تعبيرية
تعبيرية

الفن.. أداة نضال في الساحل الإفريقي لا توقفه الاضطرابات الأمنية

يستعد مغني الرّاب، أمادا أوال، لإطلاق أول أغنية له "تشيد بنجاح الشعب النيجري في الحصول على استقلال ثان عن فرنسا"، كما يقول لـ "إرم نيوز".

يرى أوال أنّ "الفن أداة للشعوب المقهورة والضعيفة، ولقد سلكت منذ البداية طريقا يقود إلى الدفاع عن أمرين: حرية الناس ومساواتهم، فلا يمكن القبول بالاستعباد اليوم مهما كان شكله، لكن للأسف هذا أمر لا تتقبله جماعات ودول، إلا عندما يتم إزاحتها بالقوة كما فعل النيجريين مع فرنسا".

ومنذ حدوث انقلاب أسقط الرئيس محمد بازوم في يوليو/ تموز الماضي، أضحت الأغنية سواء التقليدية أو العصرية في النيجر أداة بيد النيجريين للتنفيس عن وضعهم الصعب، حيث ترضخ بلادهم لعقوبات اقتصادية قاسية وأيضا عن الغضب الذي يراكمونه.

ونفس المشهد يتكرر تقريبا في مالي المجاورة، حيث يشق المغنون طريقهم نحو شهرة منقطعة النظير، مستغلين بذلك الأوضاع السياسية والاقتصادية التي باتت محور إنتاجاتهم الفنية.

ويقول بلاك مايلر وهو مغنٍ مالي إنّ: "الموسيقى تزدهر في منطقتنا في هذه الفترة؛ لأنها تشكل رأيا عاما مناهضا لفرنسا؛ جعل الشباب متحمسا لأغانٍ ملتزمة ونحن نسعى للاستجابة لذلك".

واعتبر مايلر في تصريح لـ "إرم نيوز" أنّ: "الأمر لا ينطبق فقط على الراب أو غيره من الأجناس الموسيقية، في الواقع الشباب يهتم بكل الألوان، شريطة أن تكون مناسبة للذوق العام ويكون إيقاعها رائعا وهذا ما أسعى شخصيا إلى القيام به".

ورغم التوترات الدبلوماسية التي تسيطر على العلاقات بين دول الساحل الإفريقي والشركاء الغربيين والتي يتخوف البعض من أن تؤثر على مجال الثقافة إلا أن كثيرين يرون أن العكس صحيح.

يقول الناقد الفني وأستاذ علم الاجتماع في النيجر مامادو سلامى إنّ: "الازدهار الذي تعرفه الأغنية في الساحل الإفريقي الآن يشمل بشكل رئيسٍ الأغنية الملتزمة وهذا أمر لم يأت صدفة، حيث جاء في سياق سياسي معين".

وفسر سلامى بالقول لـ"إرم نيوز" إن: "في الموسيقى الملتزمة عادة ما يكون المحتوى غنيًا ويستهدف هدفًا محددًا للغاية".

أخبار ذات صلة
أول فرقة موسيقية نسائية في عدن تعيد المرأة اليمنية إلى واجهة الفن

وحول إمكانية استمرار ازدهار الأغنية في المنطقة، قال سلامى: "إذا كان الموسيقيون الملتزمون يفهمون بعضهم البعض ويفهمون أيضًا رؤاهم وأهدافهم وأهداف شعوبهم الحالية والتي يمكن تلخيصها في التحرر والنهوض بدولهم فيمكنهم بالفعل الاستمرار في هذا النهج وأن يستمر عصر الازدهار".

وشدد على أن: "المخاوف التي عبر عنها البعض حول مصير الثقافة لا أعتقد أنها مشروعة فلا شيء يدعو إلى القلق، وأصلا برامج الثقافة السابقة التي وُضعت من الخارج تم إسقاطها بشكل غير محسوب على الواقع في الساحل، وهو واقع يختلف عن الواقع في الغرب وفي فرنسا خاصة، لذلك أعتقد أن هناك تغييرات يجب مواكبتها ولا خشية على الفن والثقافة طالما أن روّادهما مستمرون في العمل".

ورغم الاضطرابات الأمنية التي لا تستثني أحدًا سواء مدرسين أو مدنيين أو مزارعين في هذه الدول، إلا أن الفنانين يقولون إنهم يتحدون الظروف مهما كان نوعها.

يقول أوال: "لا يمكن أن يوقفنا شيء، لا الاضطرابات الأمنية ولا أي سياسة، هدفنا ليس فقط مناهضة فرنسا بل أي شخص يسعى إلى استعباد أخيه الإنسان في دولنا، رسالتنا واضحة إذن ولا يمكن لأحد أن يوقفنا".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com