حركة تسوق استعدادا لعيد الأضحى في لبنان
حركة تسوق استعدادا لعيد الأضحى في لبنان رويترز

لبنان.. الروابط الأسرية تتغلب على الأزمة الاقتصادية خلال عيد الأضحى

حين يُسأل اللبنانيون هذه الأيام عن أجمل ما في العيد، يأتي الجواب بـ "جَمعة العائلة"، تلك التي فرقتها الأزمة الاقتصادية ودفعت أبناءها وبناتها للبحث عن الرزق خارج الحدود، وهذا حال عائلة "سعيد".

لم تشأ اللبنانية "رانيا" في البداية تحضير كعك عيد الأضحى كما جرت العادة في كل عام؛ لأن ابنتها البكر ميساء لن تتذوقه بحكم عملها في الخارج.

لكن الشابة التي تعمل بمجال الهندسة في أبوظبي فاجأت عائلتها بوصولها عشية العيد، لتنطلق للتو التحضيرات لإعداد الكعك الشهي الذي تشتهر به قرى الجبل اللبناني، وتتوارث السيدات وصفات تحضيره من جيل إلى آخر.

تحضير حلوى عيد الأضحى يتحول إلى ورشة، تجمع أهل البيت والأقرباء والجيران، ففي مطبخ رانيا تشارك الجدة والعمة في هذه العملية، التي تتكرر سنويا وتتكرر معها الأحاديث والحكايات، مشكّلة ذاكرة العائلة في مناسبة العيد.

ولم تتمنع رانيا عن مشاركتنا بـ"وصفة" الكعك التي يتصدرها الطحين والسكر والسمن، ليطل بعد نضوجه في الفرن كحلقات مستديرة شقراء.

أخبار ذات صلة
لودريان: الوقت لا يعمل لصالح لبنان

وكلف رانيا إعداد خمسة كيلوغرامات من كعك العيد أكثر من ثلاثة ملايين ليرة لبنانية، علما أن بعض المكونات كان متوفرًا لديها.

وقد تكون كلفة إعداد الحلوى منزليًا أخف وطأة من أسعارها في محال بيع الحلويات، التي يشتهر بها لبنان تاريخيًا.

وفي جولة قصيرة على أحدها في بيروت، تظهر الأسعار معروضة بالدولار الأمريكي، بدعوى أن مختلف المكونات مستوردة ويتم شراؤها بالعملة الصعبة.

إرم نيوز
إرم نيوز
أخبار ذات صلة
لا حلول دولية ولا تسويات إقليمية لإنقاذ لبنان!

وتقول إحدى العاملات إن الحلوى الأكثر طلبا في عيد الأضحى هي "المعمول" الذي استقر سعر الكيلوغرام الواحد منه على 19 دولارا أمريكيا، تليه حلوى "البقلاوة"، ويبلغ سعر الكيلوغرام 23 دولارا أمريكيا، أي ما يناهز المليوني ليرة لبنانية.

وإذا كان الكعك المنزلي يتصدر قائمة حلوى العيد في القرى اللبنانية، فإن "المعمول" يأتي في رأس هذه القائمة في المدن، وبينها مدينة طرابلس شمال لبنان، حيث نسب الفقر هي الأعلى محليًا.

وفي ظل هذا الواقع، تنشط الجمعيات الأهلية في المدينة لسد بعض الحاجيات الأساسية للأسر المنهكة اقتصاديا. وفي الأعياد المختلفة تتنوع التقديمات لإضفاء أجواء من الفرح.

إرم نيوز

"دارة طرابلس الخيرية" هي إحدى الجمعيات الناشطة في هذا المجال، فهي تقدم وجبات يومية لأكثر من 600 شخص، ولعيد الأضحى خصوصية وبرنامج يبعث على البهجة.

وتقول لارا رفاعي مؤسسة الدار، لـ"إرم نيوز"، إن "فعاليات العيد بدأت قبل أيام، وتشمل هذا العام تأمين حلاقة وقص شعر للأطفال وكبار السن ولكل من يرغب، ليستقبلوا العيد بملابس جديدة، وسيكون هناك أيضا توزيع لحلوى المعمول ولأضاحي العيد".

إرم نيوز
أخبار ذات صلة
انطلاق مهرجان "عيد الموسيقى" في لبنان الجمعة

وأضافت: "نحاول أن نكون إلى جانب الناس في هذه الأوقات الصعبة، التي تنال من فرحة العيد وتقلص من العادات الاجتماعية الجميلة المتوارثة، مثل التحضيرات لغداء العيد وتبادل زيارات التهنئة بحلوله، وتقديم الحلوى المختلفة احتفالًا بالمناسبة".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com