خبراء "ديلويت": تحول الطاقة يُظهر إمكانات الاستثمار
في مشهد الطاقة المستدامة المتطور باستمرار، يؤدي التوجه نحو البدائل النظيفة إلى خلق بيئة قوية لاستثمارات عمليات الاندماج والاستحواذ، إذ تستفيد الشركات بشكل استراتيجي من هذه الفرص للتوافق مع أهداف الاستدامة والأهداف المناخية.
وقالت مجلة سسبناليتي إن خبراء شركة ديلويت للاستشارات سلطوا الضوء على الاتجاهات الحالية، مؤكدين أهمية الكهرباء والاقتصاد الدائري والطاقة النظيفة واستشارات سوق الكربون.
الأعمال وضغط أصحاب المصلحة
تواجه الشركات في مختلف القطاعات ضغوطا متزايدة من أصحاب المصلحة بشأن المخاوف البيئية، ما يضطرهم إلى إعادة تقييم نماذجهم لتحقيق النجاح المستدام.
وفي حين يرى البعض أن الاستدامة مخاطرة يجب إدارتها، يرى آخرون أنها ميزة تنافسية، إذ يقدم قطاع الطاقة، الذي يعد مساهماً رئيسياً في الانبعاثات العالمية، فرصاً مربحة لنشر رأس المال، وتنويع نماذج الأعمال، وتحقيق عوائد كبيرة على الاستثمار.
استثمارات تحويل الطاقة وعمليات الدمج
ارتفعت الاستثمارات العالمية المتعلقة بتحول الطاقة إلى مستوى قياسي بلغ 1.3 تريليون دولار أمريكي في عام 2022، ما يعكس زيادة بنسبة 19٪ عن العام السابق، ومع ذلك، يجب أن يتضاعف هذا الرقم أربع مرات بحلول عام 2030، ليصل إلى أكثر من 5 تريليونات دولار أمريكي سنوياً لتحقيق الهدف المناخي المتمثل في الحد من ارتفاع درجات الحرارة العالمية إلى 1.5 درجة مئوية.
ونتيجة لذلك، تلجأ الشركات إلى عمليات الاندماج والاستحواذ المرتبطة بتحول الطاقة للإشارة إلى الالتزام بالاستدامة، واكتساب ميزة تنافسية، وتسريع النمو، واستكشاف أسواق جديدة.
الدمج والاستحواذ لتحقيق أهداف الاستدامة
لاحظ خبراء ديلويت قصص التحول في عمليات الاندماج والاستحواذ، إذ قامت الشركات بتحويل أعمالها القائمة للاستفادة من التحول في مجال الطاقة.
وكذلك يبحث الرعاة الماليون بنشاط عن فرص استثمارية للتوافق مع اتجاهات الاستدامة.
وتختلف الفرص المتاحة في تحولات الطاقة من حيث الحجم والنضج، ما يوفر خيارات للمستثمرين بناءً على معاييرهم ورغبتهم في المخاطرة والمواءمة الاستراتيجية.
الموضوعات الناشئة في عمليات الاندماج والاستحواذ في مجال تحول الطاقة:
1. أنظمة الطاقة النظيفة: يستفيد المستثمرون من التحول نحو البدائل النظيفة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والوقود الحيوي، إذ أصبح تخزين البطارية أمراً بالغ الأهمية للتغلب على مشكلات الإمداد المتقطع.
2. الكهرباء وكفاءة الطاقة: إن كهربة الاستخدامات النهائية للطاقة آخذة في الارتفاع، إذ تهدف إلى توفير ما يزيد على 27% من إجمالي الاستهلاك النهائي للطاقة بحلول عام 2030.
ويُعد النجاح في كهربة القطاعات السكنية والصناعية وقطاعات التنقل أمراً حيوياً لتقليل استهلاك الطاقة عالمياً.
3. الاقتصاد الدائري: تلعب ممارسات مثل تحسين استخدام المواد وإطالة دورات حياة المنتج دورا رئيسيا في تقليل الطلب على استخراج المواد الخام كثيفة الاستهلاك للطاقة، ويمكن لإعادة التدوير سد الفجوة بين العرض والطلب بالنسبة للمعادن الحيوية.
4. استشارات الاستدامة وأسواق الكربون: يبحث المستثمرون عن الشركات التي تستفيد من اتجاهات الاستدامة مع الحفاظ على الحيادية التكنولوجية. إن سوق الكربون الطوعي المتنامي يحظى باهتمام متزايد.
التأثير على عقد الصفقات في عام 2024
رغم التحديات الاقتصادية، فإن تدفق رأس المال إلى أهداف تحول الطاقة لا يزال قوياً، إذ ارتفعت الصفقات في قطاع الطاقة والموارد والصناعة إلى 31% من القيمة الإجمالية للصفقات في عام 2023.
ويتوقع أن تقود المواضيع الرئيسية، بما في ذلك تلك المذكورة، نشاط الصفقات في عام 2024.
ومن المتوقع التنافس على الأصول "الخضراء" عالية الجودة للنمو، ما قد يقود المستثمرين نحو الشركات في مرحلة مبكرة قليلاً.
وقد تزدهر استراتيجيات الشراء والبناء في الأسواق الناشئة والمجزأة، ما يوفر فرصاً للاندماج.
وختمت المجلة بالقول إن تحول الطاقة لا يعالج المخاوف البيئية فحسب، بل يقدم أيضاً مشهداً استثمارياً مقنعاً للشركات والمستثمرين الذين يسعون إلى النمو القائم على الاستدامة، إذ توفر الاتجاهات التي حددها خبراء ديلويت رؤى قيمة للتنقل في التضاريس المتطورة لعمليات الاندماج والاستحواذ المرتبطة بانتقال الطاقة.
المصدر: مجلة "سسبناليتي"
