هل ينام الأشخاص الذين يعانون من الأرق أكثر مما يعتقدون؟

وجدت دراسة جديدة من جامعة مونتريال الكندية، أن الأشخاص الذين يعانون من الأرق قد يحصلون على نوم أكثر مما يعتقدون، بحسب ما ذكرت مجلة "نيوزويك" الأمريكية.

وأفادت الجمعية الطبية الأمريكية بأن حوالي 30 مليون أمريكي يعانون من الأرق، وأن 1 من كل 3 بالغين في الولايات المتحدة أفادوا بأنهم لا يحصلون على ما يكفي من النوم، وفقاً للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها.

وأشارت المجلة إلى أن عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم كل يوم يمكن أن يؤثر على المدى القصير على الانتباه والحكمة والعواطف والوظائف المعرفية، ويمكن أن يُسهم الحرمان المزمن من النوم في الإصابة بأمراض القلب والسمنة واضطرابات التنكس العصبي والاكتئاب.

وقام الباحثون في الدراسة بتحليل 20 شخصًا "ينامون جيدًا" لمعرفة كيف ينظرون إلى جودة نومهم بناءً على أحلامهم.

وقالت كلوديا بيكارد ديلاند التي قادت الدراسة في بيان: "لم تتم دراسة الأحلام في سياق نوعية النوم كثيراً".

وبين أنه "يكون التركيز في كثير من الأحيان على التدابير الموضوعية مثل نشاط الدماغ أو مرحلة النوم، ولكن أعتقد أننا بحاجة إلى إلقاء نظرة فاحصة على نشاط الحلم وتأثيره على كيفية إدراكنا للنوم".

وفي الدراسة، التي لم تنشر بعد، أيقظت ديلاند وفريقها كل مشارك 12 مرة أثناء الليل وسألتهم عما إذا كانوا مستيقظين أم نائمين، وما مدى عمق نومهم، وما آخر ما دار في أذهانهم، وإلى أي مدى شعروا بالانغماس في أحلامهم.

وفي الوقت نفسه، قام الباحثون بقياس نشاط الدماغ لتحديد ما إذا كانوا نائمين بالفعل وأين كانوا في دورة نومهم، بحسب ما ذكرت المجلة.

والمثير للدهشة أن المشاركين أفادوا في كثير من الأحيان بأنهم كانوا مستيقظين بينما كانوا في الواقع نائمين، وكان هذا شائعًا بشكل خاص خلال المراحل المبكرة من دورة النوم التي لا تحتوي على أحلام.

وباعتبارها شخصًا عانت من الأرق طوال حياتها، قالت ديلاند إن بحثًا كهذا كان حاسمًا لطمأنة زملائها الذين يعانون من الأرق، مضيفة: "لقد ساعدني أن أرى بأم عيني ما يحدث أمامي، حيث كان المشاركون نائمين ولكنهم ما زالوا يشعرون باليقظة".

ويأمل الفريق البحثي، بحسب المجلة، أن يضع عملهم الأسس لإعادة تأهيل النوم والتدريب على الأحلام لدعم جودة النوم بشكل أفضل.