بقيادة "حاج عسكر".. إيران توسع نفوذها في البوكمال السورية

قالت صحيفة "ذا أوبزرفر" البريطانية، إن إيران توسع نفوذها عبر الميليشيات التي تسيطر على أجزاء كبيرة من مدينة البوكمال السورية المحاذية للحدود العراقية.

وذكرت الصحيفة في تقريرها الذي أورده موقع "إندبندنت" باللغة الفارسية، الأحد، إن "ميليشيات اللواء 47 من كتائب حزب الله العراقية المدعومة من الحرس الثوري سيطرت على أجزاء كبيرة من مدينة البوكمال تحت قيادة قائد عسكري إيراني متشدد يدعى (حاج عسكر)".

وأضافت الصحيفة في تقرير لها "أن إيران تواصل جهودها للحفاظ على نفوذها وتوسيعه في منطقة البوكمال الإستراتيجية على الحدود السورية العراقية (كنقطة عبور رئيسة إيرانية من العراق وسوريا إلى لبنان)".

والبوكمال هي مدينة في محافظة دير الزور السورية على الحدود مع العراق وعلى طول نهر الفرات، والتي كانت جزءا من آخر معقل لتنظيم داعش في سوريا.

وبحسب التقرير "فمنذ ثلاث سنوات، عندما هُزم تنظيم داعش في آخر معاقله في سوريا، أصبحت البوكمال ساحة معركة لقوى مختلفة، بما في ذلك عناصر الجماعات المتشددة، والجماعات التي تعمل بالوكالة والمرتزقة وجيش مختلف البلدان".

وأشارت إلى أن "البوكمال أصبحت الآن الموقع الأكثر إستراتيجية في المنطقة للميليشيات الشيعية من العراق وإيران ولبنان والمرتزقة الروس وقوات العشائر السنية، والجيش السوري موجود هناك والقوات العسكرية الكردية تراقبه من الجانب الآخر من النهر".

وتابعت إنه "في مشروع قديم لطالما كانت السيطرة على البوكمال إحدى الخطط الإستراتيجية لقاسم سليماني، القائد السابق لفيلق القدس التابع للحرس الثوري،
لتوسيع النفوذ الإيراني في ممر "الهلال" من العراق وسوريا إلى لبنان.

واستخدمت الجماعات المسلحة المدعومة من إيران الطريق لنقل الأسلحة والأموال من العراق إلى سوريا ولبنان، على مدى السنوات الثلاث الماضية، وقصفت الطائرات المقاتلة الإسرائيلية بانتظام قواعد وقوافل في البوكمال وحولها وكذلك في مدينة القائم على الحدود بين العراق وسوريا.

وذكرت صحيفة الأوبزرفر للمرة الأولى عن خطة إيران لبناء هذا الممر الإستراتيجي إلى البحر الأبيض المتوسط في تقرير عام 2016. وبحسب تقرير جديد "منذ ذلك الحين وخاصة بعد مقتل قاسم سليماني في هجوم للقوات الأمريكية، تكثفت جهود إيران لتحقيق مسار الاتصال هذا".

وقال سكان البوكمال للصحيفة البريطانية إن "المدينة تغيرت بشكل ملحوظ منذ الإطاحة بقوات داعش، مع وصول الجماعات الشيعية الإيرانية أو الموالية لإيران".

وأكد ثلاثة من سكان البوكمال رأي عدد من المسؤولين الأوروبيين حول الدور البارز للجندي الإيراني الملقب بـ "حاج عسكر" في المنطقة.

وبحسب التقرير سيطرت ميليشيات اللواء 47 التابع لكتائب حزب الله العراقية، والتي تعمل تحت إشراف الحاج عسكر، على أجزاء كثيرة من البوكمال.

وبحسب أحد سكان المدينة السورية، فإن القوات المحلية التي توظفها الميليشيا الشيعية هي "من باع المدينة لإيران.

وقال أحد سكان البوكمال عن التغييرات الأخيرة في المنطقة مع وجود الميليشيات الشيعية: "هناك مدارس في المنطقة تدرس التاريخ الإيراني وهناك زعماء دينيون شيعيون يؤثرون في المجتمع".