أردوغان يستنجد بأوجلان "السجين" لتفادي خسارة إسطنبول
أردوغان يستنجد بأوجلان "السجين" لتفادي خسارة إسطنبولأردوغان يستنجد بأوجلان "السجين" لتفادي خسارة إسطنبول

أردوغان يستنجد بأوجلان "السجين" لتفادي خسارة إسطنبول

دعا الزعيم الكردي عبد الله أوجلان من محبسه في تركيا حزب الشعوب الديمقراطي إلى التزام الحياد في جولة إعادة انتخابات بلدية إسطنبول، التي يخشى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشدة خسارتها مجددًا أمام مرشح للمعارضة يتمتع بشعبية واسعة.

ويبدو موقف الأكراد المؤيدين لحزب الشعوب الديمقراطي حاسمًا في سباق الفوز بالانتخابات في ظل التقارب الشديد بين المتنافسين في الجولة الأولى.

ونشرت وكالة الأناضول التركية الرسمية أن أوجلان، الذي وصفته بالإرهابي، دعا حزب الشعوب الديمقراطي، إلى التزام الحياد في انتخابات رئاسة بلدية إسطنبول، مشيرة إلى أن هذا التصريح جاء في رسالة كتبها أوجلان الثلاثاء، وتُليت الخميس، أمام الصحافة.

وتظهر هذه الخطوة براغماتية الرئيس التركي الذي وضع كل ثقله من أجل إيصال مرشحه بن علي يلدرم إلى سدة رئاسة بلدية إسطنبول.

ويرى خبراء أن التجربة أثبتت أن أردوغان على استعداد لتجاوز جميع الخطوط الحمراء على المستوى الداخلي والإقليمي في حال حقق له ذلك أهدافه السياسية، مشيرين إلى أن الرئيس التركي يحارب حزب العمال الكردستاني بشراسة في جنوب شرق البلاد، ولكنه في الآن نفسه يستجدي منه العطف من أجل تأييد مرشحه.

ويرجح خبراء أن هذا التصريح يؤشر على أن ثمة صفقة تلوح في الأفق بين حزب العمال الكردستاني وأردوغان، مشيرين إلى أن سنوات الهدنة والحوار، التي انتهت قبل نحو أربعة أعوام، قد تعود من جديد بين الطرفين.

وكان أوجلان قد دعا قبل أسابيع في رسالة طمأنة اعتبرت الأولى من نوعها، قوات سوريا الديمقراطية إلى أخذ حساسيات تركيا في سوريا بعين الاعتبار، في إشارة إلى الشكوى التركية المتكررة من أن هذه القوات تمثل خطرًا على أمن حدودها الجنوبية.

تصريحات الطمأنة هذه يعتبرها خبراء مؤشرًا على أن عشرين سنة من السجن كانت كافية لتقليم أظافر الزعيم الكردي الذي خاض حربًا ضد الجيش التركي منذ سنة 1984، حتى تاريخ اعتقاله في شباط فبراير العام 1999.

وعرف عن أوجلان، في خطاباته وكتاباته التي تعود إلى ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، إيمانه بالمقاومة والكفاح المسلح، وكان يشيد بنضالات حركات التحرر الوطنية، ويمجد شخصيات لها ثقل رمزي مثل الثائر تشي غيفارا، والزعيم الفيتنامي هوشي مينه.

ويلاحظ خبراء أن سنوات السجن قد ساهمت في تغليب لغة الحوار والحكمة لدى أوجلان الذي اعتبر المطلوب رقم واحد بالنسبة لتركيا، بسبب اندفاعه وحماسه نحو مقارعة الجيش التركي من أجل انتزاع حقوق أكراد تركيا.

ولكن في المقابل، فإن سنوات السجن الطويلة لم تؤثر على الاحترام الذي يحظى به أوجلان لدى أنصاره، إذ تحول بمرور السنوات إلى رمز وأب روحي لحزب العمال الكردستاني الذي يولي اهتمامًا شديدًا لأي تصريح يصدر عن زعيمه.

التشكيك

ويأتي موقف أوجلان هذا بعد يومين من دعوة زعيم حزب الشعوب الديمقراطي صلاح الدين ديمرتاش أنصار حزبه للتصويت لمرشح المعارضة أكرم إمام أوغلو، وهو ما دفع في المقابل عددًا من المحللين الأكراد إلى التشكيك في صحة التصريح.

وقال الباحث في الشأن التركي خورشيد دلي إنه لا يثق بوكالة الأناضول، متسائلًا لمن أدلى أوجلان بهذا التصريح.

وأعرب دلي في اتصال هاتفي مع إرم نيوز عن اعتقاده أن هذا الخبر جاء للتأثير على أصوات الناخب الكردي، وهو يعد بمثابة حرب إعلامية جديدة يثيرها الإعلام الموالي للرئيس التركي رجب طيب أردوغان من أجل خلط الأوراق عشية الانتخابات الحاسمة.

وبشأن الرسالة التي قيل إنها مكتوبة بخط أوجلان، ويدعو فيها الشعوب الديمقراطي الى التزام الحياد في الانتخابات، أوضح دلي أن الأتراك يزوّرون التاريخ، فهل توقف الأمر على تزوير توقيع أوجلان المسجون بسجن في جزيرة إيمرالي؟

من جانبه شكك نواف خليل مدير المعهد الكردي للدرسات في مدينة بوخوم الألمانية، في صحة التصريح، موضحًا أن لقاء أوجلان بمحاميه يتم عادة الأربعاء، فكيف جاء هذا الخبر عاجلًا يوم الخميس.

وأشار نواف في اتصال هاتفي مع إرم نيوز إلى أن خبر الوكالة التركية ليس مصاغًا بشكل مهني، فهل نقل أوجلان دعوته عبر محاميه أم عائلته.

ولم ينفِ خليل أو يؤكد صحة الخبر، لكنه أكد أن حزب العمال الكردستاني وحزب الشعوب الديمقراطي، الذي يعتبر الجناح السياسي للحزب الأول، أوضحا في السابق أنهما سيصوتان لمرشح المعارضة، لافتًا إلى أنه ومع قرب الانتخابات سنرى الكثير من محاولات التشويش هذه.

ويتوجه سكان إسطنبول، مجددًا، الأحد المقبل، إلى صناديق الاقتراع لانتخاب رئيس لبلديتهم بعد إلغاء نتائج انتخابات سابقة فاز بها مرشح حزب الشعب الجمهوري، السياسي الصاعد أكرم إمام أوغلو، خصم يلدرم المقرب من أردوغان.

يشار إلى أن تصويت الأكراد سيكون حاسمًا في انتخابات بلدية إسطنبول، إذ تصل النسبة السكانية للأكراد في هذه المدينة إلى نحو 12 بالمئة، وهي نسبة كافية لترجيح الكفة بهذا الاتجاه أو ذاك، خاصة أن الفارق كان ضئيلًا في انتخابات آذار (مارس) بين مرشح حزب العدالة والتنمية ومرشح حزب الشعب الجمهوري المعارض.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com