سمير الفيل
سمير الفيلمتداولة

سمير الفيل لـ"إرم نيوز": لا أتباكى على تراجع النقد.. والبحر أطلق خيالي

جاء فوز الكاتب المصري المخضرم سمير الفيل بجائزة "ملتقى القصة العربية القصيرة" بالكويت عن مجموعته " دُمى حزينة" تتويجا لمسيرة 55 عاما مع الكتابة والإبداع أنجز فيها عشرات المؤلفات ما بين الشعر والقصة القصيرة و المسرحية والرواية.

" إرم نيوز" حاورت "الفيل" حول أبرز ملامح تجربته العريضة.

فوزك بالجائزة جعل مواقع التواصل تشتعل بعاصفة لا تنقطع من التهاني.. هل كنت تتوقع أن تأتي ردود الأفعال بهذا الحجم؟

أتوقع المحبة لكن أن تكون بهذا الحجم فهذا ما كان عظيما ومؤثرا ويجعل العين تدمع، صدقني حين أقول لك إن هذه هي الجائزة الحقيقية، أن تلمسك المشاعر الصادقة التي تتجاوز مجرد المجاملات الاجتماعية.

لكن هذا لا يمنع أنه سبق أن تمنيت أن يرزق الله الأدباء بصرة من الذهب حتى يتمكنوا من شراء يخت؟

ولا زلت أتمنى، لا شك أن الجوائز العربية مهمة على مستويات عديدة منها القيمة المادية التي قد تساعد الأديب على التفرغ للإبداع وتغنيه نسبيا عن الحاجة إلى مهن موازية للأدب كمصدر دخل كما هو الحال مع الأغلبية الساحقة من الأدباء العرب.

سمير الفيل ينال جائزة الملتقى
سمير الفيل ينال جائزة الملتقىمتداولة

صدور الجائزة من الكويت.. ماذا يعني لك؟

هذا سبب إضافي للفرحة، فالكويت بلد غال على كل مثقف وله موقع خاص في الوجدان الثقافي العربي ولا ننسى دوره المشهود في هذا السياق، وأشكر المبدع الكويتي الكبير طالب الرفاعي رئيس مجلس أمناء الجائزة على جهوده الرائعة.

هل استعادت القصة القصيرة عافيتها بعد فترة من طغيان الرواية؟

في النهاية لا يصح إلا الصحيح وكل جيل إبداعي له مشروعه الجمالي، صحيح أنه مر وقت على فن القصة القصيرة العظيم لم يكن يجد فيه حماسا من بعض الناشرين بحجة أنّ "القصة لا توزع" لكن هذا مفهوم خاطئ تماما، فالقصة القصيرة المكتوبة بصدق ومهارة تجد قارئها بسهولة.

كيف ترى الشكوى الدائمة من غياب النقد والإدانة القوية لعجز النقاد عن مواكبة الإبداعات الأدبية الجديدة؟

أرفض أن أنضم لنوبة التباكي على غياب النقد وإدانة النقاد، هناك عشرات الأعمال الأدبية الجديدة التي تصدر كل شهر حول العالم العربي وهو كم هائل يصعب للأسف عمليا ملاحقته بدقة وتمعن، هذا لا يمنع وجود نخبة من النقاد في مصر والعالم العربي تتمتع بمصداقية كبرى وتبذل جهدا رائعا في حدود المتاح.

التنوع بين الشعر والقصة والرواية والمسرحية، هل منح تجربتك الثراء أم كان عبئا عليها؟

الفنون الأدبية تتجاوز وتتكامل ولا يلغي بعضها بعضا ولا ينبغي أن توجد أسوار عازلة بينها.

ألم يكن الأفضل أن تركز على جنس أدبي بعينه منعا للتشتت؟

كل تجربة انفعالية داخل نفس المبدع تنادي جنسها الأدبي الملائم لها وتفرض الشكل الأنسب الخاص بها. وفي السنوات الأخيرة، أركز بشكل خاص على الإنتاج القصصي.

إنتاجك في القصة القصيرة تجاوز 25 مجموعة، ألا تخشى أن تأتي تلك الغزارة على حساب الجودة، ألا تخشى تكرار نفسك؟

أخضع كل مجموعة قصصية للمراجعة والتنقيح وفق معايير صارمة قبل إصدارها وأستبعد أي تكرار أو حشو أو رطانة حتى يأتي النص مكثفا متدفقا وصادقا في التعبير عن الواقع.

من أين تستقي عوالمك الأدبية؟

من الحارة الشعبية في مدينتي دمياط ومن النماذح الإنسانية التي ألتقيها في الشارع ومن الحكايات الشفاهية التي أسمعها وأنا في جلستي اليومية على مقهى العيسوي.

نشأتك في مدينة ساحلية صغيرة شمالي مصر.. كيف كان تأثيرها عليك؟

تعلمت من أهالي دمياط، وهي مدينة صناعية تشتهر بصناعة الأثاث والحلوى وتضم أقدم ميناء بمصر، ثقافة إتقان العمل واحترام الوقت وأهمية الإنجاز في حياة المرء. واعتدت الذهاب في صغري عبر المراكب الشراعية إلى مدينة رأس البر المجاورة التي تطل مباشرة على البحر المتوسط وكانت "مصيف" أم كلثوم والنخبة الأرستقراطية في عصور سابقة، هناك كان يطلق البحر خيالي وينعش روحي.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com