صديق الكتكوت الضاحك.. "براعة اللقطة" تؤهل مصورًا مصريًا للعالمية (صور)
صديق الكتكوت الضاحك.. "براعة اللقطة" تؤهل مصورًا مصريًا للعالمية (صور)صديق الكتكوت الضاحك.. "براعة اللقطة" تؤهل مصورًا مصريًا للعالمية (صور)

صديق الكتكوت الضاحك.. "براعة اللقطة" تؤهل مصورًا مصريًا للعالمية (صور)

انتشرت أخيرًا صورة على مواقع التواصل الاجتماعي، باللونين الأبيض والأسود، يظهر فيها طفل ينظر من شرفة صغيرة إلى أخيه، الذي كان يضحك بشدة حاملًا على ظهره "كتكوتًا" صغيرًا، وهي الصورة التي لفتت أنظار الكثيرين خاصة أنها لقطة عفوية، أبرزتها لحظة التقاط في وقت مثالي.

وبحث "إرم نيوز" في كواليس التقاط الصورة، التي تبين حصولها على جائزة أفضل صورة في فئة الصورة الواحدة، ضمن مسابقة "لحظات" والتي أقامها الموقع العالمي "ناشيونال جيوغرافيك".

وصاحب الصورة هو الشاب المصري محمد مهدي، أصغر فائز في المسابقة، التي منحت له جائزة معدات تصوير بقيمة 7500 دولار، إضافة إلى سفره إلى كوبا لمدة 11 يومًا، ليكون ضمن بعثة تضم أكبر مصوري العالم.

وأصبح مهدي أصغر ممثل لمصر والشرق الأوسط في المسابقة، كونه يبلغ من العمر 21 عامًا، ليخوض تجربة ثرية في التصوير، أهلته للتعرف على شخصيات هامة، والاطلاع على دولة لاتينية تحمل عبقًا تاريخيًا باحتفاظها بملامح البيوت التقليدية.

صديق الكتكوت

"لم أتوقع أن تنال الصورة هذا الصدى الكبير"، بهذه الكلمات بدأ مهدي حديثه لـ"إرم نيوز"، مضيفًا أن الصورة تم التقاطها منذ عام، في "محافظة رشيد" المصرية.

ويكشف المصور الشاب كواليس لقطته المميزة، قائلًا إنه "أثناء تواجده مع أحد أصدقائه من الأطفال، أخبره بأن لديه كتكوتًا صغيرًا، يعتبره صديقه ويرغب أن يريه إياه، ليطلب من أخيه إعطاءه له عبر شرفة البيت البسيط من أعلى، وحينما سقط الكتكوت التقطه الصغير ووضعه على ظهره، ليفاجأ بعضه لأسفل رأسه تعبيرًا عن جوعه، ليضحك الطفل، ويستغل مهدي المشهد مسجلًا إياه في بضع صور فازت إحداها بالجائزة".

"تصوير الشارع رزق"، هكذا عبر مهدي عن امتنانه للحظة التي سجلتها كاميرته، مضيفًا أنه يتابع منذ سنوات مسابقة "لحظات" وتمنى المشاركة فيها، لكن سنه الصغيرة لم تمكنه من ذلك، إلى أن استطاع العام الحالي المشاركة بهذه الصورة وعمره 21 عامًا، لتفوز في فئة "الصورة الواحدة".

تذكار مؤثر

منذ حوالي 5 أعوام، امتلك مهدي شغف التصوير، ذلك الشغف الذي جعله يتجول في جميع أنحاء مصر، دون كلل أو ملل، غير آبهٍ بالمسافات والصعوبات المعروفة عن تصوير الشارع، ودون دعم مالي من أي جهة.

يروي مهدي لـ "إرم نيوز" أنه في عمر الـ18 عامًا كان يتجول في شوارع إحدى المناطق الشعبية بمحافظة الإسكندرية، يصور سكانها مع وعد بإعطائهم صورهم مطبوعة كتذكار منه، وفي إحدى المرات صوّر رجلًا مسنًا، لكنه تأخر عن موعد تسليم صورته، ليفاجأ بعد عودته للمنطقة بوفاته، فتأثر بهذا الموقف بشدة.

ابنة ذلك الرجل وزوجته، طلبتا من مهدي الحصول على صورته، لتبكيا عند رؤيتهما لها، وأخبراه أنها الصورة الوحيدة الباقية له، ومن هنا اكتشف مهدي أن الصورة قد تساهم في إنقاذ روح إنسان ليقرر السير احترافيًا في التصوير ودراسته.

الشغف محرك

ولم تكن تلك الجائزة الوحيدة لصاحب صورة "الكتكوت"، فبالرغم من صغر سنه إلا أنه تمكن من لفت انتباه العديد من المصورين بأعماله المميزة، والتي دفعت إحدى القلاع التصويرية الكبرى، منحه فرصة للمشاركة في محاضرة مع 5 مصورين عالميين حول مستقبل التصوير.

وتوجت بعض صوره أيضًا، بجوائز عدة من جهات مختلفة جميعها خارج مصر، لكن هذا لم يكن قط شغله الشاغل، فقد رفض مهدي خلال حديثه مع "إرم نيوز" استعراض تلك الجوائز، مبررًا ذلك بأنها لم تكن أبدًا هدفه، إنما حبه للتصوير هو الأساس.

"المسابقات غير عادلة وجوائزها تقديرية تخضع لاهتمامات أعضاء لجنة التحكيم"، هكذا كان رد المصور الشاب على فوزه بجائزة "ناشيونال جيوغرافيك"، رغم قيمتها الكبرى، مشيرًا إلى أنه اشترك من أجل السفر إلى دبي للتعرف على المصورين أصحاب الخبرات، ويطلعهم على مشاريعه، لكن الصدفة قادته للفوز بالجائزة.

معايشة مثمرة

يشارك مهدي في رحلاته عن توثيق الثقافة المصرية الأصيلة زميله المصور أحمد جابر، يتجولان معًا دون أي ترتيب مسبق لأماكن سفرهما قاصدين معايشة أصحاب الصور، بالتفاصيل كافة حتى مشابهتهم لهم في ارتداء أزيائهم التراثية نفسها.

تجول الثنائي في شتى محافظات مصر، لكن تظل رحلته إلى "الحميثرة" غرب مدينة "مرسى علم"، هي الأقرب لمهدي، والتي تبعد عن القاهرة حوالي 1000 كيلو متر، ويقام فيها مولد أبو الحسن الشاذلي، الأشهر في الموالد المصرية على مستوى الصعيد، والذي يجتذب إليه الباحثون عن بركات وحالة روحية مميزة، تاركين الدنيا بكل زخارفها ومشاغلها.

أحلام مصورة

ويتمنى مهدي، أن تعرض قصصه المصورة في أماكن عدة بجميع أنحاء العالم، تعرف بقيمتها في عالم التصوير، لتكون خطوة قوية لإقامة معرض خاص بصوره، مع حلمه الأكبر بالعمل ضمن أي من تلك المؤسسات الثلاث صاحبة الاسم الكبير في عالم التصوير: "ناشيونال جيوغرافيك"، ووكالتي التصوير "ماغنوم" و"نور إيميج".

ويستمر الشاب العشريني في شق طريقه في التصوير، بقراءته الكثيرة في المجال، واطلاعه على مختلف الفنون بحكم دراسته في كلية الفنون الجميلة قسم "الميديا"، فهو يرى نفسه أنه ما زال يحتاج الكثير ليصبح أفضل، أما الآن فقد حصد منحة من "آفاق" وهي إحدى أهم المؤسسات، في لبنان.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com