ترميم العلاقات مع الديمقراطيين ومبدأ "بايدن ليس أوباما" يتصدران الخطاب الإعلامي الإسرائيلي
ترميم العلاقات مع الديمقراطيين ومبدأ "بايدن ليس أوباما" يتصدران الخطاب الإعلامي الإسرائيليترميم العلاقات مع الديمقراطيين ومبدأ "بايدن ليس أوباما" يتصدران الخطاب الإعلامي الإسرائيلي

ترميم العلاقات مع الديمقراطيين ومبدأ "بايدن ليس أوباما" يتصدران الخطاب الإعلامي الإسرائيلي

تؤكد غالبية التحليلات، وكذلك التصريحات المنسوبة لشخصيات إسرائيلية على صلة حالية أو سابقة بملف العلاقات الأمريكية – الإسرائيلية، أن تل أبيب تأخرت فيما يتعلق بترميم العلاقات مع الحزب الديمقراطي الأمريكي، وألقت بكامل ثقلها على الجمهوريين، وأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يتحمل جانبا كبيرا من المسؤولية في هذا الصدد، إذ تعاطى مع وجود الرئيس الجمهوري دونالد ترامب في البيت الأبيض وكأنه "أبدي".

لكن في الوقت نفسه، تسود قناعة واضحة لدى قطاع من ذوي الصلة بالملف الأمريكي داخل إسرائيل، بأن ولايتي الرئيس باراك أوباما وما شابهما من أزمات مع تل أبيب، لا يمكن القياس عليهما لتوقع اتجاهات الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن، وبدأ خلال الأيام والساعات الأخيرة استخدام مصطلح "بايدن ليس أوباما" بشكل متكرر وملحوظ، مع أن هناك إجماعا بأن تبني بايدن لمبدأ حل الدولتين فيما يتعلق بالصراع الفلسطيني – الإسرائيلي ليس محل شك.

سياسات تقليدية 

إحدى الشخصيات التي عملت على هذا الملف، وهو المحامي الإسرائيلي دوف فايسغلاس، والذي ذاع صيته إبان توليه منصب مدير مكتب رئيس الوزراء الأسبق أريئيل شارون، وكذلك عمله كمبعوث خاص له إلى البيت الأبيض، أكد على هذه الحقيقة.



وبين فايسغلاس لصحيفة "معاريف"، اليوم الأحد، أن بايدن "سيعود إلى السياسات التقليدية للحزب الديمقراطي، وسوف يعيد إلى الطاولة ملف حل الدولتين وعودة إسرائيل إلى ما وراء حدود حزيران/ يونيو 67".

ولفت إلى علاقاته الوطيدة بالرئيس الأمريكي المنتخب، منذ أن عمل مبعوثا لرئيس الوزراء شارون، وذكر أن لدى بايدن بدوره صلات قوية للغاية داخل إسرائيل، وأنه "يمثل النقيض الكامل عن ترامب"، داعيا الإسرائيليين مع ذلك إلى تبديد جميع المخاوف بشأن صعود بايدن، والذي سيحرص أيضا على حماية أمن إسرائيل.

لكن تبقى النقطة الخلافية الكبيرة بشأن الاتفاق النووي مع إيران، والذي انسحب منه ترامب قبل عامين، وما تشكله العودة لنفس سياسات باراك أوباما في هذا الصدد، من إمكانية بقاء أسباب الخلاف مع الديمقراطيين.

ووسط حالة الغموض بشأن ما الذي سيقدم عليه بايدن؟، أكد فايسغلاس أنه "ينبغي على إسرائيل العمل بأقصى سرعة لترميم العلاقات مع الحزب الديمقراطي نفسه، وليس مع بايدن على وجه الخصوص"، مضيفا "علينا أيضا التقارب مع الجالية اليهودية الأمريكية مجددا، ولا سيما مع توجهاتها الديمقراطية - الليبرالية".

هدف إستراتيجي 

وذكر دان شابيرو، سفير إسرائيل في واشنطن إبان ولايتي أوباما، في حديث نقلته "القناة السابعة"، اليوم الأحد، أن إقامة دولة فلسطينية "ستعود كهدف أساسي إستراتيجي للإدارة الأمريكية في ظل وجود بايدن في سدة الحكم"، بينما أبلغ مايكل أورين، سفير إسرائيل السابق في واشنطن صحيفة "معاريف" أن بايدن "لن يركز على الملف الفلسطيني – الإسرائيلي فور توليه؛ لأن لديه ملفات أخرى داخلية عاجلة".



