الفنانة صبا مبارك
الفنانة صبا مباركمشهد من مسلسل "بين السطور"

"بين السطور".. دراما تغوص في صراعات اجتماعية مكتومة

ينتمي المسلسل المصري "بين السطور"، الذي يُعرض حاليًّا على أكثر من قناة ومنصة منها mbc وon drama و"شاهد" إلى دراما التشويق والإثارة، حيث تحتدم أزمات وصراعات اجتماعية مكتومة وتتفاعل تحت السطح ثم تنفجر تباعًا بمرور الحلقات.

وتلعب صبا مبارك في العمل المقتبس عن مسلسل كوري بعنوان "misty" أو "ضبابي" شخصية المذيعة الناجحة الشهيرة "هند سالم"، التي تقدم برنامج "توك شو" يحمل اسم "بين السطور"، لكن حياتها تنقلب رأسًا على عقب بعد الاشتباه في علاقتها بجريمة قتل راح ضحيتها بطل الرماية العالمي جمال عبدالجواد، الشهير بـ"جيمي أندرسون" وهو أمريكي من أصل مصري كانت تربطها به علاقة غرامية.

لجأ صناع العمل إلى العزف على وتر الغموض منذ المشاهد الأولى لاكتشاف جريمة القتل واستدعاء المذيعة الشهيرة ثم الارتداد إلى الخلف عبر تكنيك "الفلاش باك" وتحديدًا 6 أسابيع قبل وقوع الجريمة، ليتعرف المتفرج على الشخصيات الرئيسة التي تظهر عكس ما تبطن وتحركها دوافع خفية.

أجادت صبا مبارك تجسيد مشاعر امرأة تتمتع بشخصية قوية تجعل من نجاحها أولوية قصوى حتى لو ضحت بأمومتها، وتصرّ على تصدير صورة زائفة للسعادة رغم أنّ علاقتها بزوجها تعاني من شرخ كبير نتيجة إسقاطها للجنين حتى تتفرغ للعمل.

وبدا الفنان أحمد فهمي موفقًا في الإمساك بمفاتيح شخصية المحامي "حاتم عز الدين"، الذي يعاني الفراغ والبرود العاطفي في زواجه من "هند سالم" رغم حياة الرفاهية التي يعيشها الثنائي الناجح المعروف. ساعد "فهمي" على ذلك وصوله لمرحلة من النضج العمري انعكست على أدائه، الذي تطلب الكثير من الصمت والتعبير بالعيون لتجسيد أزمة منتصف العمر لرجل وسيم، فارع الطول، يقطن في فيلا ويمتلك سيارات فارهة، لكن السعادة تبدو له سرابًا خادعًا، حيث يبيت في غرفة منفصلة ولا يجد عزاءه إلا في ممارسة ألعاب "البلاي ستيشن".

واتسمت كاميرا المخرج وائل فرج بثراء اللغة البصرية وتنوع الكادرات، لكن السيناريو جاء عاديًّا والحوار لا يحمل جديدًا على نحو لا يبرر وجود 4 كتاب على تترات العمل، هم: مريم نعوم ونجلاء الحديني "تأليف"، وسارة الطوبجي وفاطمة الزهراء سيف الدين "سيناريو و حوار"، لا سيما أن القصة مقتبسة عن عمل أجنبي.

وقال الناقد الفني أحمد سعدالدين في تصريح لـ"إرم نيوز" أنّ جزءًا كبيرًا من جاذبية المسلسل تعود إلى فكرة "ما وراء الأبواب المغلقة" وطرح المسكوت عنه في الحياة الاجتماعية للشخصيات دون الاكتفاء بـ"الحدوتة" المسلية، مشيرًا إلى أنه يتحفظ على ما يسميها "دراما الكمباوند" التي ينتمي إليها العمل، برأيه، والتي تدور في أجواء من الرفاهية ولا تخاطب جميع شرائح الجمهور.

والملاحظ أنه بعد الحلقات الأولى وتقديم الشخصيات وكشف الخلفيات الدرامية للصراع، سرعان ما يتباطأ الإيقاع ويتنازل المسلسل عن سمة التشويق والتصاعد، وتبدأ العديد من المشاهد والحوارات بالترهل، وكأنما تمت صياغتها لمجرد الحشو ومط الوقت، لاسيما أن العمل يقع في 30 حلقة وتتجاوز بعض حلقاته الـ40 دقيقة.

ويعلق سعدالدين على تلك الجزئية، قائلًا: "المط والإطالة أصبحتا سمة من سمات دراما الـثلاثين حلقة، إذ يصر بعض المنتجين على هذا الكم من الحلقات لأسباب تسويقية وإنتاجية بحتة بصرف النظر عن وجود ضرورة درامية؛ ما يوقع العمل في فخ الملل والتكرار".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com