ارتفاع عدد قتلى الغارة الإسرائيلية على بلدة أيطو في زغرتا شمالي لبنان إلى 18
بينما كانت المواجهات على أشدها في أقرب المحاور إلى قلب العاصمة طرابلس، شنت الميليشيات التابعة لحكومة الوفاق هجومين نوعيين، الأول استهدف أحد أهم القواعد الخلفية وخطوط الإمداد للجيش الوطني الليبي في قاعدة الوطية، والثاني على مدينة ترهونة الاستراتيجية.. فلماذا تركت الميليشيات مواجهات العمق إلى مهاجمة القواعد الخلفية؟
القواعد الخلفية
مدينة ترهونة التي أطلقت قوات حكومة "الوفاق" عملية عسكرية عليها، هي المعقل الرئيسي للجيش الليبي غرب ليبيا، وتمثل واحدة من نقاط القوة التي يحاصر من خلالها الجيش الليبي الميلشيات على بعد 88 كم إلى الجنوب الشرقي من العاصمة طرابلس.
أما قاعدة الوطية العسكرية (140 كيلو متر جنوب غرب طرابلس)، فتوفر غطاء جويا للقوات المتواجدة على الأرض في المنطقة الغربية، وتستطيع تنفيذ عمليات جوية ضد أهداف عسكرية بمحيط ليبيا وليس طرابلس فقط، وهي القاعدة العسكرية الوحيدة في ليبيا التي تقتصر على الطائرات العسكرية دون المدنية.
مراقبون ليبيون يرون في هذا التكتيك محاولة من الميليشيات لتخفيف الضغط على جنوب طرابلس، مع تقدم الجيش في محاور عين زارة، قصر بن غشير، القره بوللي، وأبو سليم.
ويقلل المحللون من أهمية هذه الهجمات، باعتبار تلك القواعد الأكثر تحصينا، وهو ما يعني انتهاء الهجمات دائما بلا نتائج على الأرض سوى عودة القوة المهاجمة من حيث أتت.
مغامرة صفرية
الحسين المسوري، الباحث الليبي في الشؤون السياسية، يؤيد هذا الرأي باعتبار أن "القواعد الخلفية للجيش الليبي محصنة، والمعادلة إزاءها صفرية إما أن تسيطر عليها، في حال بدأت بالهجوم، أو تتكبد خسائر باهظة قبل أن يعود ما تبقى من القوات من حيث أتت".
ويدلل المسوري في تصريحات لـ"إرم نيوز" على صعوبة تحقيق قوات الوفاق أي تقدم نحو ترهونة، بإعلانها أمس وقف الهجوم بعدما تكبدت خسائر باهظة، في محاولة لترتيب الصفوف من جديد، متابعا: "هجوم كهذا ليس مباراة كرة قدم حتى توقف الهجوم".
ولفت إلى الأهمية الكبيرة لقاعدة الوطية صاحبة الإمداد الرئيس لقوات الجيش، وترهونة الخزان البشري للمقاتلين، وهو ما يعني أيضًا أن سقوطهما بمثابة نهاية العملية العسكرية لتحرير غرب ليبيا.
لكنه شدد على أن النتائج الميدانية الآن في صالح الجيش الليبي، وتعطي مؤشرات للقيادة العامة بضرورة التحرك سريعا وتوفير غطاء جوي للتقدم إلى قلب العاصمة طرابلس، عبر محاورها الأقرب، خاصة أن تجاوز محاور عين زارة وقصر بن غشير على سبيل المثال يضع الجيش في قلب العاصمة.
توسيع دائرة المعركة
المحلل السياسي الليبي عاطف الحاسية، يعتبر هو الآخر أن هذه الهجمات هي محاولة لتقويض مساعي الجيش للسيطرة على العاصمة أمنيا وعسكريا، لكنه رأى أنها غير مؤثرة بشكل مباشر على محاور العاصمة.
ورأى في رمزية الهجوم على ترهونة "تصفية حسابات جهوية قديمة أو مصالح الميليشيات في تلك المنطقة".
ويعتقد الحاسية أن "العمليات التي تقودها ميليشيات يدعمها النظام التركي رأت من المناسب حاليًا توسيع دائرة المعركة على أرضية الجيش الليبي، بعدما فشل الطيران المسير في هذه المهمة، باعتبار أن "المعارك تُحسم من الأرض ولا تُحسم من السماء"، وفق قوله.
وعن الاشتباكات في مناطق الساحل، يشير المحلل الليبي إلى أن الهجمات التي شنتها الميليشيات في الساحل الغربي لطرابلس "ربما نجحت بسبب تعاون هذه الميليشيات مع جماعات تهريب البشر"، لكنه قلل من أهميتها من الناحية الميدانية، باعتبار أن خطوط إمدادات الجيش تأتي من جنوب طرابلس.
ودلل على فشل الهجوم على ترهونة، بأن الطرف المهاجم "لا يمتلك قوات كافية للتحرك في مساحة كبيرة على أرض المعركة"، وهو ما أدى إلى تكبدها خسائر كبيرة، سيكون لها تأثيرات على شعبية هذه القوات في مدن، خاصة مصراتة والزاوية.