الشاعر الفلسطيني مهيب البرغوثي: معظم المثقفين موظفون لدى السلطة ولا يحق لهم الانتقاد
مهيب البرغوثي شاعر وكاتب فلسطيني، من مواليد قرية كوبر قضاء مدينة رام الله المحتلة. صدر له: “عتم” 2010، ”كأني أُشبهني” 2013، “مختبر الموت” 2015، “حقوق موت محفوظة” 2018.
يرى البرغوثي أن الكتابة تحت نير الاحتلال شكل من أشكال المقاومة، معتبراً أن غياب إدارة ثقافية في بلاده يدفع المثقف إلى الانشغال في التفكير بتأمين أساسيات حياته.
في هذا اللقاء مع البرغوثي، نستعرض حالة النضال الثقافي في بلد يعاني من ظلم الاحتلال منذ عقود:
يد يتيمة آخر إصداراتك الأدبية وفيه تعاين اليومي والمهمش، إلى أي حد يتماهى الكاتب الفلسطيني مع اليومي في هذا الزمن الموحش والاحتلال؟
- الكتابة والعمل الفني إن كان موسيقى أو مسرحا أو لوحة أو الحياة نفسها هي جزء من النضال اليومي الذي يحاول الكاتب والفنان أن يشارك بشكل أو آخر أبناء وطنه في نضالهم ضد الاحتلال.
تعمل في الصحافة الثقافية ويحكى أن مهنة المتاعب تخطف ألق المبدع، هل تتفق؟
- الصحافة أيضاً حين تكون في ظل وضع سياسي يسرق الكاتب من يومياته، تحتل الصحافة جزءاً كبيراً من ذهن الشاعر تحديداً وخاصة أنه في بلاد محتله الهم السياسي أكبر من الوضع الثقافي فيها.
في هذا العصر يختلط الأمر على الكتاب فتظهر الأجناس الأدبية متشابهة بين الشعر والرواية مثلاً؛ كيف تفسر حالة عدم الاستقرار في النفس الأدبية؟
- أنا شخصياً لا أحبذ تحول الشاعر إلى روائي وأرى في ذلك كأن الشاعر لم يستطع أن يعبر عما يجول بخاطره حول ما يريده في الشعر، لذلك لا أشعر بارتياح عند قراءة بعض الشعراء الذين أغرتهم الجوائز فأصبحوا روائيين.
في زمن المقاومة يغيب المثقف المشتبك وتطفو على سطح الوسط الأدبي أصوات تغلب المعيشي على الوطني، هل تعتقد أن ذلك انعكاس لحالة العوز التي تسيطر على الكاتب في الغالب؟
- نعم وأرى أن الوضع السياسي القائم وما يمليه على الوضع الثقافي في ظل غياب اتحاد كتاب ونقابة صحفيين تقاتل من أجل وطن حر سيتغلب فيه الوضع المعيشي على الوضع الوطني، لكن لا يعمم هذا الوضع على الكل، ثانياً، معظم المثقفين والكتاب هم موظفون لدى السلطة ولا يحق لهم انتقاد أي مسلك ثقافي أو سياسي.
ويعمل البرغوثي حالياً في القسم الثقافي لصحيفة “الحياة الجديدة” الفلسطينية.
