مع اقتراب رمضان.. لماذا تنجح برامج المقالب رغم علم الجمهور بزيفها؟

مع اقتراب رمضان.. لماذا تنجح برامج المقالب رغم علم الجمهور بزيفها؟

تعتبر برامج المقالب سمة أساسية من سمات التلفزيون في شهر رمضان المبارك، حيث اعتاد الجمهور عليها على مدار سنوات عديدة، وأصبحت من مظاهر الشهر الكريم، ويجد فيها الجمهور متنفسًا من الضغوط اليومية التي يتعرض لها، وتجتمع حولها الأسرة بعد الإفطار.

ورغم تصريحات الفنانين وبعض التسريبات التي أكدت أنها مفتعلة ومزيفة، حيث يكون الفنان على علم بالمقلب حين التعاقد معه، وأن ما يقوم به عبارة عن تمثيل، إلا أنها ما زالت تحقق نجاحًا كبيرًا، وتحظى بنسبة مشاهدات عالية في الموسم الزاخر بالأعمال الفنية المتنوعة.

وعن سبب نجاح هذه البرامج، أكد الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع بالجامعات المصرية، أن الجمهور يجد فيها ترفيها ومتنفسا من الضغوط الاقتصادية.

وقال صادق لـ"إرم نيوز"، إن "أحد أهداف ووظائف الإعلام الترفيه، وفي شهر رمضان مع الصيام والضغوط الاقتصادية، الترفيه وتغيير المزاج يجذبان الجمهور حتى لو كان ما يقدم مفهوم أنه مفتعل ومصطنع ومزيف، فالجمهور بعد صيام وتعب وإجهاد يحب الجلوس مع العائلة للتسلية والترفيه والضحك المشترك أيا كان المصدر، وسواء كان ما يضحكون عليه حقيقيا أو مزيفا".

وبسؤاله عن أن علم الجمهور بزيف المقالب من الممكن أن يضعف من جرعة استمتاعهم بها، أوضح: "هذه البرامج فرصة للعائلة للسخرية والترفيه وهم يرون أن الافتعال ممكن التسامح معه طالما يقود للضحك، أما إذا لم يقدم هذا فيقومون بالابتعاد عنه، ليس لأنه مزيف لكن لأن التزييف غير جيد، ولم يحقق الهدف وهو الضحك والترفيه".

شعبية الفنان تجذب الجمهور

أما الدكتور جمال فرويز أستاذ علم النفس، فرأى أن "شعبية الفنان الذي يقدم المقالب هي السبب الرئيسي في نجاح هذه النوعية من البرامج، وأن هناك العديد من برامج المقالب تقدم في شهر رمضان، إلا أن الجمهور لا يعلم عنها شيئا ولا يتابعها بسبب افتقار مقدميها للشعبية الجماهيرية".

أخبار ذات صلة
شقيق رامز جلال يكشف حقيقة اعتزال أخيه وإصابته بالعمى

وقال فرويز لـ"إرم نيوز"، إن "الجمهور في شهر رمضان يكون متشوقا لأي مادة يكون بها نوع من المداعبات والكوميديا والمقالب، من أجل التسلية والكوميديا، فالجمهور المطحون بسبب ضغوط الحياة ينتظر أي شيء يضحكه حتى وإن كان هذا الشيء مزيفا، فهو يشاهدها بهدف التسلية والضحك، وتصبح أداة من أدوات التسلية مثلها مثل المكسرات التي يتناولها الشخص بعد الإفطار".

وأردف فرويز أن "من أهم أسباب نجاح المقالب هو الفنان الذي يقدمها، فالجمهور يشاهد البرنامج لحبه لمقدمه، بدليل أن هناك العديد من برامج المقالب التي تقدم في رمضان، وربما تكون حقيقية وليست مزيفة، وبسبب عدم وجود ألفة بين الجمهور ومن يقدم البرنامج، لا تحقق نجاحا ولا استمرارية".

أما الناقدة الفنية خيرية البشلاوي، فرأت أن الجماهيرية الكبيرة لمثل هذه البرامج تدل على تدن كبير في ذوق المشاهدين.

وقالت البشلاوي لـ"إرم نيوز": "للأسف، هذه البرامج رغم مساوئها الخطيرة لديها جمهور كبير، وهذا يعكس ذوقا سقيما للمتفرج، الذي يعد شريكا في الجريمة التي يقوم بها صانعو البرنامج"، داعية إلى "عدم مشاهدة هذه البرامج، فالجمهور لا يجب أن يكون مفعولا به، ويتم إجباره على الضحك والاستهزاء بحالة الفزع التي يكون فيها الضحية".

ولفتت البشلاوي إلى أن "البرامج، خاصة برنامج رامز جلال، هي دعوة للابتزاز والخوف، وإجبار الناس على الضحك على أفعال لا يجب الضحك عليها، وهذا شيء غير إنساني بالمرة، فمن يقدمها يحصل على أموال كثيرة ويصبحون أغنياء فجأة، ما يوضح أن هناك هدفا غير نبيل من هذه البرامج"، وفق تقديرها.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com