لماذا صمدت الأفلام التجارية المغربية بخلاف سينما المؤلف؟

لماذا صمدت الأفلام التجارية المغربية بخلاف سينما المؤلف؟

عادة ما تغادر أفلام الدراما الاجتماعية المغربية، ومثيلاتها من الأفلام المصنّفة في سينما المؤلف، بشكل سريع قاعات العرض السينمائية بالمغرب، بخلاف الأعمال الكوميدية والتجارية التي تسيطر لأشهر على شبابيك التذاكر.

ويلاحظ بعض المراقبين والنقاد المغاربة، أن الإنتاجات السينمائية المغربية الكوميدية والتجارية، تستقطب جمهورا واسعا، فيما لا يتحقق نفس الشيء مع الأعمال الدرامية أو الاجتماعية.

الجمهور يسعى للترفيه

وتؤيد الناقدة السينمائية، ياسمين بوشفر، ذلك: "فعلا لا يلقى الفيلم الدرامي والاجتماعي نفس النجاح الذي يتحقق مع الأفلام المُصنّفة كوميدية وتجارية، خصوصا أن جمهور الأعمال السينمائية الدرامية والاجتماعية قليل ونخبوي".

وأضافت بوشفر في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن "الأفلام الدرامية والاجتماعية، لا يمكنها الاستمرار طويلا أو تحقيق النجاح إذا لم تكن تحمل حسا مغربيا أصيلا؛ لأن المغاربة يحبون مشاهدة مواضيع تعكس يومياتهم وواقعهم".

وتؤكد المتحدثة ذاتها، أن "الأفلام التجارية تعتمد بشكل كبير على وجوه لها حضورها الكبير والواسع على مستوى منصات التواصل الاجتماعي، وتختار أيضا نجوما كوميدية لها اسمها في البلاد، علاوة على اعتماد شركة إنتاجها على التسويق الجيد وترويج مقاطع العمل بشكل ذكي عبر منصات التواصل الاجتماعي، ما يخلق تفاعلا مع المتابعين".

وقالت الناقدة السينمائية، ياسمين بوشفر، إن "الجماهير تتشجع لمشاهدة الأعمال الكوميدية لأنها تسعى للترفيه؛ والسينما في الأخير هي وسيلة لعيش لحظات ممتعة، والناس لها كامل الحرية في اختيار ما يناسبها وما تحبه".

ومن جانبه، يتفق رئيس اتحاد المخرجين والمؤلفين المغاربة، عبد الإله الجوهري، على أن الأفلام الكوميدية يطول زمن عرضها في القاعات المغربية، مع ما يتحقق لها من نسب مشاهدة مهمة.

وقال الجوهري في حديثه لـ"إرم نيوز"، إنه "بكل بساطة الأفلام الجادة أو الهادفة لا تصمد طويلا في القاعات السينمائية ليس في المغرب فقط بل في القاعات العالمية".

وأوضح المخرج السينمائي المغربي، أنه "بسبب غياب ثقافة سينمائية في بلادنا، يلاحظ في السنوات الأخيرة إقبال كبير على الأفلام التي صُنعت وأنجزت على عجل، والأفلام التي تسعى إلى دغدغة عواطف ومشاعر المتفرجين، عكس أفلام يوقعها مخرجون بهدف تكريس سينما مغربية حقيقية".

واعتبر المصدر نفسه، أنه "مع غياب تدريس الفن السينمائي في مدارس المغرب، تنامى تكريس عشق السينما المباشرة والتي تضحك ولا قيمة لها فنيا وتقنيا؛ ما يعني أنه حتى ولو بنينا ألف قاعة سينمائية فستظل فارغة بدون جمهور يتمتع بحس إبداعي وبحس ثقافي حقيقي".

ولفت المخرج عبد الإله الجوهري، إلى أن "عددا مهما من المغاربة كانوا في سنوات السبعينيات يتماهون مع الأعمال الجادة ويناصرونها ويقفون بجانبها، خصوصا مع الدور الكبير الذي تلعبه الجامعة الوطنية للأندية السينمائية في تطوير الذائقة السينمائية للجمهور المغربي الواسع".

لا توجد إيرادات كبيرة

في مقابل ذلك، لا يعتقد الناقد السينمائي، المختار آيت عمر، أن الأفلام التجارية أو الكوميدية في المغرب تحقق إيرادات كبيرة، وذلك بالاستناد إلى آخر الإحصائيات والأرقام التي يقدمها المركز السينمائي المغربي (هيئة حكومية).

وقال آيت عمر في إفادته لـ"إرم نيوز"، إن "أعلى رقم في الإيرادات حققه فيلم مغربي حتى الآن، يعود للفيلم السينمائي المغربي "30 مليون" الذي أخرجه ربيع سجيد عام 2020، عندما حقق 60 ألف مشاهدة، في المقابل حقق فيلم "زنقة كونتاكت" 6 آلاف مشاهد فقط".

تراجع وهجران للسينما

وسجل الناقد السينمائي، المختار آيت عمر، أن "هناك في المغرب تراجعا كبيرا جدا على مستوى تذوق العمل السينمائي وعلى مستوى الاهتمام بالفيلم، وهجران المشاهدين للقاعات السينمائية، خصوصا بعد سنوات التسعينيات، عندما انتقل المشاهد إلى وسائط جديدة للمشاهدة الفردية".

واعتبر آيت عمر، أن "الوضع كارثي على مستوى استغلال القاعات السينمائية القليلة والمتمركزة في أربع أو خمس مدن كبرى بالمملكة، إذ لا يمكن للسينما المغربية كيفما كان نوعها أن تحقق إيرادات كبيرة في المغرب".

وخلص الناقد السينمائي، إلى أنه "لو لم تكن السينما في المغرب تعتمد على الدعم الحكومي، لما وُجدت سينما في المغرب، سواء في نوعها الجاد، أو في أنواعها الكوميدية والتجارية".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com