ضبط 15 امرأة خلال شهر.. اعتقال "الداعشيات" في العراق يسبب حرجا "بالغا" وحساسية عشائرية
ضبط 15 امرأة خلال شهر.. اعتقال "الداعشيات" في العراق يسبب حرجا "بالغا" وحساسية عشائريةضبط 15 امرأة خلال شهر.. اعتقال "الداعشيات" في العراق يسبب حرجا "بالغا" وحساسية عشائرية

ضبط 15 امرأة خلال شهر.. اعتقال "الداعشيات" في العراق يسبب حرجا "بالغا" وحساسية عشائرية

تشير تقارير الاستخبارات العسكرية العراقية، إلى اعتماد تنظيم داعش أخيرا على النساء بشكل مكثف، في تسيير شؤونه المالية واللوجستية، وذلك في ظل التضييق الحاصل على نشاطاته في بضع محافظات عراقية.

وتعلن القوات الأمنية العراقية، بين الحين والآخر، القبض على نساء بتهمة الانتماء لتنظيم داعش، في محافظات بغداد، والأنبار، وصلاح الدين، وديالى، ونينوى.

وأعلنت السلطات الأمنية في محافظة كركوك، شمالي البلاد، اليوم الأربعاء، القبض على ثلاث نساء بتهمة الانتماء لتنظيم داعش.

وذكر بيان للقوات الأمنية، أن "مفارز مديرية استخبارات وأمن كركوك ألقت القبض على ثلاث نساء منتميات إلى عصابة داعش الإرهابية في مركز محافظة كركوك".

وأضاف البيان أن "النساء يقمن باستلام حوالات مالية بمبالغ كبيرة وإيصالها إلى عائلات عصابات داعش الإرهابية عن طريق مكتب صيرفة داخل كركوك، إضافة إلى قيامهن بتزويد العصابات الإرهابية بمعلومات عن مواقع الأجهزة الأمنية".

وإذا كان استخدام تنظيم داعش، للنساء في سوريا، وتحديدا مخيم الهول لتهريب عناصره، وجمع التبرعات لجرحى معاركه، وكذلك نشر دعايته العسكرية، والترويج لخلافته المزعومة، فإن الحال في العراق تختلف كثيرا، إذ تقتصر أعمالهن على نقل المبالغ المالية لعائلات التنظيم، والمساهمة ببعض النشاطات، والأعمال المناسبة لوضعهن، وفق خبراء أمنيين.

اعتقال 15 امرأة خلال شهر 

وذكر ضابط في قيادة العمليات المشتركة، أن "القوات الأمنية اعتقلت خلال الشهر الماضي، نحو 15 امرأة بتهمة الانتماء لتنظيم داعش، في محافظات؛ صلاح الدين، وكركوك وديالى، فضلا عن إقليم كردستان"، مشيرا إلى أن"نشاط هؤلاء النسوة يتركز على نقل الأموال، ورعاية عائلات تنظيم داعش، والمساهمة في رصد الأوضاع الأمنية".

وأضاف الضابط، الذي رفض الكشف عن اسمه لـ"إرم نيوز"، أنه "وفق التقارير الاستخبارية فقد تم ضبط وصولات مالية، ومراسلات مع بعض عناصر داعش، تتحدث عن طبيعة الوجود الأمني، ومواقع الانتشار، ومعلومات عامة أخرى، عن المدن التي تسكن فيها تلك النسوة حيث زاد الاعتماد عليهن أخيرا".

ولفت إلى أن "اعتقال هؤلاء النسوة يتم غالبا بإخبار مختار المنطقة والسلطات المحلية، وحتى بعض الوجهاء وزعماء القبائل، لما لهذا الأمر من حساسية في بعض الأحيان".

وتمثل النساء في فكر الجماعات المتطرفة، أدوات مثلى في المساعدة بتنفيذ هجمات مسلحة والقيام بمهمات لوجستية، وغالبا ما يتسنى للنساء تخطي الحواجز الأمنية من دون تفتيش بالنظر إلى الحساسيات الدينية، خاصة في المجتمعات الشرقية.

وخلال الأشهر الأخيرة، زادت وتيرة هجمات مسلحين يشتبه في أنهم من "داعش"، لا سيما في المنطقة بين كركوك وصلاح الدين (شمال) وديالى (شرق)، المعروفة باسم "مثلث الموت".

بدوره، قال الخبير في الشأن الأمني العراقي، سرمد البياتي، إن "تنظيم داعش لجأ إلى النساء بشكل مكثف خلال الفترة الماضية، بسبب تصاعد العمليات العسكرية ضده من قبل القوات الأمنية"، لافتا إلى أنه "استغل النخوة العشائرية، واحترام الناس للتقاليد والعادات، في أكثر من مرة خلال عملياته العسكرية، خاصة النساء، حيث يصعب نسبيا على القوات الأمنية ملاحقتهن أو تفتيشهن كما هي الحال لدى الرجال".

وأضاف لـ"إرم نيوز" أن "النساء ربما وجهن إلى عقيدة خاطئة، لينخرطن في هذا السلك، وهو ما يعني حاجة القوات العراقية إلى مزيد من الجهد الاستخباري لرصد تحركات مثل تلك العناصر، التي أصبحت ربما ركيزة من ركائز عمل التنظيم".

حرج بالغ

وتمثل مسألة اعتقال النساء حرجا بالغا لسكان القرى ولذوي هؤلاء النسوة، لما تفرضه العادات من نسق مجتمعي يأبى ذهاب النساء إلى السجن، لما يلحق بهن من نظرات مريبة لهن ولعائلاتهن؛ إذ يصعب عليهم البقاء في المدينة ذاتها، ومواجهة الآخرين.

وبدأت قوات الأمن العراقية منذ الـ 20 من كانون الثاني/يناير الماضي عمليات عسكرية واسعة في البلاد، لملاحقة مسلحي تنظيم "داعش"، عقب تفجير انتحاري مزدوج في بغداد خلف 32 قتيلا و110 جرحى، وتبنى التنظيم تنفيذه، إذ طالت الاعتقالات بضع نسوة، بتهمة الانتماء لداعش.

وقال الزعيم القبلي في محافظة صلاح الدين، أبو محمود الجبوري إن "مسألة اعتقال النساء وإن كانت تمثل حساسية كبيرة مجتمعية وقبلية، لكننا لا يمكن التهاون في مسألة الإرهاب، والانتماء للتنظيم الإرهابي، بشرط أن تثبت القوات الأمنية طبيعة انتماء النساء إلى هذا التنظيم، وعدم الاعتماد على المخبر السري والوشاية الكيدية، وهذا يحصل غالبا".

وأضاف لـ"إرم نيوز" أن "غالبية هؤلاء النساء المعتقلات، وحسب ما توافر من معلومات لدينا، فإنهن من ذوي عناصر داعش، إما زوجات لهم وإما أخوات، ويمارسن بعض النشاطات المشبوهة في تلك المدن"، لافتا إلى أن "العشائر اتفقت خلال الفترة الماضية على عدم الاعتراض على مثل تلك الحملات، ولكن بشرط أن يتم اعتقال المذنبات فقط".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com