"منطقة الاهتمام".. عودة لافتة لجوناثان غلازر في "كان السينمائي"

"منطقة الاهتمام".. عودة لافتة لجوناثان غلازر في "كان السينمائي"

ينافس البريطاني جوناثان غلازر بفيلمه الرابع "منطقة الاهتمام" في المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي، إذ حظي بإشادة النقاد، ومطالبات بمنحه السعفة الذهبية.

ويتناول غلازر "الهولوكست" بمعالجة غير معتادة، إذ يترك الموت والرعب خارج الشاشة ليقدم منظورًا أشد رعبًا وأكثر كآبة من أي هولوكست سينمائي ظهر من قبل.

ويأتي "منطقة الاهتمام" بعد غياب عشر سنوات للمخرج البريطاني منذ آخر فيلم أطلقه. كتب السيناريو بنفسه استنادًا إلى رواية بالعنوان ذاته صدرت عام 2014 لمواطنه مارتن آميس.

ويسلط الفيلم الضوء على بولندا في مطلع أربعينيات القرن الماضي، وتحديدًا معسكر "اوشفيتس"، ويحكي قصة ضابط نازي يغرم بزوجة قائد المعسكر.

ووفق صحيفة "المدن"، يبتعد غلازر قليلًا عن مراد الرواية، ويركز في عمله على "تفاهة الشر" ويعيد بناءً تخييليًّا لتاريخ الزعيم النازي رودولف هوس، الذي صمم وأدار معسكر "اوشفيتس" للاعتقال والإبادة بلا انقطاع بين عامي 1940 و1945.

أثبت غلازر نفسه كسينمائي التناقضات، إذ إنه قادر على معالجة قصص العصابات كما الحب، وسحبها إلى مناطق غير مستكشفة. وفي فيلمه "منطقة الاهتمام" يتمكن من العمل على المبدأ ذاته. إذ لا تظهر المحرقة في أي مشهد، لكنها مع ذلك حاضرة طوال مدة الفيلم.

أخبار ذات صلة
نجوم "قتلة زهرة القمر" لمارتن سكورسيزي يخطفون الأنظار في مهرجان كان

بعيدًا عن الرصد الوثائقي، يأخذنا المخرج البريطاني إلى إيقاع الحياة اليومية لعائلة رودولف هوس، الرجل الذي يجسد تفاهة الشر، لكن مع أبعاد جديدة. حيث يتم تهنئة روولف من قبل زملائه وزوجته وأطفالهما الخمسة بعيد ميلاده، وبينما يقرأ القصص على أطفاله في الليل، يحظى القائد أيضًا بزيارة من المهندسين النازيين في منزله لمساعدته في تنفيذ نظام عمل مستمر على مدار 24 ساعة حتى تكون خطة الإبادة سريعة وفعّالة قدر الإمكان.

يظهر الأبطال، كشخصيات مجردة من التعاطف، إذ يكشف الفيلم كيف أن زوجة هوس كذلك تدير جيشها الخاص من الخدم بكفاءة "شر" زوجها، وتتعايش مع الرعب الذي لا يبعد سوى أمتار قليلة (وهو معسكر الاعتقال). عندما يُحضرون إليها من أوشفيتش كل شيء، بدءاً من معطف الفرو الذي حاولت ارتداءه إلى الملابس الداخلية التي توزّعها على عمّال المنزل؛ تتضح وتتجلّى ظلال الرعب المتعددة بطريقة مفجعة دون الاضطرار إلى اللجوء إلى القسوة أو السادية.

ويقترح المخرج البريطاني في فيلمه، نهجًا مختلفًا تمامًا لمقاربة المحرقة. فاللقطات القليلة التي ينبعث منها الدخان من غرف الغاز وأفران حرق الجثث، المرئية من بعد، في تكوينات هندسية بحتة، تكتسب قوة درامية هائلة في السينما. والتي يغدو فيها القليل، أحيانًا، أكثر وأشد تأثيرًا.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com