سلطت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية الضوء على استخدام روسيا مواقع التواصل الاجتماعي لمنع نشر محتوى خاص بالمعارضة الروسية.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن "الحكومة الروسية كانت سريعة في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي أثناء محاولتها توجيه مسار الانتخابات الأمريكية، ولكنها الآن حريصة على منع محاولة معارضي الداخل من عمل الشيء نفسه".
وأوضحت الصحيفة أن الكرملين يعمل قبل الانتخابات البرلمانية هذا العام على تحسين إستراتيجيته للضغط على منصات مثل تويتر ويوتيوب وتيك توك لإزالة المحتوى المناهض للحكومة، وتصنيف عدد متزايد من المنشورات على أنها غير قانونية وإصدار سلسلة من الطلبات لإزالتها.
وأكدت الصحيفة أنه "على ما يبدو أن إستراتيجية الكرملين نجحت حتى الآن حيث أزال YouTube مؤقتًا الروابط المؤدية إلى المحتوى الذي يطرح إستراتيجية التصويت للمعارضة".
وذكر مسؤولون روس أن تويتر يعمل على الامتثال لطلبات إزالة المحتوى الذي تعتبره موسكو غير قانوني، وقام تطبيق تيك توك، بإزالة أو تغيير بعض مقاطع الفيديو التي تنتقد الحكومة وتروج لاحتجاجات المعارضة في الشوارع.
وتابعت الصحيفة أن انتخابات أيلول/سبتمبر أوجدت سببًا جديدًا لتوسيع قدرة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للسيطرة على الجدل السياسي في البلاد، معتبرة أن "ما يحدث الآن يشبه الفترة المبكرة من عهده التي عزز خلالها سلطته بتأميم المذيعين التلفزيونيين أو بيعهم لملاك أصدقاء للحكومة، والآن، يوجه الكرملين اهتمامه إلى الإنترنت، أحد الملاجئ القليلة الأخيرة لحرية التعبير في روسيا".
وأردفت الصحيفة أن الحكومة وضعت الكثير من الأطر القانونية لزيادة الضغط على شركات التواصل الاجتماعي، بما في ذلك التشريع الجديد الذي يجيز فرض غرامات على الشركات التي تفشل في تطبيق قواعد الرقابة.
وفرضت السلطات غرامات متكررة على شركات التواصل الاجتماعي منذ بداية العام، وهددت بحجب موقع تويتر وأخضعته لتباطؤ الخدمة، المعروفة باسم الاختناق، لفشلها في حذف المنشورات التي أشارت إليها السلطات، وفي الشهر الماضي، قالت وكالة الرقابة الروسية إن فيسبوك وتويتر كان عليهما تخزين بيانات المستخدمين الروس على خوادم داخل روسيا بحلول الأول من تموز/يوليو، أو مواجهة غرامات.
وقال أندريه سولداتوف، الزميل البارز في مركز تحليل السياسة الأوروبية ومقره واشنطن إن "هناك إرادة سياسية في روسيا الآن لملاحقة عمالقة وسائل التواصل الاجتماعي".
وأضاف أنه "في سياق حملة الحكومة على النشطاء، طور الكرملين أدوات للضغط على هذه الشركات الكبرى لملاحقة محتوى المعارضة".
من ناحيتها، أكدت إدارة تطبيق تيك توك أن المنظمين الروس زادوا من طلبات إزالة المحتوى منذ يناير، وأن شركات التواصل الاجتماعي بشكل عام حذفت بدورها المزيد من المشاركات.
وعلى مدار سنوات أثار قيام أليكسي نافالني أحد أبرز معارضي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، باختيار موقع YouTube لنشر تقاريره عن الفساد المزعوم بين كبار المسؤولين الحكوميين غضب السلطات الروسية، ومع ذلك فقد بلغت المواجهة بين الكرملين وشركات التكنولوجيا ذروتها في وقت سابق من هذا العام، عندما حول الروس الشباب حساباتهم على إنستغرام وتويتر وتيك توك إلى منصات للتعبير عن غضبهم من سجن نافالني.
ولاحظ متظاهرون آخرون أن بعض منشوراتهم بدأت تختفي إثر حملة السلطات الروسية على الإنترنت، فقبل وقت قصير من أحد الاحتجاجات في 23 يناير، قال نيكولاي شيخريف، طالب بكلية الحقوق في مدينة نيجنفارتوفسك في سيبيريا، إن تيك توك حذف مقطعي فيديو قام بعملهما للترويج للاحتجاجات في الشوارع، دون تقديم أي تفسير.
وفي حادثة أخرى، اشتكى المعارض إيليا ياشين على موقع تويتر من أن يوتيوب حذف مؤقتًا رابطًا لإستراتيجية التصويت التي يأمل معارضو الكرملين في توظيفها لخفض الأصوات لصالح حزب روسيا المتحدة الموالي لبوتين.