سامي خليل
عرضت الحكومة الليبية المكلفة من البرلمان على نظيرتها الروسية خطة قد تساعدها على التحرر جزئيًا من العقوبات والحظر المفروض على نفطها الخام، بعدما اقترحت على شركة "تات نفط" الروسية إنشاء مصفاة للنفط.
وأوضح وزير الاستثمار في الحكومة الليبية المكلفة من البرلمان علي السعيدي القايدي في حديث لوكالة "نوفوستي" الروسية، اليوم السبت، أنه عقد اجتماعات مع ممثلي شركة "تات نفط" على هامش المنتدى الاقتصادي الدولي "روسيا - العالم الإسلامي" المنعقد هذه الأيام في مدينة قازان عاصمة جمهورية تتارستان الروسية.
وكشف عن دعوتهم للقدوم إلى ليبيا وبناء مصفاة في بنغازي وطبرق، مذكّرًا بوجود "مصافٍ في السدرة، ورأس لانوف، وزويتينة، ودرنة.. فلدى البلد ساحل ضخم، يمتد لألف كيلومتر".
وأكد الوزير أن الحكومة مستعدة للدخول في اتفاق مع الشركة الروسية، في حين أعربت "تات نفط" التي تنشط في ليبيا، عن اهتمامها بالمشروع.
وقال القايدي: "تمتلك روسيا الكثير من النفط الخام، لكن إمداداتها، الآن، صعبة بسبب العقوبات والحظر، هذا الأمر من الممكن أن تساهم بحله مصفاة يتم إنشاؤها في ليبيا، ويتم نقل النفط الخام إليها ومن ثم بيع المشتقات النفطية".
وأكد إجراء مفاوضات حول هذه القضية، وقد وجد الروس الفكرة مثيرة للاهتمام، وأضاف أن الشركة الروسية يمكنها أيضًا استخدام النفط الموجود في ليبيا بالفعل لتكريره ومعالجته.
وتابع: "لدينا احتياطيات لا تصدَّق"، معربًا عن أمله أن يتم الاتفاق.
وأظهرت بيانات الموقع الأمريكي "إس أند بي غلوبال" المعني بمتابعة أسواق النفط والطاقة العالمية، شهر أبريل المنصرم، تراجع شحنات المنتجات النفطية الروسية إلى ليبيا متأثرة بالهجمات الأوكرانية، مع انخفاض صادرات الديزل والبنزين بأكثر من النصف إلى 48 ألف برميل يوميًا، في مارس الماضي، من 100 ألف برميل يوميًا مسجلة في يناير.
وشهدت إمدادات الديزل، التي مثلت الجزء الأكبر من الإمدادات الروسية إلى ليبيا، الانخفاض الأكبر، حيث تراجعت من 69 ألف برميل يوميًا، في يناير إلى 40 ألف برميل في مارس.
كما انخفضت تدفقات البنزين الروسي خلال الفترة نفسها 76% إلى 7600 برميل يوميًا فقط، بحسب بيانات الموقع الأمريكي.
وكان موقع "إكسبريس دايلي" البريطاني، الأسبوع الماضي، تحدث عن تمكن روسيا من الحصول على 5 مليارات جنيه إسترليني (ما يفوق مبلغ 6.2 مليار دولار أميركي) من مبيعات النفط الليبية منذ العام 2022.
وصنفت الولايات المتحدة، منذ أكتوبر الماضي، 40 ناقلة نفط روسية على قائمة العقوبات، وتستمر 4 من السفن المستهدفة، مؤخرًا، في إجراء عمليات التسليم.
لكن السفن الخاضعة للعقوبات توقفت منذ أن حددتها وزارة الخزانة الأمريكية، بحسب بيانات تتبع الناقلات التي جمعتها وكالة بلومبيرغ الأمريكية.