تتضمن 5 محاور.. خطة أوروبية مشروطة لدعم الاقتصاد التونسي
لم تمض أيام قليلة على قرار الوكالة العالمية للتصنيف الائتماني، "فيتش رايتنغ"، بتخفيض تصنيف تونس من "سي سي سي إيجابي" إلى "سي سي سي سلبي"، حتى سارعت دول أوروبية لعرض برنامج تعاون يتضمن في خطوطه العريضة تطوير الاقتصاد التونسي ودعم التبادل التجاري والاستثمار.
وتعيش تونس حالة من الترقب، في أعقاب قرار الوكالة العالمية، التي واجهت اتهامات من قبل برلمانيين بالخضوع لاعتبارات سياسية، الأمر الذي أثار جدلا في البلاد، وحالة من الخوف لدى العديد من القطاعات الاقتصادية والتجارية والمصرفية.
وكشف وفد أوروبي رفيع المستوى يزور تونس، والتقى الرئيس قيس سعيد، عن برنامج تعاون يتضمن 5 نقاط أساسية، تشمل تطوير الاقتصاد، ودعم التبادل التجاري والاستثمار، بالإضافة إلى مشاريع الطاقة النظيفة والمتجددة.
ووفق وسائل إعلام محلية تونسية، فقد أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين عقب لقاء جرى بين كل من الرئيس التونسي قيس سعيد ورئيسة الوزراء الإيطالية ورئيس الوزراء الهولندي، أن القادة الأوروبيين يبرهنون على أهمية علاقة الاتحاد الأوروبي مع البلد المغاربي.
ويتضمن البرنامج الذي عرضه القادة الأوروبيون، دعم تواجد الطلبة والكفاءات الشابة التونسية في أوروبا بالإضافة إلى ملف الهجرة ومكافحة العصابات المنظّمة ضمن مقاربة تأخذ بعين الاعتبار حقوق الإنسان.
وكشفت رئيسة المفوضية الأوروبية عن توجه لتقديم دعم مالي لتونس يصل إلى 900 مليون يورو لدعم الاقتصاد وتطويره، ولكن بعد التوصّل لاتفاق في أقرب وقت، مع صندوق النقد الدولي، فيما أعلنت تقديم 150 مليون يورور لدعم الميزانية بشكل فوري.
ويهدف البرنامج الأوروبي إلى دعم الاستثمار في تونس من خلال رؤية مشتركة بين الجانبين، حول دعم التشغيل والاستثمار خصوصا في القطاع الرقمي.
أما في قطاع الطاقة المتجددة، فيهدف البرنامج إلى التعاون عبر توفير إمكانيات في هذا المجال، لتوفير حاجة أوروبا من الطاقة النظيفة، حيث سيتم تنظيم مؤتمر بين الجانبين حيال هذا الهدف، لاسيما إمكانية التعاون في مجال الهيدروجين الأخضر.
وأكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أن التعاون يتضمّن دعما ماليا بهدف مكافحة عصابات الهجرة غير النظامية، فيما سيخصص الاتحاد الأوروبي مبلغ 100 مليون يورو لتونس لمساعدتها على حماية الحدود وتنفيذ عمليات الإنقاذ.
كما يهدف البرنامج الأوروبي إلى دعم الطلبة التونسيين والكفاءات التونسية الشابة وتوفير فرص لها في بلدان الاتحاد الأوروبي عبر تخصيص نافذة لتونس ضمن برنامج "إيراسموس+"، ورصد مبلغ 10 ملايين يورو لهذا الهدف.
وكان الرئيس التونسي قيس سعيد أعلن قبل زيارة الوفد الأوروبي أن بلاده لن تكون حارس حدود لدول أخرى.
وأكد سعيد خلال زيارته يوم السبت إلى مدينة صفاقس الساحلية، أن حل "الهجرة غير النظامية" لن يكون على حساب تونس، مشددا على أن بلاده لا يمكن أن تقوم بالدور الذي "يفصح عنه البعض ويخفيه البعض الآخر".