وبين السفير أورين أنه يعرف بايدن جيدا، وكان على صلة به طوال خمس سنوات، وأنه "ليس ترامب وليس أوباما"، مشيرا إلى أن أوباما كان يتعاطى مع الملف الإسرائيلي والفلسطيني والإيراني من منطلق دوافع خاصة، وأيديولوجيا عميقة للغاية ومتأصلة، بينما الأمر لدى بايدن ليس كذلك.

وعلى الرغم من ذلك يعتقد أورين أنه بصعود بايدن، يمكن القول إن أوباما "لن يبقى متواريا عن المشهد" وإن بعض المنتمين لإدارة أوباما في حينه، "أصبحوا الآن في الطريق إلى إدارة بايدن"، إلا أنه ما زال يرى أن أوباما "لم يحب إسرائيل مثلما اعتادت أن تجد من جانب أمريكا" من وجهة نظره.

ضربة لنتنياهو 

ورأى رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك، أن خسارة ترامب مقدمة لخسارة بنيامين نتنياهو، وأبدى ترحيبه الكبير بفوز بايدن بالانتخابات الرئاسية الأمريكية، مشيرا إلى أن "العودة إلى مبدأ حل الدولتين أفضل بالنسبة لإسرائيل ولأمنها، وأفضل من مخطط الضم؛ نظرا لأن المبدأ الذي يدعمه الديمقراطيون وبايدن، يزيل عن إسرائيل العبء الفلسطيني ويخلق حدودا واضحة ومبررة وآمنة".



وتوقع باراك، الذي يعارض سياسات نتنياهو بشدة منذ سنوات، أن يؤدي خروج ترامب إلى نهاية مستقبل نتنياهو السياسي، واعتبر أن خسارة الرئيس الجمهوري ضربة كبيرة لنتنياهو الذي جمعت بينه وبين ترامب سياسات وسمات مشتركة كثيرة، مشيرا إلى أنهما "عملا ضد الديمقراطية في بلديهما".

وقدر باراك أن بايدن "لن يتصدى أبدا لاعتراف واشنطن بسيادة إسرائيل على الجولان، ولن يعيد السفارة الأمريكية إلى تل أبيب"، مضيفا أن بايدن "لن يقدم على خطوات سريعة بشأن الملف الإيراني وسينتظر الانتخابات هناك"، وقال إنه شخص "يفكر قبل أن يقرر".

عدم ارتياح 

المحلل السياسي المتخصص في الشأن الأمريكي بصحيفة "ماكور ريشون" العبرية، أريئيل شنابيل، أشار اليوم الأحد، إلى أنه على الرغم من الشعور بعدم الارتياح إزاء نتائج الانتخابات الأمريكية بالنسبة لبعض السياسيين في إسرائيل، وهو ما عكسه تأخر إعلان رئيس الوزراء نتنياهو تهنئته للرئيس المنتخب، إلا أن هناك أمرا جيدا، وهو أن ثمة ملفات أخرى أهم ستشغل اهتمام الإدارة الأمريكية الجديدة أكثر بكثير من ملف الشرق الأوسط.

ولفت إلى أن الكثير من الإسرائيليين ومنهم نتنياهو، يتذكرون الوضع المتردي في العلاقات بين إسرائيل والإدارة الأمريكية إبان ولايتي أوباما، الذي اعتبر "معاديا لإسرائيل"، من وجهة نظره، إذ رأى المحلل الإسرائيلي أن أوباما كان أول رئيس لا ينتمي للاتجاه الكلاسيكي المعروف بأن العلاقات الأمريكية الإسرائيلية غير القابلة للزعزعة.

لكنه مع ذلك أكد على الاختلاف الكبير بين أوباما وبايدن، لافتا إلى أن لدى بايدن ملفات أخرى أهم من وضعية رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (أبو مازن)، وملفات الشرق الأوسط، إذ عليه أن يواجه العلاقات المعقدة مع الصين وروسيا فضلا عن جائحة كورونا، معتبرا أن هذا الانشغال في حد ذاته جيد لإسرائيل، والتي ربما تجد فرصة بهذه الطريقة لترتيب أوراقها من جديد.

 

 

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com