البابا فرنسيس مستشهدا بليبيا: لا تعيدوا المهاجرين إلى دول غير آمنة

حث البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، يوم الأحد، الدول على عدم إعادة المهاجرين إلى دول غير آمنة مثل ليبيا التي قال إن كثيرين يعانون فيها من العنف وأوضاع غير إنسانية تشبه الأوضاع في معسكرات الاعتقال.

جاء نداء البابا في وقت يكافح فيه زعماء الاتحاد الأوروبي للتغلب على خلافاتهم حول كيفية التعامل مع أزمة المهاجرين.

وبالرغم من أن الأعداد الإجمالية للمهاجرين منخفضة نسبة لعدد سكان التكتل الأوروبي البالغ حوالي 450 مليون نسمة، تُعد الهجرة إحدى روافد الدعم للجماعات القومية والشعبوية بجميع أنحاء الاتحاد، الأمر الذي يجعل الوصول لحل وسط مهمة شاقة للأعضاء البالغ عددهم 27 دولة.

وقال البابا إن "علينا أن نضع حدا لعودة المهاجرين إلى دول ليست آمنة" مشيرا إلى أن "آلاف المهاجرين واللاجئين وغيرهم يحتاجون للحماية في ليبيا".

وأضاف أن الأولوية يجب أن تكون لعمليات الإنقاذ في البحر والنزول المنظم من زوارق المهاجرين وبدائل للاحتجاز وسبل منتظمة لإجراءات الهجرة واللجوء.

وطلب البابا من المجتمع الدولي أن "يفي بوعوده" بإيجاد حلول دائمة لإدارة تدفقات الهجرة في ليبيا وفي البحر المتوسط كله.

وقال إن "كثيرين من هؤلاء الرجال والنساء والأطفال (في ليبيا) يتعرضون لعنف وحشي".

وتابع: "كم يتألم هؤلاء الذين تتم إعادتهم. هذه معسكرات اعتقال حقيقية هناك" مستخدما كلمة ألمانية شائعة في إيطاليا للإشارة لهذه المعسكرات.

وأضاف: "أنا لا أنساكم قط. أسمع صرخاتكم".

والشهر الحالي، طالب مكتب حقوق الإنسان في الأمم المتحدة بإجراء تحقيق فيما وصفه بالقوة "غير الضرورية وغير المتناسبة" التي تستخدمها قوات الأمن الليبية في احتجاز المهاجرين الأفارقة وقتل بعض من يحاولون الفرار رميا بالرصاص.

وجاء نداء البابا فرنسيس بعد يوم، من أحدث جلسة في محاكمة حظيت بتغطية إعلامية واسعة في صقلية يحاكم فيها وزير الداخلية السابق ماتيو سالفيني، زعيم حزب الرابطة اليميني الإيطالي بتهمة الاختطاف لرفضه السماح لسفينة مهاجرين بالرسو في إيطاليا العام 2019.

وتوضح بيانات الأمم المتحدة أن حوالي 5100 مهاجر فقط وصلوا عبر البحر الأبيض المتوسط حتى الوقت الراهن هذا العام، فيما عبر عدة آلاف أيضا الحدود إلى دول الاتحاد الأوروبي الثلاث المجاورة لروسيا البيضاء، وهما طريقان من عدة طرق للهجرة إلى التكتل.