"الأضرار الناعمة".. رواية تونسية تغوص في متقلبات الحياة
تسلط الكاتبة التونسية هاجر عبد الكافي، الضوء على جملة من القضايا الاجتماعية، بأسلوب قصصي سهل، في كتابها الصادر حديثا عن دار "ليدرز" للنشر "الأضرار الناعمة"، وهو كتاب باللغة الفرنسية.
ولا يخلو الكتاب من جاذبية تبدأ منذ العنوان القائم على متناقضيْن؛ ما يدفع القارئ إلى التساؤل منذ الوهلة الأولى "هل يمكن للضّرر أن يكون ناعما؟ وكيف يمكن تقييم شدة الضرر أو حدّة ما نشعر به من ألم؟" ويحمل الكتاب بين طياته قصصا متقاطعة لشخصيات تسعى على امتداد الأحداث وتقلباتها إلى تحمّل مصاعب الحياة ومتناقضاتها.
ومن خلال شخصيات قصتها الأربع: أنياس وريمي ونائل وليلي، غاصت الكاتبة في المشاعر المختلفة والعقبات والتحديات النفسية التي تواجه المجتمع التونسي كأفراد مستقلين بذواتهم أو كجماعات؛ إذ تقع أنياس وتنهض عدة مرات وتحاول السعي وتجاوز المصاعب في كل مرة، رغم اختبارات الحياة، وذلك بفضل المحيط العطُوف الذي خلقته لنفسها.
من جانبه يظلّ ريمي، رغم رغبته الواضحة في إنقاذ علاقته الزوجيّة، أسيرًا للماضي، مكبّلا بأحداث تأبى أن تغادر ذهنه وتكدّر حاضره، أما نائل، وهو نجار شغوف، فقد حقّق ذاته من خلال عمله الجادّ والمتواصل وتعلّقه بالقيم النبيلة التي يحاول زرعها في ابنته، بينما تكتشف ليلى، الطبيبة المميّزة، هشاشتها على الرغم ممّا تبديه من صلابة ظاهرة في مواجهة مرضاها وحثّهم على أن يكونوا أقوياء قادرين على مقاومة أمراضهم.
وفي هذه القصص المتقاطعة التي بشيه بعضها بعضا في البدايات وتختلف عند النهايات، لا توجد أجوبة لكل التساؤلات المطروحة، بل هناك احتمالات فقط، تترك المؤلفة الحريّة مسلّمة للقارئ للتأمل، والإدراك في ما يعتقد.
الأضرار الناعمة
هذه الأضرار التي وصفتها مؤلفة الرواية بالناعمة بعضها مطروح ماثل بين الأعين لا يمكن إنكارها، والبعض الآخر قابل للنقاش، ومحل مساءلة حول ما إذا كان من الممكن القبول بها والتسليم بها لدى عامة الناس.
وتقول المؤلفة في تقديمها لهذه الرواية "إنّ الألم مشروع بمجرّد أنّنا نشعر به، بغض النظر عن مصدر الضّرر، فهل من منفذ غير أن ندمجه، وأن نتعامل معه، وليتنا نشفى منه إذا تحلينا بالشجاعة؟
