بايدن في رسالة للكونغرس: وجهت بنشر نظام "ثاد" لتعزيز الموقف الدفاعي
رأى محللون أن القرار المفاجئ لرئيس المجلس الرئاسي الليبي فايز السراج بإعادة تنظيم جهاز قوة الردع الخاصة بقيادة الشيخ عبدالرؤوف كاره، ليصبح تابعًا له بشكل مباشر، تضمن سحبًا للردع من تحت سيطرة وزير الدخلية فتحي باشاغا.
وزاد من غموض المشهد أن وزارة الداخلية عقدت اجتماعًا لوضع خطة تشارك بها مختلف الأجهزة، والإدارات الأمنية، والجهات ذات الاختصاص، لتأمين العاصمة وطوقها الأمني، في معزل عن ميليشيات الردع التي لم يحضر ممثل عنها الاجتماع.
واعتبر المحلل السياسي رضوان الفيتوري أن قرار فصل الردع عن وزارة الداخلية يعد انقلابًا ناعمًا على باشاغا، مشيرًا إلى أهمية ميليشيات الردع لوزارة الداخلية كونها العمود الفقري الرئيس للوزارة، ويعتمد عليها باشاغا بأمور كثيرة، خاصة أن جل أعضائها من طرابلس وليست ميليشيات مصراتية.
وقال الفيتوري في تصريح لـ "إرم نيوز" إن الصراع على أشده بين باشاغا ومن وراءه من ميليشيات مصراتة، وفايز السراج ومن وراءه من ميليشيات طرابلس، فميليشيات طرابلس لا تريد إطلاقًا لميليشيات مصراتة أن تنفرد بالعاصمة، متوقعًا أن يتفجر الصراع بين الطرفين خلال الأيام القليلة المقبلة.
وأضاف:"شهدنا الحشودات المختلفة من الطرفين، وباعتقادي أن الخاسر سيكون ميليشيات مصراتة وباشاغا".
وأوضح أن"باشاغا أخذه الشعور بالعظمة لاعتقاده أنه رجل الغرب الليبي القوي، ورأينا كيف استُقبل استقبال الأبطال حين أوقفه السراج عن العمل، ويحاول أن يروج للمجتمع الدولي أنه رجل طرابلس القوي".
لكن في المقابل، خرج باشاغا في مواقف كثيرة عن طوع أردوغان، والخلافات بينه وبين الأتراك أصبحت شبه علنية، ومن هنا جاء تحرك السراج باعتباره ينفذ حرفيًا تعليمات أردوغان.
ورأى الفيتوري أن مغزى الإعلان عن قرار إلحاق ميليشيات الردع في الرئاسي بعد عودة هيثم التاجوري إلى طرابلس له دلالة مهمة جدًا، وهي أن السراج حسم أمره لطرد باشاغا من الداخلية والعاصمة برمتها، بناءً على تعليمات أردوغان، وفي المقابل حسم باشاغا أمره بالسيطرة على طرابلس.
بدوره قال مدير المركز الأفروآسيوي للدراسات والاستشارات محمد فتحي الشريف أن السراج أعاد تنظيم ميليشيات الردع لخلق بدائل لحمايته، ويمهد لإنشاء الحرس الوطني الذي يشرعن ميليشيات طرابلس الإرهابية بشكل أساس حتى يستطيع مواجهة الجيش الوطني.
وأضاف الشريف في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن هنالك مخططًا إخوانيًا تقف خلفه تركيا وقطر من خلال تدريب مجموعات تتم شرعنتها أسوة بالحرس الثوري الإيراني، مبينًا أن ذلك يتم بواسطة الإرهابي خالد الشريف الذي تخطط له تركيا، وينفذ من خلال أعوانه في طرابلس، ومنهم فايز السراج.
وتابع أن الأيام المقبلة ستشهد توترًا كبيرًا بين ميليشيات مصراتة التابعة لفتحي باشاغا وميليشيات السراج.
وأكد الشريف، الباحث في الشؤون الليبية، أن القرار تضمن ضم ميليشيات ما يسمى "قوة الردع الخاصة" بقيادة عبدالرؤوف كاره، لتصبح تابعة له بشكل مباشر بذمة مالية مستقلة للسراج والرئاسي، بعيدًا عن وزارة الداخلية التي يترأسها باشاغا.
وأوضح أن هيثم التاجوري رئيس ميليشيات ما يسمى "ثوار طرابلس" عاد إلى طرابلس قبل أيام وهو داعم للسراج، وخرج من ليبيا بعد تكليف باشاغا بوزارة الداخلية.
وأشار إلى أن التاجوري عقد اجتماعات في مدينة الزواية مع قادة الميليشيات في المنطقة الغربية للإعداد لمواجهة ميليشيات مصراتة التي تتحكم في المناطق الحيوية في طرابلس، وتشكل الداعم الرئيس لسلطة باشاغا، وهذا الأمر سيؤدي إلى صدام قادم لا محالة، وستكون له آثار مدمرة على المدنيين في طرابلس.
بدوره قال الإعلامي الليبي محمد الزليتني إن القرار يعكس رغبة السراج في إضعاف وزارة الداخلية وباشاغا، توطئة لإحداث تغيير في المشهد.
وأشار الزليتني في تصريح لـ "إرم نيوز" أن الصراع بين باشاغا والسراج لم يتراجع، بعيد قرار إقالته وعودته، لكنه يتأجج، وتُجرى حاليًا محاولات لتشويه صورته وإضعافه، لأنه خرج عن السيطرة، وفق رؤية الطرف الآخر.
لكنه استبعد أن يتفجر صراع قريب بين ميليشيات طرابلس ومصراتة، بسبب أن عاقبته ستكون وخيمة على الطرفين، فهما يدركان أن الجيش الوطني الليبي يقف على بعد 100 كلم عن مصراتة.
وقال إن ما يجري من حشد للميليشيات هدفه استعراض العضلات لموعد مؤجل.