الجيش الإسرائيلي: رصد طائرتين مسيرتين قادمتين من لبنان إلى إسرائيل دون أنباء عن وقوع إصابات
حسمت إيران قرارها بشأن محافظة إدلب السورية، إذ طالبت، من قلب دمشق، بضرورة تطهير آخر معاقل المعارضة المسلحة من "المتشددين"، مستبقة بذلك نتائج قمة ثلاثية إيرانية روسية تركية تستضيفها طهران في السابع من أيلول/سبتمبر الجاري، لتحديد مصير المحافظة.
وشدد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، خلال زيارته دمشق، على أنه "يجب تطهير الأجزاء المتبقية في إدلب من الإرهابيين الباقين، ويجب أن تعود المنطقة تحت سيطرة الشعب السوري" وفق تعبيره.
رمزية سياسية
هذه التصريحات الحماسية الإيرانية ليست مفاجئة، غير أن توقيتها الذي يسبق القمة المنتظرة بثلاثة أيام، وكذلك الإدلاء بها من قبل رأس الدبلوماسية الإيرانية في العاصمة السورية، يمنحانها "رمزية سياسية" تتجاوز الحسابات المعقدة للأطراف المشاركة في القمة.
ويستبعد المراقبون أن يشن مثل هذا الهجوم دون اتفاق بين موسكو وأنقرة.
ومن المنتظر، بحسب مراقبين، أن تواجه هذه الاندفاعة الإيرانية بتحفظ روسيا التي تفضل خيار المصالحات، أولًا، على غرار ما جرى في مناطق سورية أخرى، ومن ثم القيام بـ "معارك محدودة" للقضاء على "المتشددين" الرافضين للتسوية، ولا سيما العناصر المنتمية لـ"جبهة النصرة"، الفصيل الأكثر تشددًا وقوة، والتي تسيطر على نحو 60% من مساحة المحافظة.
وستسعى تركيا، من جانبها، خلال القمة، إلى الحد من هذا الجموح الإيراني، فأنقرة التي صنفت، مؤخرًا، "جبهة النصرة" تنظيمًا إرهابيًا في محاولة لتأجيل توقيت المعركة، تخشى من تدفق مئات الآلاف من اللاجئين السوريين نحو أراضيها في حال اندلاع المعارك في إدلب التي يقطنها أكثر من ثلاثة ملايين شخص، نصفهم تقريبًا نزحوا إليها من مناطق سورية أخرى رفضوا عقد مصالحات مع النظام السوري.
ورغم أن الموقف السوري الرسمي يتطابق مع التصعيد الإيراني، غير أن تقارير سابقة أفادت أن قوات الحكومة السورية تخطط لهجوم مرحلي في إدلب، بهدف التخفيف من حدة الرفض الدولي، ولا سيما الأمريكي، لمعركة "حاسمة وشاملة ومباغتة".
وكان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو قال، الجمعة، إن واشنطن تعتبر هجوم القوات الحكومية على إدلب تصعيدًا للحرب في سوريا، محذرًا من أن بلاده سترد على أي هجوم كيماوي تشنه دمشق.
وتوجه وزير الدفاع الإيراني الأسبوع الماضي إلى دمشق حيث وقّع مع نظيره السوري اتفاقًا للتعاون الدفاعي بين البلدين، فيما أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي أن إيران ستواصل دعمها قوات الحكومة السورية في معركة إدلب.
وفي مؤشر على"التحالف الطائفي المقدس" بين طهران ودمشق، توجه ظريف، فور وصوله لسوريا، إلى مقام السيدة زينب جنوب دمشق، وهو من المزارات المقدسة لدى الشيعة.
وكانت إيران تذرعت مرارًا أن قواتها ومليشياتها موجودة في سوريا بهدف الدفاع عن المزارات الشيعية المقدسة، الأمر الذي لقي، على الدوام، استهجانًا من ناشطين ومعارضين سوريين.
ومن المقرر أن يلتقي الرئيس الإيراني حسن روحاني، نظيريه الروسي فلاديمير بوتين، والتركي رجب طيب أردوغان، في إيران لعقد قمة ستركز "على محاربة باقي الجماعات المتشددة في سوريا"، بحسب ظريف.
يشار إلى أن الدول الثلاث ترعى عملية السلام التي انطلقت في أستانا وأتاحت إقامة مناطق "خفض التوتر" في سوريا التي تدخل إدلب ضمنها.
ويعود آخر لقاء بين الرؤساء الثلاثة إلى نيسان/ابريل في أنقرة، والتقوا قبلها في سوتشي في روسيا تشرين الثاني/نوفمبر.