سباقات الهجن.. موروث حضاري وثروة اقتصادية لمالكي"سفن الصحراء"
سباقات الهجن.. موروث حضاري وثروة اقتصادية لمالكي"سفن الصحراء"سباقات الهجن.. موروث حضاري وثروة اقتصادية لمالكي"سفن الصحراء"

سباقات الهجن.. موروث حضاري وثروة اقتصادية لمالكي"سفن الصحراء"

سباقات الهجن إحدى أبرز الموروثات الحضارية، التي تزهو بها البلدان العربية، فبقدر ما تذكرهم بماضي الأجداد تمنحهم رصيدًا حضاريًا للزهو به في الحاضر.

وتنتشر سباقات الهجن بكثرة في أغلب البلدان العربية، لا سيما دول الخليج العربي، فلا يخلو أحد شهور السنة من إقامة مثل تلك المسابقات.

ويشهد الشهر الحالي بطولة الكويت الدولية الـ18 لسباقات الهجن، التي انطلقت السبت الماضي، بمشاركة خليجية وعربية واسعة، وتستمر 6 أيام.

وتحظى "الهجن" باهتمام رسمي بجانب الشعبي، خاصة وأنها أصبحت موردًا اقتصاديًا وماديًا لكثير من القائمين عليها.

ويتوقع المستشار الإعلامي لمهرجان الملك عبدالعزيز للإبل، سعيد بن فهيد الصخابره، اتساع الاهتمام بسباقات الهجن لتستمر طوال العام، وقد يصل الأمر لأن تقام سباقات أسبوعية وشهرية، خاصة في السعودية.

وقال الصخابره إن "الهجن مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بثقافتنا وعاداتنا وخصوصياتنا، حتى باتت جزءًا من شخصياتنا، ومحل مباهاة وتفاخر فيما بيننا، حتى تم تدشين الاتحاد السعودي للهجن".

الإبل والعرب

وللإبل أهمية خاصة لدى العرب منذ القدم، باعتبارها الوسيلة المثلى للحل والترحال، كما كانت مثالًا للعزة والشجاعة فيما بينهم، فضلًا عن كونها مصدرًا للغذاء.

وتشهد كل من السعودية والكويت وعمان والإمارات سباقات للهجن، بشكل سنوي، وتحظى بشغف جمهور واسع النطاق، يهتفون بأسماء الإبل التي تنطلق بجنون حتى يلف غبار الأتربة المكان بالكامل.

صفاتها وغذاؤها وأسعارها

وللإبل التي تخوض سباقات الهجن صفات مميزة دون غيرها، فيشترط أن تكون رشيقة القوام طويلة القامة نحيفة الجسم طويلة الساقين، خاصةً الأرجل الخلفية مع صغر الخف، وتميزها بطول الرقبة والأنف.

ويشترط كذلك أن يبلغ عمر الإبل المتسابقة 4 أعوام على الأقل، حيث يتم نقلها برًا أو بحرًا بين الدول استعدادًا للسباقات، أملًا أن يحوز الفائزون جوائز قيمة قد تكون أحدث أنواع السيارات أو مبالغ طائلة.

وتعتبر السباقات اختبارًا لقوة التحمل، حيث يأخذ المضمار شكلًا بيضاويًا، بمسافة لا تقل عن 10 كيلومترات وتصل في بعض الأحيان إلى 20 أو 40 كيلومتراً.

ويتم تدريب الإبل على السباق بشكل يومي، وإذا ما قطعت مسافة 8 كيلومترات في 15 دقيقة، يتأكد صاحبها أنها مؤهلة لخوض السباقات.

وينبغي على الإبل التخلص من الشحوم الزائدة باستمرار، حيث تتغذى على التمر والحليب وعسل النحل والمكسرات والعشب الجاف، كما يشترط عدم الدفع بالإناث في السباق إذا كانت حاملاً.

وتعتبر سباقات الهجن من مصادر الدخل الفائقة لملاكها، حيث يصل سعر "المطية" من الإبل، في بعض السلالات المميزة مليون دولار، وهو ما يرقى بأصحابها إلى فئة رجال الأعمال البارزين.

ويتراوح سعر الجمل الفائز بين 5-10 ملايين دولار، وربما يصل في بعض الأحيان إلى 30 مليون دولار، ما يجعل أسعارها في بعض الأحيان، تتجاوز أسعار الطائرات الخاصة وبعض الأبراج السكنية.

وللدخول في السباقات الكبرى، ينبغي على الجمل أن يخوض جولات تمهيدية في بادئ الأمر، حتى يتم ترشيحه للسباقات الكبرى.

أشهر سباقات الهجن

ويعتبر سباق خادم الحرمين الشريفين السنوي للهجن الذي بدأ عام 1974، واحدًا من أكبر سباقات الهجن عالميًا.

ويشارك أكثر من ألفي جمل في هذا السباق، بحضور نحو 30 ألف متفرج، ما جعل هذا السباق من أفضل العروض في مهرجان الجنادرية السعودي للتراث والثقافة الذي يُعقد في شباط/فبراير من كل عام.

كما يعتبر مهرجان الشيخ زايد آل نهيان من أكبر مهرجانات الهجن في المنطقة العربية. وتعتبر "العُمانيات" في عُمان، من أشهر الهجن العربية الأصيلة بالإضافة لمهرجان الكويت.

وفي مصر، يشهد مضمار صحراوي قرب مدينة الإسماعيلية سباقاً للإبل ضمن المهرجان السنوي للهجن.

ويجذب السباق المصري مشاركين من أكثر من 13 دولة، ويتابعه آخرون من فرنسا وإيطاليا والنمسا، إلا أن جوائزه ضعيفة لا تتجاوز بضعة آلاف من الدولارات.

أنواع الهجن

وتنقسم الهجن إلى عدة أنواع، منها الهجن الحرة من شمال الجزيرة العربية، والهجن العمانية من جنوب الجزيرة، والهجن السودانية.

كما تنقسم سباقات الهجن إما إلى "العرضة"، التي تبلغ 500 متر، أو سباق "المسافات" و"الماراثون"، حيث يتم تحديد مسافته حسب الفئة العمرية للإبل، وتبلغ المسافة نحو 40 كيلومتراً.

فكلما كانت سن الإبل كبيرة، كلما كانت مسافة السباق التي تخوضها أكبر.

وتقام سباقات "العُرضة" بين ناقتين فقط تركضان جنبًا إلى جنب، يقودهما المتسابقان، حيث يشترط ألا تتجاوز المطية منافستها، فينبغي أن تحاذي كل واحدة الأخرى.

البوتوكس وحقن الإبل

ولجذب الجمهور إلى الإبل، يقوم بعض المربين بحقنها بمادة البوتوكس شديدة السمية، خاصة مناطق الشفاه العلوية والسفلية والأنف والفكين، لجعل الوجه أكثر انتفاخًا، فيثير إعجاب الناظرين.

وشهد سباق الهجن في مهرجان الجنادرية لهذا العام، استبعاد 12 جملًا بعد الاشتباه في حقنها بمادة البوتوكس لشد عضلات الوجه وإخفاء التجاعيد.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com