"ساحات صلاة العيد".. صراع متكرر بين الأوقاف والسلفيين في مصر
"ساحات صلاة العيد".. صراع متكرر بين الأوقاف والسلفيين في مصر"ساحات صلاة العيد".. صراع متكرر بين الأوقاف والسلفيين في مصر

"ساحات صلاة العيد".. صراع متكرر بين الأوقاف والسلفيين في مصر

تشهد مصر في كل عام وخاصة قبل عيدي الفطر والأضحى المباركين، صراعًا متكررًا بين وزارة الأوقاف المصرية والسلفيين، حول تنظيم ساحات صلاة العيد، الأمر الذي تجدد أخيرًا بعدما أعلن السلفيون في مصر عزمهم على رصد المخالفات التي تشهدها الساحات المخصصة لأداء الصلاة.

وأكدوا أنه بعدما فشلت الوزارة في القضاء على الظواهر السلبية، والتي تقع في الأعياد حسبما وصفوها، سيقومون برصد المخالفات، وإبلاغ الجهات الحكومية عنها. حسب الداعية السلفي، الشيخ سامح عبد الحميد حمودة.

دعوى قضائية

وتابع الشيخ عبد الحميد، أن السلفيين سيحركون دعوى قضائية ضد وزارة الأوقاف لتكرار هذه المشكلات من جهتها، مضيفًا أن السلفيين يُقيمون مصليات العيد منذ زمن، وهذا الأمر ليس بالجديد، مشيرًا إلى أنه حتى أيام نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك كان لهم دور في تنظيم الساحات.

وبين الشيخ عبد الحميد، أن الوزارة في فترات ماضية كانت تعطيهم تصاريح لإقامة مصليات العيد، دون مشكلات أو صعوبات، قائلًا بإنه في الوقت الحالي تغير الوضع كثيرًا.

تعنت وزارة الأوقاف

وأشار الشيخ عبد الحميد إلى أن هناك تعنتًا من قبل وزارة الأوقاف بشأن إعطاء السلفيين تصاريح لتنظيم ساحات صلاة العيد. مُرجعًا سبب التعنت إلى فشل سياسة الوزارة، ضاربًا مثالًا بوضع الوزارة عدادات كهرباء مُسبقة الدفع بالمساجد؛ ما أدى لقطع التيار عن بعضها لعدم دفع بدل مصاريف الكهرباء.

وأوضح أن سبب الاختلاط بين الرجال والنساء في صلاة العيد، ناتج عن سوء التنظيم من قبل الأوقاف، مستبعدًا أن يكون جهل المصلين بشروط صحة الصلاة هو السبب في تكرار هذه المخالفات.

وشدد على ضرورة وجود مداخل للرجال وأخرى للنساء لتجنب ما يحدث من اختلاط في الصلاة .

وقال إن السلفيين تقدموا بشكاوى، وبيَّنوا اعتراضهم على سوء التنظيم، ولكن الأوقاف لم تستجب لهم.

تغطية جميع المحافظات

- وألمح إلى أن مطالبهم تشمل جميع المحافظات بجمهورية مصر العربية، وجميع مصليات العيد أيضًا، مشيرًا إلى أن مطلبهم ليس مقتصرًا على القاهرة الكبرى وحدها.

وأكد أن السلفيين قادرون على تنظيم الساحات مهما كان حجمها وعدد الحاضرين لأداء الصلاة، مؤكدًا أنهم يملكون ساحات كبيرة لاستيعاب الآلاف من المصلين لأداء صلاة العيد.

التنظيم الجيد

وأجاب الشيخ عبد الحميد عن تساؤل حول كيفية مواجهة التحرش الجنسي والمعاكسات في الصلاة، وهل سيطالبون بتواجد أمني، مشيرًا إلى أن التنظيم الجيد يكفي لهذا الغرض، مطالبًا بوجود عمال من الأوقاف لإرشاد المصلين بالأماكن المخصصة لهم مع وضع علامات إرشادية لتوجيههم.

الأعباء المالية

ونوه إلى أن السلفيين يملكون مصليات خاصة بهم، ولديهم الفرش والسجاد والكهرباء والسماعات وكل شيء، موضحًا بأن ذلك لن يكلف أو يكبد الأوقاف أي مصاريف أو أعباء مالية.

من جانبه، يرى أمين سر لجنة الشؤون الدينية والأوقاف بمجلس النواب المصري، النائب عمرو حمروش، بأنه على وزارة الأوقاف متابعة موقفها من جهة منع إقامة أي ساحات لصلاة العيد دون الحصول على تراخيص أو تصاريح من جهتها، بصفتها الجهة المخول لها ذلك الأمر.

أفكار متطرفة

وطالب حمروش بأن تُحكِم الأوقاف سيطرتها على كل الساحات  في جميع محافظات مصر، لمنع نشر أي أفكار متشددة من قبل بعض التيارات والجماعات الإسلامية.

وشدد على ضرورة منع التيارات المتشددة من استغلال المساجد والساحات لترويج فكرها. قائلًا: إن "صلاة العيد لا تنعقد في الشوارع ولا الزوايا والمصليات"، وهذا ما أكده الشيخ جابر طايع، رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف المصرية.

وأضاف الشيخ طايع لـ "إرم نيوز"، أن مسألة منع غير المصرح لهم بالخطابة أو بالإمامة في صلاة العيد أمر ضروري للغاية، لتفادي نشر الفكر المتشدد أو استغلال الساحات سياسيًّا.

وتابع: "لن يسمح لغير المصرح لهم بالخطابة أو إمامة المصلين تحت أي ظرف".

وبين طايع، بأن الوزارة حددت عددًا من الضوابط لإقامة صلاة العيد، ومنها أنها تقرر أن يكون هناك إمامان بالساحات والمساجد، تحسبًا لوقوع أي طارئ لأحدهما، ولتفادي وقوع أي خطأ.

الأزهريون والأوقاف

وأكد الشيخ طايع أن تصاريح الخطابة لن تمنح سوى لمشايخ الأزهر "الأزهريين"، وشيوخ الأوقاف، لكونهما من أصحاب المنهج الوسطي المعتدل والبعيد عن التطرف والتشدد.

وكان السلفيون بمصر أعلنوا استعدادهم لرصد مخالفات وزارة الأوقاف في مصليات عيد الأضحى، ورفعها للجهات المسؤولة بالدولة بعد الفشل المتكرر لوزارة الأوقاف في تنظيم مُصليات العيد، وإصرارها على منع السلفيين من تنظيم مصليات العيد الاحترافية المُتقنة المجهزة.

وعدد السلفيون الأخطاء التي تقع في ساحات الصلاة، ذاكرين بأنها تتلخص باختلاط الرجال والنساء، دون محاولة لإنهاء هذه الأزمة رغم تكرارها كل عام، ووقوع التبرج والتحرش والمعاكسات والمظهر السيئ، وأحيانًا تصلي النساء بجوار الرجال.

Related Stories

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com