من فيلم نابليون
من فيلم نابليون

نابليون بعد أوبنهايمر.. "انتصار غربي سينمائي" في الحرب الروسية الأوكرانية

تشهد قاعات السينما العالمية، اليوم الأربعاء، انطلاق عرض الفيلم الملحمي "نابليون" للمخرج العالمي ريدلي سكوت.

وأثار الفيلم مسبقًا ضجة بين النقاد، الذين اتهموا "سكوت" بارتكاب مغالطات تاريخية، في وقت لم يكترث فيه الأخير بردود فعلهم، مشددًا على اهتمامه بـ"الرؤية البصرية أكثر من الكلمة المكتوبة".

ويظهر "نابوليون" بعد أشهر قليلة فقط من "أوبنهايمر"، إذ ينتمي كلا الفيلمين إلى السيرة الذاتية، أحدهما يحكي قصة الفيزيائي أوبنهايمر، الذي أسهم في تطوير القنبلة النووية، والآخر يحكي قصة الإمبراطور الفرنسي نابليون بونابرت.

لكن لماذا ظهر هذان الفيلمان في هذا التوقيت بالذات؟

أوبنهايمر

تزامنا مع التصعيد الكبير للحرب الروسية الأوكرانية، التي أعادت اصطفاف المعسكرين الشرقي والغربي، أُعلن عن إطلاق فيلم "أوبنهايمر".

وجاء الفيلم في ذروة الحديث عن احتمالات وقوع حرب نووية جديدة، إذ ناقش الصراع الأخلاقي لمطور القنبلة النووية، وكأنما يعيد التذكير بالنتائج الإنسانية الكارثية التي قد تقع في حال استخدامها، في الوقت ذاته الذي يحاول فيه تبرئة الولايات المتحدة من كونها أول من فتح الباب على مصراعيه للتهديدات النووية.

وخلافًا لنهجه، قدم المخرج كريستوف نولان في "أوبنهايمر" سيرة ذاتية، معتمدًا على الحوار كأساس لحبكته، وكذلك التفاصيل الدقيقة التي تلتقط حتى خلجات الوجه، مجازفًا باعتماد كاميرا "آيماكس" لهذا الهدف.

وفاجأ نولان جمهوره بوقوع اختياره على الممثل الأيرلندي الأصل كيليان ميرفي، كبطل لفيلمه، لينقله من نجم الصف الثاني إلى الصف الأول.

نابليون

يأتي فيلم "نابليون" للمخرج ريدلي سكوت، في خضم الحرب الروسية الأوكرانية كذلك، والتي تشهد تقهقرًا للدور الأوروبي السياسي، وتراجعا للتأثير الأمريكي في القرار العالمي، كأنما يبحث عن انتصار ما، طواه التاريخ.

وتتشابه العديد من الخطوط بين فيلمي "نابوليون" و"أوبنهايمر"، ما يعكس تنافسًا خفيًّا من تحت الطاولة بين المخرجين، اللذين يحظيان في الأصل بتقدير عالمي.

ويعد استخدام كاميرا "آيماكس" أكثر ما يلفت في فيلم سكوت، على غرار استخدام نولان للنوع ذاته من الكاميرات. في محاولة كذلك من ريدلي سكوت للعب بصريًّا في الفيلم، لينجز ملحمة سينمائية أكثر منها تاريخية.

وعلى غرار نولان، عمد ريدلي سكوت إلى فيلم من نمط السيرة الذاتية، ليعيد من خلاله إحياء سيرة الإمبراطور الفرنسي.

كما اختار الممثل خواكين فينيكس، الذي يعيش أفضل أيامه بعد بطولة استثنائية اقتنصها في فيلم "الجوكر"، لينتقل من ممثل ثان إلى نجم في الصف الأول.

لكن الخلاف بين المخرجين في تركيز نولان على الحوار والتفاصيل الصغيرة، بينما اعتمد ريدلي سكوت على اللعبة البصرية والحروب، حتى أنه تم تحديد سن الحضور في قاعات السينما، نظرًا لوجود مشاهد عنيفة.

انتعاشة عالمية

ورغم هذا، تشهد السينما العالمية في هذه الأوقات انتعاشة، يعززها فيلم "نابليون"، بميزانيته الضخمة، الذي لا بدّ أن يثير شهية العديد من محبي الأفلام التاريخية، والشغوفين بشخصية بونابرت.

وأعاد هذا العام، السينما إلى مكانتها، بعد انتكاسة أصابتها في السنوات الأخيرة، خاصة مع جائحة "كورونا"، بفضل عدد من الأفلام الهامة مثل “مهمة مستحيلة 7″، و”باربي” و”أوبنهايمر” و”الراهبة”، وأخيرًا "نابوليون".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com