الممثلة السويدية توفا نوفوتني
الممثلة السويدية توفا نوفوتنيرويترز

فيلم "الهاوية".. كارثة طبيعية تنقذ عائلة من شبح التفكك

بملامح حادة ووجه يخلو من المساحيق، برعت الممثلة السويدية توفا نوفوتني بطلة فيلم "الهاوية" The Abyss في تجسيد أزمة امرأة ممزقة تقف على مفترق طرق، بين زواج ينهار، وحب جديد لم يكتمل، وأبناء غاضبين، وبلدة مهددة بأن تبتلعها الأرض. 

ويطرح الفيلم السويدي الذي تعرضه شبكة "نتفلكس" ضمن أحدث إصداراتها، قضيتين أساسيتين، الأولى تتعلق بالتعاسة الزوجية ووقوف الزوجين على حافة الطلاق، والثانية هي التفكك العائلي.

أخبار ذات صلة
فيلم بوب مارلي.. صورة مشوّشة لأيقونة الريغي

وبينما يقترح صناع العمل تصورا منطقيا لحل القضية الأولى، يتمثل في عثور الزوجة على الحب واحترام الزوج لرغبتها في الانفصال، فإن حل القضية الثانية واستعادة الدفء العائلي المفقود لا يحدث إلا على وقع كارثة طبيعية كبرى.

وتحتوي بلدة " كيرونا" السويدية على أكبر منجم تحت الأرض في العالم؛ ما يعرضها لخطر دائم يتمثل في التصدعات والتشققات التي تصيب دون سابق إنذار جبال وشوارع البلدة وطرقاتها، وهنا يتعين على فريجا أن تواجه خطرا مزدوجا، فهي من ناحية رئيس فريق الأمن الخاص بالمنجم، الذي يعد مركز الأزمة، كما أنها من ناحية أخرى تواجه تهديدا حقيقيا بانصراف ابنها سيمون و ابنتها ميكا عنها، في خضم أزمة انفصالها عن زوجها تاغي الذي يتوقف فقط على توقيع الأوراق.

بوستر فيلم الهاوية
بوستر فيلم الهاوية نتفلكس

ويصل دابير حبيب فريجا إلى البلدة، لعمل مفاجأة لها، محتفظا في جيبه بخاتم زواج ليعرض عليها رغبته في الاقتران الرسمي بها، لكن من الواضح أنه اختار أسوأ توقيت؛ إذ يشتد النشاط الزلزالي وتبتلع الأرض السيارات في مشاهد مروعة، ويلقى كثيرون حتفهم، لكن الأسرة المفككة تعرف للمرة الأولى معنى التكاتف، حين يلتف الجميع وراء هدف واحد يتمثل في إنقاذ حياة "سيمون" الذي سقط في هوة تحت الركام. يتحقق الهدف لكن بعد أن يضحي الزوج تاغي، والد سيمون و ميكا، بحياته في سبيل إنقاذ ابنه.

صلب الحبكة الدرامية

وينتمي الفيلم الذي لعبت بطولته إلى جانب"توفا نوفوتني كل من بيتر فرانزن، وكاردو رساسي، إلى سينما التشويق و الإثارة، ولكن ذكاء صناع العمل جعلهم لا يبالغون في مشاهد الخطر، أو يجعلونها لب الحبكة الدرامية، معتمدين على حقيقة أنهم نجحوا بالفعل في جذب انتباه المتفرج منذ مشهد البداية الذي تمثل في تصدع قطعة من أرض بغابة خارج الكتلة السكنية وابتلاعها بعض المراهقين.   

وركز الشريط السينمائي على الصراعات النفسية والأزمات العائلية متعددة الأطراف؛ فالابنة ميكا مراهقة تنشط  في مجال الدفاع عن البيئة، وتواجه أمها بقوة باعتبارها رمزا للسلطة، فضلا عن أنها تحملها مسؤولية انهيار زواجها من أبيها، أما الابن " سيمون" فقرر أن يترك البيت لأمه ولا يعيش معها بعد الآن.

وتقوم فكرة العمل على أن الأزمة الكبرى يمكن أن تنسينا خلافاتنا مهما كانت حادة، حين يجد الجميع أن حياته نفسها أصبحت على المحك، وأن شبح الموت يقترب بقوة. هنا يتخلى الزوج عن أنانيته وشعوره بالمنافسة مع حبيب زوجته، كما يتفهم الأبناء حق أمهم في السعادة عبر اختيار شريك حياتها، في حين أن الأم بدورها تقرر بكل وضوح أن سعادتها لو تعارضت مع سعادة أبنائها فسوف تنكر ذاتها وتنحاز إليهم. 

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com