حرب الألواح الشمسية تحتدم بين الاتحاد الأوروبي والصين
ذكر تقرير لصحيفة "فايننشال تايمز" أن الاتحاد الأوروبي أطلق تحقيقين بشأن شركات تصنيع الألواح الشمسية الصينية، التي قالت بروكسل إنها استفادت من الإعانات المشوّهة في السوق الأوروبي.
وبحسب التقرير، تعكس التحقيقات موقفًا متشددًا في أوروبا تجاه الواردات الصينية الرخيصة، التي ألقت صناعة الطاقة الشمسية في الاتحاد الأوروبي باللوم عليها في الخسائر الفادحة، وإغلاق المصانع للعديد من الشركات الأوروبية المُصنّعة للألواح الشمسية.
وقال مفوّض السوق الداخلية بالاتحاد الأوروبي، تييري بريتون: "أصبحت الألواح الشمسية ذات أهمية إستراتيجية بالنسبة لأوروبا".
وأضاف بريتون: "يهدف التحقيقان المتعمقان الجديدان بشأن الدعم الأجنبي في قطاع الألواح الشمسية إلى الحفاظ على الأمن الاقتصادي والقدرة التنافسية لأوروبا، من خلال ضمان أن الشركات في سوقنا الموحدة تتمتع بقدرة تنافسية حقيقية، وتمارس دورها بشكل عادل".
وفي التفاصيل، سيُركّز التحقيق على اتحادين يُقدّمان عطاءات لتطوير مجمع للطاقة الشمسية في رومانيا، بتمويل جزئي من أموال الاتحاد الأوروبي. حيث تشمل إحداهما الشركة الألمانية التابعة لشركة "لونجي جرين انيرجي تكنولوجي"، وهي واحدة من أكبر الشركات المُصنّعة للخلايا الكهروضوئية والألواح الشمسية في العالم.
أما الآخر فيتكوّن من شركتين أوروبيتين تابعتين لشركة الطاقة الصينية "شانغهاي إلكتريك" المدعومة من الدولة الصينية.
وهذه هي المرة الثانية فقط التي يفتح فيها الاتحاد الأوروبي تحقيقًا بموجب قانون الدعم الأجنبي الذي دخل حيز التنفيذ في يوليو من العام الماضي. وقال أحد مسؤولي الاتحاد الأوروبي، إن هذه "لائحة جديدة نختبرها".
وبموجب القواعد، يجب على الشركات إخطار بروكسل بالعطاءات الخاصة بالمناقصات العامة عندما تكون القيمة المقدّرة للعقد أكثر من 250 مليون يورو، وعندما تتلقّى الشركة ما لا يقل عن أربعة ملايين يورو في شكل دعم من دولة خارج الاتحاد الأوروبي في السنوات الثلاث السابقة.
بدورها، قالت المفوضية الأوروبية، إن "هناك دلائل كافية على أن الاتحادين، لونجي والشركات المتعاملة مع شانغهاي، قد حصلا على إعانات أجنبية تشوّه السوق الداخلية للاتحاد الأوروبي".
ولفت تقرير صحيفة "فايننشال تايمز" إلى أن الواردات الصينية ساعدت على زيادة قدرة الطاقة الشمسية بسرعة في ألمانيا ودول أوروبية أخرى؛ لكن الشركات المُصنّعة للألواح الشمسية الأوروبية تأثرت في الآونة الأخيرة بتزايد وفرة الخلايا الكهروضوئية الصينية، مع انتظار آلاف الألواح في المستودعات؛ بسبب عدم القدرة على تركيبها لنقص اتصالات الشبكة أو نقص العمالة الماهرة.
