وثيقة
وثيقةمتداولة(تعبيرية)

وثيقة سلطانية مغربية تباع في معرض نمساوي

فوجئ المهتمون بالتراث الثقافي المغربي، بوثيقة تاريخية بخط يد السلطان المغربي، مولاي إسماعيل (حكم بين 1672- 1727)، تعرضها حاليا شركة نمساوية للبيع بقيمة 28 ألف يورو، مطالبين بتدخل وزارة الثقافة لاسترداد الوثيقة الثمينة.

والوثيقة عبارة عن رسالة دبلوماسية من السلطان المغربي آنذاك، موجهة إلى السفير الإنجليزي تشارلز ستيوارت عام 1720، ممثلا للملك جورج الأول لعقد هدنة مع المغرب، من بنودها إطلاق سراح 296 أسيرا بريطانيا والسماح للسفن بالرسو في موانئ المغرب.

وتعد هذه الرسالة المكتوبة بخط اليد، ذات أهمية تاريخية كبيرة، خصوصا أنها تؤرخ للعلاقات الدبلوماسية بين المملكة المغربية والمملكة المتحدة في القرن 18.

وقدمت الشركة الرسالة على أنها "مخطوط رسالة دبلوماسية باللغة العربية، وهي مكونة من 8 أسطر من النص مُؤطرة بأجزاء مسطرة تتضمن زخرفة مكتوبة من أوراق الشجر المنمنمة وختما خطيا بالحبر الأخضر والأزرق المعزز بالذهب".

وأضاف وصف الشركة للوثيقة، أن هذه الرسالة الدبلوماسية "أرسلها حاكم المغرب القوي مولاي إسماعيل بن الشريف في ديسمبر/كانون الأول من عام 1720 إلى تشارلز ستيوارت، السفير الإنجليزي على رأس بعثة أرسلها الملك جورج الأول للتفاوض على السلام مع المغرب".

المخطوطة الدبلوماسية
المخطوطة الدبلوماسيةمتداولة

وأكد أستاذ التاريخ المعاصر بجامعة محمد بن عبد الله بفاس، أحمد إيشراخان، أن "الوثيقة غاية في الأهمية من ناحية علم المخطوطات؛ إذ إنها من حيث الشكل رسالة سلطانية تحمل الطابع السلطاني الكبير للمولى إسماعيل بن الشريف، وهي مزينة بزخرفة سلطانية بلونها الأخضر الذي يدل على السلم والمسالمة".

وأضاف في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن "مضمون الرسالة يوضح رغبة السلطان مولاي إسماعيل في عقد الاتفاقيات مع بريطانيا، وقد تم تأريخ كتابه بتاريخ 3 صفر 1133 هجرية".

من جانبه، أبرز أستاذ تاريخ المغرب المعاصر بجامعة محمد الخامس بالرباط، مصطفى القادري، أنها "وثيقة ملكية مهمة جدا؛ إذ عبر من خلالها السلطان المغربي مولاي إسماعيل، عن أمله في أن تكون الاتفاقية بين المغرب وبريطانيا متوافقة مع تطلعات السفير البريطاني".

ونوّه القادري في حديثه لـ"إرم نيوز، بأنّ "رسالة السلطان أشارت إلى تاريخ العلاقات الدبلوماسية الودية بين الإنجليز وملوك المغرب، مستشهدا بالعلاقة بين ابن عمه أحمد المنصور (1549-1603) والملكة إليزابيت الأولى".

وتابع أستاذ تاريخ المغرب المعاصر، أن الوثيقة تشير إلى "معاهدة سلام وُقّعت بين البلدين في يناير 1721، وكان من شروطها إطلاق سراح 296 أسيرا بريطانيا، وضمان حرية حركة السفن البريطانية في المياه المغربية، إلى جانب ضمان وصول السفن المغربية الراغبة في التجارة دون عوائق مع المملكة المتحدة".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com