كاتب سعودي: القبلية ستنتهي ويجب رضوخها للمفاهيم الإنسانية
كاتب سعودي: القبلية ستنتهي ويجب رضوخها للمفاهيم الإنسانيةكاتب سعودي: القبلية ستنتهي ويجب رضوخها للمفاهيم الإنسانية

كاتب سعودي: القبلية ستنتهي ويجب رضوخها للمفاهيم الإنسانية

تنبأ كاتب سعودي بانتهاء القبائل وزوال العمل بأعرافها، مطالبًا برضوخها للمفاهيم الإنسانية القائمة على المساواة، ومبادئ الدين الإسلامي.

ويرى الكاتب قيس إبراهيم، أن "كل القبائل مهما كبرت يجب أن تصغر أمام منهج النبوة المحمدية وترضخ للمفاهيم الإنسانية القائمة على مساواة البشر أسودهم وأبيضهم".

ويقول في مقال نشرته صحيفة "مكة" السعودية، تحت عنوان "نهاية القبيلة الصغيرة"، إن "الزمن اختلف والقادم مختلف بشكل قد لا يتصوره البعيدون عن العلم وتطوره، العلم الذي لن يجامل أحدًا ولن يرضى إلا بأن يتقدم بالبشرية نحو الوحدة والتكافؤ الاجتماعي".

ويضيف "أنا أستشرف هذا المستقبل وأرى المأزق الكبير الذي ستقع فيه القبيلة كمكون اجتماعي مهم في مجتمعي وكيف ستكتشف الأجيال القادمة زيف كثير من العنصريات والامتيازات".

مطالب بتحجيم الأعراف القبلية

ويطالب الكاتب في ختام مقاله بمراجعة "ما عرفناه من شريعتنا وعرفناه بالعقل المتزن والمتسامح الذي يساوي بين الجميع، وهذه الدعوة لا تعني أنني ضد القبيلة، بل أنا أدعمها حين تتحول إلى مؤسسة اجتماعية مدنية مثلها مثل غيرها تقدم الخدمات لأفرادها وتخدم الأوطان بما يجمع الناس لا بما يفرقهم أو يميز شخصًا على آخر".

ويعيش بعض المواطنين السعوديين تأرجحًا ما بين قوانين الدولة المستندة على أحكام الشريعة الإسلامية، وما بين الأعراف العشائرية التي لا تزال حاضرة بقوة في مجتمع تأخذ القبيلة فيه حيزًا مهمًا من تكوين أفراده.

وبين الحين والآخر ترتفع أصوات لتنادي بتحييد الأعراف العشائرية بحجة عدم ملاءمتها لمقتضيات العصر، في ظل آلية عمل مؤسسات الدولة، وسيطرة القوانين على مختلف مناحي الحياة.

وكان إعلاميون سعوديون عبروا عن امتعاضهم من بعض العادات القبلية، معتبرين أن تلك الأعراف "ساهمت في تقييد المجتمع وحبست حركته بالرضوخ طواعيةً أو كرهًا، فتأخر المجتمع وتم اختطافه بتلك العادات".

قرارات تبطل العمل بالأعراف

وجاءت آراء بعض المثقفين السعوديين لتؤيد قرار أمير منطقة مكة المكرمة، خالد الفيصل، في 11 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بمنع التحاكم بالأعراف القديمة و"المعاديل" المعمول بها، في حل الخلافات والنزاعات القائمة بين قبائل المنطقة.

وطالب الفيصل، المحافظين ورؤساء المراكز، بأخذ تعهدات مكتوبة من شيوخ القبائل تصديقًا للقرار الرامي إلى تحييد الأعراف العشائرية، وإعمال القانون والشرع.

وأكد الفيصل أن "الإمارة ستطبق القانون على مخالفي القرار لوقف تكرار الظاهرة ومنع طرفي النزاع بين القبائل من أخذ مبالغ طائلة لوقف النزاعات ودفع الجميع للاحتكام إلى القضاء والقانون".

الأعراف القبلية حاضرة بقوة

من جهة أخرى؛ سبق أن أكد الكاتب السعودي، صالح الشيحي، على أن "كثير من عادات القبائل اليوم بمثابة قوانين اجتماعية ضابطة للممارسات العامة وحاضنة لكثير من القيم العربية الأصيلة حتى مع إشراقة نور الإسلام لم يقم نبينا بطمس عادات قبائل العرب، أو السخرية منها، بل قال إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق".

ورغم إشارة الشيحي إلى وجود عادات قبلية غير ملائمة للعصر، قال: "لكن القبيلة ذاتها كأحد أهم وأبرز مكونات المجتمع منذ التأسيس وحتى عصرنا الحاضر، متجددة في عاداتها وأعرافها حيث أعادت قراءتها، ومارست النقد والمراجعة الداخلية، وقطعت أشواطًا في ذلك، ونجحت إلى حد كبير في تجاوز كثير من العادات".

الانجرار وراء "العنصرية"

وتتسبب بعض الأعراف القبيلة كما يرى معارضون لها، في الانجرار وراء بعض التصرفات التي توصف بأنها "عنصرية"، وفي آخر الحوادث التي أثارت الكثير من السجال في المملكة، عاد إلى الواجهة الحديث عن معضلة "تكافؤ النسب في الزواج".

وكان الكثير من السعوديين، تفاعلوا مطلع الشهر الجاري، مع خبر تزويج رجل قبلي ابنته إلى رجل من ذوي البشرة السمراء. ليثير الزواج موجة من الاختلاف وصل حد التراشق اللفظي وتبادل الاتهامات.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com