جانب من معرض الكتاب
جانب من معرض الكتابمتداولة

الجزائر.. ثلاثية أدبية شهيرة لمحمد ديب تُترجم إلى اللغة الأمازيغية

شهد معرض الجزائر الدولي للكتاب إصدارات تعرض للمرة الأولى، فيما خطفت أعمال الأديب الجزائري محمد ديب الأضواء من خلال عرضها مترجمة إلى اللغة الأمازيغية للمرة الأولى، كما أطُلقت مبادرة لترجمة أعمال كاتب ياسين إلى الأمازيغية قريبًا.

ووضعت دار النشر "سيديا" تحت تصرف القراء ثلاثية ابن مدينة تلمسان، محمد ديب، باللغة الأمازيغية فيما كشفت الأديبة الصاعدة بشرى ثازيري دواخة عن شروعها في ترجمة الرواية التي اشتهر بها كاتب ياسين بعنوان "نجمة".

ويعود الأديبان الجزائريان محمد ديب وكاتب ياسين في ترجمات تبسّط أكثر ما نسجاه من إبداع كسبا بها مكانة في الساحة الوطنية والدولية، فبعد ترجمة أعمالهما من اللغة الفرنسية إلى لغة الضاد في محاولات سابقة يأتي الدور على اللغة الأمازيغية، بمبادرة شبابية.

وعرضت منشورات "سيديا" الثلاثية التي اشتهر بها محمد ديب: "الدار الكبيرة"، "الحريق" و"النول" والتي جاءت في الأصل بأسلوب راق، سلس ومشوق اختزل فيها حقبة الثورة الجزائرية بأحداثها وأصدرها عام 1952، فكانت حصيلة قيمة من تجارب روائي تفاعل مع محيطه بصدق فنقل رؤيته بطريقة استثنائية، وحاز بها على جائزة الكتاب الجزائريين في 1967.

وعاد ديب بالأمازيغية بعد 73 سنة من صدور الثلاثية الأصلية، ليقرأه الجيل الحالي بإصدارات حملت روح كتاباته بعناوين جديدة وبإحدى اللغتين الرسميتين في الجزائر( اللغة الأمازيغية)، حيث حملت عناوين: أخام أمقران "الدار الكبير"، أجاجيح "الحريق"، أزطا "النول"... وكل هذه الأعمال متوفرة في معرض الجزائر الدولي للكتاب.

من جهتها، كشفت الأديبة بشرى ثازيري دواخة عن شروعها في ترجمة رائعة المبدع كاتب ياسين "نجمة" إلى الأمازيغية، وبالتحديد إلى اللهجة الشاوية -التي يتقنها الروائي الراحل جيدًا، وذلك بعد أن ترجم الكاتب السعيد بوطاجين النص الروائي ذاته إلى اللغة العربية عام 2014.

ولأن ياسين قال ذات يوم "اللغة الفرنسية غنيمة حرب" ولا تتعدى ذلك، تأتي هذه الترجمة لتؤكد أن "نجمة" الجزائرية لن تغيب ورسالتها يفهمها الجميع.

وتبدو مبادرة نقل أعمال القامتين الأدبيتين، إصرارًا على إنهاء إشكالية الانتماء القومي للأدب الجزائري المكتوب باللغة الفرنسية، ليتكفل الجيل الحالي بالمهمة ويقوم بالترجمة، تأكيدًا على أن هذا النوع من الإبداعات نابع من الجزائر، واستنطق واقعها سواء خلال الحقبة الاستعمارية أو بعد استرجاع السيادة.

وأجمع النقاد في قراءاتهم على أن ديب لم يغادر مهد الطفولة بمسقط رأسه تلمسان غربي الجزائر، وفي النهج نفسه كتب ياسين عن الوسط الذي تربى فيه، عن عمال بلده، عن الثقافة الجزائرية، وأمور أخرى لم يبتعد فيها عن محيطه.

ومن خلال هذه المبادرات بترجمة هذه الأعمال يؤكد الجيل الحالي أن الانتماء الأدبي لا يحسمه العامل اللغوي بل العامل الجغرافي، لتسقط كل الأحكام بعد أن تحل الترجمة مشكلة عدم الفهم وتسهيل إيصال الرسالة.

 وينصف الناقد الفرنسي جون ديجو المعنيين حين يقول "سيظل الكاتب الجزائري باللغة الفرنسية يمثل جزائر الأمس واليوم في ثقافته وتحولاته، وتساؤلاته على الرغم من كونه يحمل البصمة الأجنبية في كتاباته."

الأكثر قراءة

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com