السعودية تختتم النسخة الرابعة من مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل (صور وفيديو)
اختتم القائمون على مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل، اليوم الأحد، النسخة الرابعة من المهرجان الذي تحول لوجهة عالمية لملاك الإبل مع تزايد اهتمام البلد الخليجي الغني بحيوان الصحراء بوصفه رابطًا بماضي شبه الجزيرة العربية.
وحضر العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز برفقة حشد كبير يضم ضيوفًا رفيعي المستوى من خارج المملكة، ومسؤولين سعوديين بارزين، الحفل الختامي للمهرجان وفقراته المتنوعة.
واستمع الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، ورئيس نادي الإبل المنظم للمهرجان، للشاعر بدر بن عبد الله الصبيحي وهو يمتدح في قصيدة ألقاها أمام حضور الحفل، بلاده وقادتها ويشيد بحرصهم على التمسك بموروث الإبل والشعر.
ومن بين حضور حفل هذا العام، ولي عهد دبي الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، وولي عهد دولة الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، وممثل ملك البحرين الشيخ عبدالله بن حمد آل خليفة، ووزير الشؤون الرياضية في سلطنة عمان الشيخ سعد بن محمد السعدي.
وحضر الحفل أيضًا، الشيخ سلطان بن سحيم آل ثاني، الذي يعد من أبرز المعارضين القطريين من أبناء الأسرة الحاكمة، لنظام حكم الشيخ تميم بن حمد آل ثاني القائم في الدوحة.
كما حضر الشيخ مبارك بن خليفة آل ثاني، والشيخ جاسم بن خليفة آل ثاني، والشيخ فهد بن عبدالله آل ثاني، والشيخ خالد بن خليفة آل ثاني، وجميعهم من أسرة آل ثاني الحاكمة لقطر.
وبدأ الحفل الختامي بأشواط من سباق الهجن، وسط منافسة لافتة من الهجن المشاركة وملاكها، بجانب استعراض المنقيات (المنقية قطيع من الإبل المنتقاة للونها وجمالها) الفائزة بجوائز المزايين التي أقيمت خلال أيام المهرجان.
وسلم الملك سلمان خلال الحفل جوائز المركز الأول للفائزين في جائزة الملك عبدالعزيز لمزايين الإبل، وتسليم جوائز المركز الأول للفائزين بجائزة الملك عبدالعزيز لسباقات الهجن للأشواط الختامية.
وقال رئيس مجلس إدارة نادي الإبل، فهد بن حثلين، في كلمة أمام الملك سلمان بحفل الختام، إن "مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل بات وجهة لكل الملاك داخل حدود وطننا الحبيب، بل تعداه ليجمع أشقاءنا في الخليج والوطن العربي، وطموحاتنا تتعالى بدعمكم وتوجيهكم، ليكون هذا التجمع الكبير مقصدًا لكل المهتمين بهذا الموروث التاريخي في جميع أنحاء العالم ".
فعاليات المهرجان
وانطلقت النسخة الرابعة من مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل، يوم 15 كانون الأول/ديسمبر الماضي، في منطقة تسمى الصياهد الجنوبية، وتقع على بعد 140 كيلومترًا شمال شرق الرياض، ويفوق مجموع جوائزه المئة مليون ريال.
وتقدر قيمة الإبل المشاركة في مسابقات المزايين بملايين الريالات، ويعد اللون واحدًا من أكثر المقاييس التي تتمايز فيها أنواع الإبل، بما فيها اللون الأصفر الذي تصنف الإبل التي تتصف به في مرتبة متقدمة من حيث القيمة.
وتنافس في تلك المسابقات مئات الملاك من السعودية وعدة دول أخرى بآلاف الرؤوس من الإبل التي تمتلك المواصفات الجمالية المتبعة في تصنيف المزايين، كاللون وحجم الوجه والأذن والشفتين.
ويقبل ملاك الإبل على اقتنائها بمبالغ كبيرة للفوز بمسابقات المزايين التي تتجه السعودية للتوسع فيها، وقبيل انطلاق المهرجان، وصل سعر جمل قعود اسمه ”الشامخ ولد غرنوق“ (لونه: أصفر ، سنه: حق) إلى 2.1 مليون ريال (نحو 560 ألف دولار)، لكن مالكه رفض بيعه في مزاد نظمه نادي الإبل.
وفي المزاد ذاته، بيعت ناقة بمبلغ 700 ألف ريال (نحو 186 ألف دولار) ووصل سعر ثانية إلى 2.6 مليون ريال (نحو 700 ألف دولار) ورفض مالكها بيعها بذلك السعر أيضًا.
وتعد الإبل الحيوان الأكثر مكانة لدى السعوديين، إذ يفوق عددها المليون رأس، فيما تولي المملكة اهتمامًا رسميًا متزايدًا بتربية تلك الحيوانات، من خلال ترقيمها والإشراف عليها.
وافتتحت السعودية نادي الإبل عام 2017، للإشراف على خططها في الاهتمام بحيوان الصحراء ذي المكانة الكبيرة في نفوس السعوديين وماضي بلادهم.
وانطلقت أول نسخة من المهرجان قبل أكثر من 15 عامًا، قبل أن يصدر قرار حكومي قبل أربعة أعوام بتنظيم المسابقة بشكل رسمي وفق قواعد وأنظمة تراعي الجوانب الصحية والأمنية والثقافية.
نسخة عالمية
وتحول المهرجان في نسخته الرابعة لوجهة عالمية، إذ اجتمع ممثلو الدول المشاركة في المنظمة الدولية للإبل، التي تم إنشاؤها العام الماضي، وقرروا إنشاء مركز دولي لسلالات الإبل، وآخر للتحكيم في المنازعات حولها، في خطوة جديدة من المنظمة حديثة النشأة لتنظيم عالم حيوان الصحراء الذي يستقطب عشاقًا كثيرين في عدد كبير من الدول.
كما قررت المنظمة التي تتخذ من الرياض مقرًا لها، ويبلغ عدد الدولة المشاركة فيها 96 دولة، تنظيم مسابقة فريدة من نوعها، هي "بولو الإبل" التي تستمد من لعبة "بولو الخيل" قوانينها، والتي تقوم على المنافسة على كرة خشبية يتم ضربها بعصا خشبية طويلة يحملها من يمتطي جوادًا أو جملًا.
