أوجه شبه عديدة تجمع بين مسلسل "المعلم" للنجم مصطفى شعبان، ومسلسل "جعفر العمدة" لمحمد رمضان الذي حقق، الموسم الرمضاني الماضي، نجاحا استثنائيا جعله بمثابة ظاهرة عامة تغري بالتقليد، أو على الأقل التأثر الشديد من جانب صناع الدراما في الموسم الحالي.
وعلى غرار جعفر العمدة"، يدور المسلسل في أجواء صراعات الحي الشعبي المدوية، حيث تشتعل مواجهة ضارية بين "حامد" ومجموعة من تجار المخدرات الذين يعتقد جازما أنهم وراء سجن أبيه ظلمًا، وتدمير تجارته وتشويه سمعته، ليأخذ على عاتقه كشف الحقيقة وتنظيف سمعة والده.
كما يضم العمل نخبة من النجوم، منهم: أحمد بدير، وعبد العزيز مخيون، وانتصار، وسلوى خطاب، وأحمد فؤاد سليم، ومن تأليف محمد الشواف، وإخراج مرقس عادل، وإنتاج شركة "سينرجى".
اللافت في هذا السياق، تتعلق بالاستعانة بالنجم منذر رياحنة الذي تألق بشكل مبهر في دور "شوقي" الشرير الأكبر الذي كان محركًا للأحداث في "جعفر العمدة".
ويقدم "رياحنة" شخصية العام الماضي نفسها، مع تغييرات طفيفة بالطبع، من حيث نبرة الصوت الهادئة الواثقة، والنظرات المخيفة والصوت البارد الذي يجمد الدم في العروق، بل حتى على مستوى الجلوس على ناصية الشارع أمام المارة، وهو يدخن الشيشة.
والمفاجأة أن صناع "المعلم" لم يكتفوا بذلك بل استعانوا كذلك بالفنان طارق النهري الذي قدم دورًا لافتا في "جعفر العمدة"، وهو "حماده فتح الله"، والد "شوقي"، وهو ما يقوم به في المسلسل الجديد، حيث يجسد شخصية "المعلم شداد"، والد "عنتر"، الذي يقدم شخصيته "رياحنة".
وتتركز خططهما طوال العمل على التآمر ضد "حامد"، مصطفى شعبان، تماما كما كانا يتآمران ضد "جعفر".
وتقوم الحبكة العامة للمسلسل على لعبة "السر الخفي"، أو"اللغز المحير" الذي يطارده مصطفى شعبان طوال الوقت، ويتمثل بالإجابة عن سؤال: "من الذي دس المخدرات لوالده داخل شحنة الأسماك؟".
ويكون هذا السؤال محورًا لتصاعد الأحداث، وتشويقًا في الإيقاع على غرار السؤال اللغز الذي قام عليه مسلسل "جعفر العمدة"، ويتعلق بشأن ما إذا كان ابن البطل حيًّا أم ميتًا، ومَن يكون أصلا.
ويتشابه البطلان الرئيسان في العملين من ناحية قدراتهما البدنية الخارقة للعادة والتي تجعلهما قادرين على تدمير الخصوم، ولو بشكل يتخطى المنطق، كما في مشهد انقضاض مجموعة من الشباب مفتولي العضلات على مصطفى شعبان، على حين غرة، وهو بدورة المياه بإحدى الاستراحات على طريق السويس الصحراوي، فإذا به ينتصر عليهم ويطرحهم أرضا، وكأنه بطل عالمي في الفنون القتالية.
وإذا كانت سن وملامح "رمضان" تجعل من الممكن إلى حد ما الاقتناع بتلك القدرات، فإن الأمر يبدو على العكس في حالة مصطفى شعبان الذي تبدو على ملامح وجهه تجاعيد الخمسين من العمر، وتتسم حركاته بنوع من البطء.