مجلس الأمن الدولي يعرب عن "قلق بالغ" بعد إصابة جنود حفظ سلام في لبنان
امتنعت الولايات المتحدة الأمريكية حتى الآن، عن توجيه ضربة انتقامية مباشرة ضد إيران، بعد إسقاط طهران طائرة الاستطلاع الخميس الماضي.
لكن واشنطن شنت هجمات سيبرانية استهدفت أنظمة الحاسوب الخاصة ببرنامج الصواريخ الإيراني وأهداف أخرى.
وتعتمد الإستراتيجية الأمريكية على منظومة العقوبات الاقتصادية، إلى جانب الحرب السيبرانية السرية، من منطلق قناعة واشنطن، أن الأمر سيردع إيران، وفي الوقت نفسه يتناغم ذلك مع وعود الرئيس دونالد ترامب، بعدم الدخول في حرب جديدة في منطقة الشرق الأوسط.
حرب سيبرانية شاملة
وعلى الرغم من التصريحات الإيرانية التي صدرت يوم الإثنين، على لسان وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات محمد جواد آذري، بأن الهجمات الإلكترونية الأمريكية على أهداف إيرانية، "لم تكن ناجحة"، إلا أن تقريرًا نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" كشف النقاب عن خطة أمريكية لشن حرب سيبرانية شاملة ضد إيران.
وقال مسؤولون وخبراء في مجال الاستخبارات، للصحيفة، إن "البيت الأبيض يتأهب لشن سلسلة من الهجمات السيبرانية ضد إيران، وإن ضباط الاستخبارات والجيش الأمريكي يعكفون على خطط سرية إضافية بغية ردع النظام الإيراني، دون اللجوء إلى عمليات عسكرية تقليدية".
وأشار الخبراء إلى أن "الأذرع السيبرانية للحرس الثوري الإيراني فضلًا عن مثيلاتها بالجيش النظامي على رأس الأهداف الأمريكية، وأن لدى الإدارة الأمريكية أدوات ضغط عديدة في هذا الصدد، يمكنها أن تزعزع استقرار النظام في طهران، وأن تشل قدرته العسكرية، وتقنع الإيرانيين في النهاية بالتوقف عن استفزازاتهم".
وستستهدف الخطط الأمريكية أيضًا شن هجمات سيبرانية ضد أذرع سلاح البحرية والحرس الثوري، وشل القطع البحرية الإيرانية، فضلًا عن حث المعارضة في إيران على التظاهر على الأوضاع الاقتصادية المتردية.
وأشار الخبراء إلى أن "قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في هذا الصدد، يعني أنه نقل مسألة الرد العسكري على إيران من عهدة القيادة المركزية بالجيش الأمريكي، وألقاها على عاتق قيادة الحرب السيبرانية، ووكالة الاستخبارات المركزية".
عمليات خاصة وتظاهرات
وقدر الخبراء أن القيادة السيبرانية بالجيش الأمريكي "لن تشن هجمات لشل أنظمة الحاسوب الخاصة بقيادة وقواعد الصواريخ الإيرانية فحسب، ولكنها من الممكن أن تضرب أذرع البحرية، تلك المسؤولة عن إرسال الزوارق السريعة التي استهدفت ناقلات النفط".
وذكر موقع "ديبكا" الاستخباراتي العبري، أن "بعض العمليات السيبرانية ستستهدف الميليشيات الشيعية الموالية لإيران في العراق وسوريا، ولا سيما ميليشيات حزب الله اللبنانية".
وأضاف أن "المرحلة الأولى ضمن سلسلة الهجمات السيبرانية الأمريكية نفذت بالفعل يوم الخميس الماضي"، في إشارة إلى الهجوم السيبراني الذي زعمت إيران يوم الإثنين، أنه لم يكن ناجحًا، في وقت تقول فيه واشنطن إن الهجوم استهدف شبكة تجسس إلكترونية تقف وراء جمع المعلومات التي أدت إلى نجاح استهداف ناقلات النفط.
وأشار إلى أن "وكالة الاستخبارات المركزية، ستنفذ عبر ذراعها التنفيذية، عمليات خاصة داخل إيران لضرب أهداف استراتيجية، فضلًا عن قيامها بتنفيذ خطط اشعال التظاهرات داخل إيران ضد الأوضاع الاقتصادية المتردية".
مشاكل محتملة
وحدد خبراء الموقع، بعض المشاكل التي تواجه تنفيذ الخطة، منها أن الحديث قد لا يجري عن حرب أمريكية – إيرانية سيبرانية شاملة؛ لأن إعداد خطة حرب شاملة في هذا المجال تتطلب أشهرًا، بينما يجري الحديث عن خطة معدة مسبقًا.
ونبه إلى أن الرئيس السابق باراك أوباما أيضًا، كان قد أمر بتجهيز خطة لحرب سيبرانية إبان المفاوضات النووية مع إيران العام 2015، تحسبًا لفشل هذه المفاوضات، وأن العملية التي كانت تجهزها واشنطن حملت اسم "NITRO ZEUS"، وكانت تستهدف شل جميع المؤسسات الإيرانية، لكن الموقع يفترض أنه بعد مرور 4 سنوات، ربما طورت إيران وسائل دفاعية مضادة.
وبين أن هناك مشكلة في أن أجهزة الاستخبارات الغربية ليست على يقين بشأن القدرات السيبرانية الإيرانية، وإذا ما كان لدى طهران مفاجآت في هذا الصدد، حيث نجح الإيرانيون العام 2011 في السيطرة على أنظمة إلكترونية خاصة بطائرة "RQ-170 Sentinel" الأمريكية العاملة دون طيار، وأجبروها على الهبوط دون أن تتضرر.
روسيا والصين
وأشار "ديبكا" إلى إمكانية تورط إسرائيل أيضًا في هذه الحرب السيبرانية، وتساءل إذا ما كانت مستعدة لحرب من هذا النوع.
كما عبر عن قناعته بأن حربًا من هذا النوع ستكون فرصة مهمة للصين وروسيا؛ لاختبار مدى فاعلية أسلحتهما الهجومية السيبرانية، إذ ستعملان على دعم إيران.