت وزارة الشؤون الخارجية الإثيوبية الولايات المتحدة إلى إلغاء العقوبات. وقالت في بيان، إن الحكومة الإثيوبية لا تعتقد أن إريتريا تشكل عقبة أمام إقامة سلام دائم، وحثت الولايات المتحدة على فرض عقوبات على الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي، قائلة، إن الجبهة تمثل التهديد الحقيقي للسلام.

انخراط مباشر في الحرب 

وحول تأثير العقوبات المحتمل على سير المعارك في إثيوبيا، قال الكاتب الإريتري المقيم في السويد، شفا العفري، إنها ستدفع أسمرة إلى الانخراط عسكريًا بشكل مباشر في الحرب، وربما يعود الجيش الإثيوبي لمهاجمة أراضي التيغراي رأسًا.

وتوقع العفري، في تصريح إلى إرم نيوز، أن يكون التدخل الإريتري في هذه المرة حاسمًا في قلب موازين القوى ضد قوات جبهة تحرير تيغراي، التي شهدت تقدمًا كبيرًا خلال الأيام الماضية، على حساب قوات الحكومة المركزية وسيطرت على مدن كبيرة في الطريق إلى العاصمة أديس أبابا.

وبعد نحو 6 أشهر من اندلاع الحرب في إقليم تيغراي الإثيوبي، أعلنت إريتريا عزمها سحب قواتها من داخل أراضي تيغراي، بعدما كانت تنفي تورطها في الصراع في البداية.

وحينها قالت سفيرة إريتريا لدى الأمم المتحدة، صوفيا تسفاماريام، في رسالة موجهة إلى مجلس الأمن، إن تدخل بلادها في النزاع، جاء ردًا على استهداف قوات جبهة تحرير شعب تيغراي لمواقع الجيش الإثيوبي شمال البلاد، الذي مثل تهديدًا للأمن القومي الإريتري حسب كلامها.

لن يؤثر

في المقابل، رأى محللون أن العقوبات ستؤثر سلبًا لا إيجابًا على موقف قوات الحكومة الإثيوبية، وحليفتها إريتريا، مشيرين إلى أن التدخل الإريتري وقع بالفعل، منذ بداية الحرب، ومع ذلك استطاعت جبهة تحرير تيغراي قلب الطاولة، واستعادة السيطرة على كامل أراضي الإقليم، والتوغل جنوبًا في أراضي أقاليم أمهرة، وشرقًا في إقليم العفر، حتى بات الحديث عن موعد سقوط العاصمة أديس أبابا، وبرزت عدة سيناريوهات، حول ما بعد أبي أحمد.

لكن العفري رأى أن القائلين بهذه الفرضية يغفلون التأثير الذي أحدثه التدخل في المرة الأولى، والذي استطاع قلب المعادلة لصالح الجيش الإثيوبي في غضون 15 يومًا.

وأضاف: "عندما تدخلت إرتريا في المرة الأولى غيرت المعادلة في 15 يوما، ولاحقا تم تغيير اللعبة بعد الانسحاب (الإريتري) بضغوط من من أمريكا والاتحاد الأوروبي".

وأوضح أن "التيغراويين (جبهة تحرير تيغراي) يمارسون حرب العصابات فقط. وانتصاراتهم الأخيرة كانت بمساعدة من الخارح لوجستيا عقابًا لرئيس الوزراء أبي أحمد".

يذكر أن قوات التيغراي، سيطرت نهاية شهر أكتوبر الماضي، على مدينتين كبيرتين على الطريق المؤدية إلى أديس أبابا، واستطاعت الالتحام بقوات جيش تحرير أورومو المتحالفة معها، والتي سيطرت هي الأخرى، على مدينة بارزة على الطريق ذاته.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com