سلاح تركيا الناعم في العالم العربي (فيديو إرم)
سلاح تركيا الناعم في العالم العربي (فيديو إرم)سلاح تركيا الناعم في العالم العربي (فيديو إرم)

سلاح تركيا الناعم في العالم العربي (فيديو إرم)


يقوم المشروع التركي في العالم العربي، الذي يقوده الرئيس رجب طيب أردوغان، على عدة ركائز و أدوات، من أبرزها كما يقول خبراء وكالة التعاون والتنسيق التركية المعروفة اختصارا بـ"تيكا" باعتبارها ذراعا إستراتيجيا يسهل الوصول إلى المجتمعات بطرق ناعمة مثل "التدريب" و"التعليم" و"المساعدات الاجتماعية".


ومن أهم الأدلة على ارتباط "تيكا" المباشر بالاستخبارات التركية، هو أن أردوغان مع بداية توجهه الجديد اختار لرئاستها رجل استخباراته الأول "هاكان فيدان" الذي قادها على امتداد أربعة أعوام من العام 2003 إلى العام 2007 حيث قام بتشكيل البنية الاستخباراتية للمؤسسة، قبل أن يتجه للعمل على رأس جهاز المخابرات التركي، وهي الوظيفة التي مازال يشغلها حتى اليوم.



ويورد المركز الأوروبي للسياسات المعاصرة اسم "تيكا" في بحث مطول عن الاستخبارات التركية، أشار فيه إلى أن هاكان فيدان الذي تولى رئاستها، هو رجل الاستخبارات المفضل لدى أردوغان وحزب العدالة والتنمية.


تأسيس "تيكا" 


نقطةُ الانطلاق في المشروع التركي الحديث، والذي تعد "تيكا" أداته الناعمة، كانت في بدايات تسعينيات القرن الماضي، مع تفكك الاتحاد السوفيتي الذي كان جار الخصومة التاريخية .


فقد ترتب على سقوط النظام السوفيتي، استقلال الجمهوريات الإسلامية التي تتحدث اللغة التركية، مثل كازاخستان و طاجيكستان و أوزبكستان وآذربيجان وقيرغيزستان. وهو ما فتح شهية أنقره على أحلام وراثة موسكو في هذا الفضاء التركماني، فضلا عن أحلامها بوراثة النفوذ في إقليم البلقان الذي كان في تاريخ معين ، جزءا من الدولة العثمانية.
وكجزء من المشروع التركي، كما تمثّل في حينه، أنشأت أنقرة عام 1992، وكالة "تيكا".. 


ولا تخفي الوكالة تطور وظائفها، بالتوازي مع برامج وطموحات مؤسسة الحكم. فقد تضاعف تركيزها بشكل لافت على العالم العربي في عهد أردوغان.


واللافت هنا توسع الوكالة المهول منذ "الربيع العربي" فقد تضاعف بحسب موقعها الإلكتروني عدد مكاتبها في عام 2011 بالتحديد ليقفز من  12 مكتبا في عام 2002 إلى 25 مكتبا عام 2011، ثم قفز هذا العدد إلى 33 مكتبا بحلول عام 2012.


وبحسب الموقع الرسمي للوكالة، فقد قفز تمويلها من 85 مليون دولار عام 2002 إلى 3.5 مليار دولار عام 2012 أنفق نصفها تقريبا على أنشطة في الشرق الأوسط بشكل خاص وهو ما يعكس الاهتمام المتزايد بالعالم العربي منذ ذلك الوقت حتى قبل أن يتضاعف الرقم في السنوات اللاحقة.


الدول المستهدفة 


الانتشار العالمي لوكالة "تيكا" يبدو واضحا من خلال موقعها الإلكتروني على الإنترنت، فعلى سبيل المثال، تُظهر قائمة مكاتبها في العالم العربي تركيزها على الدول التي كانت في السابق تخضع للإمبراطورية العثمانية أو الدول المعروفة في العالم العربي بأن فيها أحزابا ومكونات سياسية مرتبطة بجماعة الإخوان المسلمين مثل الجزائر والعراق وسوريا ولبنان، والمغرب ومصر وفلسطين وتونس وليبيا والصومال والسودان واليمن وموريتانيا.


دعم الأحزاب الإخوانية 


تقوم الوكالة بدور محوري في الإستراتيجية التركية يتمثل في دعم الأحزاب والمكونات القريبة إيديولوجيا من النظام التركي، خاصة جماعة "الإخوان المسلمين" عبر استمالة المجتمعات المحلية من خلال المساعدات المادية والفعاليات الاجتماعية خاصة في المناسبات والأعياد الدينية لخلق قواعد شعبية يمكن توجيهها لصالح المكونات والأحزاب الإخوانية.


وعلي سبيل المثال في أزمة كورونا الأخيرة، كانت حركة النهضة الإخوانية في تونس، هي أول من أعلن حتى قبل الحكومة أن تركيا ستدعم تونس في مواجهة الجائحة.


وقال مسؤل في الحركة إن ذلك جاء بعد اتصال بين الغنوشي وأردوغان.


التعليم 


تدعم الوكالة برنامجا أساسيا في الإستراتيجية التركية يركز على التعليم والثقافة من خلال مدارس تمرر رسائل تمجيد الإمبراطورية العثمانية والدولة التركية الحالية بالإضافة إلى تقديم المنح الطلابية المجانية للدراسة في تركيا لمئات الطلاب سنويا لخلق أجيال في العالم العربي تكون مرتبطة أو قريبة من الثقافة التركية.


التدريب 


تعلن الوكالة عن برامج كثيرة للتدريب في مختلف المجالات وخاصة الإعلام، حيث تستضيف بشكل مكثف صحفيين من مختلف دول العالم العربي كما يظهر موقعها الإلكتروني، وتلك خطوة على ما يبدو تهدف إلى استمالة كوادر من هذا القطاع الحيوي وجعلها أقرب إلى التوجهات التركية في المنطقة.


وعلى سبيل المثال باتت الكاتبة الأردنية إحسان الفقيه، شبه ناطقة باسم السياسات التركية في العالم العربي، وتقول في إحدى مقالاتها "نرى في تركيا نموذج الدولة التي ركزت على القوة الناعمة وخاصة في علاقتها بالعالم الإسلامي العربي الذي ترتبط به ارتباطا تاريخيا وحضاريا حيث كان العرب جزءا أساسا من التراث العثماني".



الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com