نجوم مسلسل The Board
نجوم مسلسل The Boardسوشال ميديا

مسلسل "The Board".. متعة الأفكار

المتابع العادي لا يناسبه مسلسل "The Board"، من تأليف وإخراج هوزان عكو وإنتاج شركة "ديونيسيا"، إذ إن كثافة الأفكار، والزاوية الخاصة المتعلقة بعالم الأعمال والبورصة وتضارب الآيديولوجيات والمصالح التي يتمحور حولها هذا العمل، تجعل كل جملة في حوار الشخصيات مهمة، وضياعها سيسبب إرباكًا في فهم بقية الأحداث.

"The Board" أو "مجلس الإدارة" يؤسس المتعة الخاصة به على الأفكار، ويبني عاصفة التشويق التي تحدَّث عنها مؤلفه ومخرجه، وتحققت في الحلقات الثلاث الأولى منه، على توازنات دقيقة وحبكة مدروسة بحساسية ميزان الذهب، عبر الشخصيات وأفعالها وحواراتها، بحيث أن كل منها يُشكل خيطًا دراميًّا له نكهته الخاصة ووجوده المهم في تلك اللوحة الدرامية التي استطاعت إثبات أحقيتها في العرض على منصة برايم فيديو، كأول عمل عربي تبثه شبكة أمازون العالمية.

والصراعات التي يتناولها المسلسل قائمة على تحييد الأخلاقيات لصالح الكسب المادي، وبناءً عليه فإن قيم السوق هي السائدة، وبناء الأمجاد وإثبات الذات لا يتم إلا من خلال الإطاحة بأفكار ومشاريع وأشخاص، ومن ذلك ما فعله رابح فرنجي (باسم ياخور) برئيس مجلس الإدارة زكي (سلوم حداد) بعدما أجبره على تقديم استقالته إثر حصوله على معلومات تدينه أخلاقيًّا، وستسبب له فضيحة إن أفصح رابح عنها.

يتعدل ميزان القوى ويجلس على مقعد الـCEO مي (نادين تحسين بك) خلافًا لرغبة رابح، لتبدأ صراعات جديدة يفوز الأخير بها على عكس التوقعات، بعدما أفشل الاستثمار بالمدارس النموذجية لمجموعة "اكتساب" التي تملكها زوجة زكي (نادين خوري)، مثبتًا رأيه بأن الواقع الحالي يفرض تغيير طريقة التفكير برأس المال، واستبدال القديم بدل العمل على ترميم أخطائه.

أخبار ذات صلة
هوزان عكو: استعدوا لدوامة من العواطف والتشويق في مسلسل "The board"

شخصية رابح محورية في العمل، ورغبته في النهوض بشركة CDS بطريقته الخاصة، تجعل من كل أعضاء مجلس الإدارة حذرين من مخططاته وطموحه الكبير في الاستئثار بأكبر نسبة من المرابح والأسهم وزيادة رأس المال، لكن دانة (روزينا لاذقاني) العاملة في مكتب إعلامي، والمجروحة من تحرش زكي بها، وتعاطف مي معها رغم أنها كانت اليد اليمنى لزكي، يجعلها تسعى للحصول على معلومات من كل الفتيات اللواتي تعرضن للتحرش من قبل مدرائهن في تلك الشركة، وعلى رأسهم رابح.

وتختلط الأوراق أكثر، وتتعقد الأمور بحكم التحالفات الجديدة والمكائد والرغبة بالانتقام من داهية السوق ذاك، خاصةً من قبل زكي وصهره (عبدو شاهين) صاحب الشركة الأمنية التي أضرَّ بها رابح، ومي الراغبة بإثبات ذاتها في منصبها الجديد، إلى جانب شخصيات من خارج البورد، سواءً سام (إيهاب شعبان) المستثمر الذي يتعاطى المخدرات وله ارتباطات مع جهات أجنبية، وفؤاد (خالد القيش)، وبلال الشاهد (كرم شعراني) المرتبط بجهات تبتغي فرض رؤيتها الدينية، خاصةً أن كلًّا منهما له مرجعياته الآيديولوجية والاقتصادية والاجتماعية.

هذا جزء يسير مما عرضته الحلقات الثلاث الأولى من هذا المسلسل المليء بالتفاصيل، والذي استطاع مخرجه أن يتبنى أفكاره التي كتبها، وأن ينقل هذا التبني إلى ممثليه، مُشكلًا من خلالهم مجلس إدارة حقيقيًّا، متوغلًا بعمق في آليات تفكير هذه الفئة من الناس التي تتحكم بمصائر ومآلات حياة آلاف وملايين البشر، وفق أهواء ومصالح مختلفة، وبخطوط درامية متشابكة سنتلمس ملامحها وما يُرافقها من كسر عظم اقتصادي في الحلقات السبع المتبقية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com