مسرحية "برضاك"... رقصات جسد تعالج أزمة التشدد الفكري
مسرحية "برضاك"

مسرحية "برضاك"... رقصات جسد تعالج أزمة التشدد الفكري

عرض المسرح الوطني التونسي آخر إنتاجاته، مسرحية "برضاك" التي تمثل مزيجًا من الفن المسرحي والأوبرالي ومن السيرك المسرحي، حيث بدت فيه الأولوية المطلقة للغة الجسد، لكنه لا يخلو من طرح فكري عميق لمسألة التشدد.

وتنطلق المسرحية على إيقاع أوبرالي، بأداء عذب للفنانة أميرة الوبيري لمقاطع من الأوبرا باللغة الإيطالية وهي تتنقّل بين مقاعد الجمهور ليلامس صوتها القوي الجمهور، ويهيّئه لعرض مليء بالحركة.

وعلى خشبة المسرح، يبدأ الفنان الكوريغرافي قيس بولعراس برسم لوحات من السيرك المسرحي على أرجوحة معلقة في شكل دائرة تشير إلى البنية الدائرية، التي تدور في فلكها فصول السنة ومراحل الحياة.

ويبدو هذا العمل مغرقًا في الرمزية من حيث سيرورة أحداثه، وإطاره الزماني والمكاني، ففي مكان غير معلوم وفي زمن غير محدد تظهر على خشبة المسرح 4 شخصيات تلتحف البياض، وتبدأ حركة تتراوح بين الاهتزاز والانتفاض في محاكاة للانبعاث وبدء الحياة، وشيئًا فشيئًا تتخلص هذه الشخصيات من أغلالها، أو ما يمكن اعتبارها "أكفانها" وتنتصب واقفة على خشبة المسرح منتصبة الأجساد عارية الأرواح، وتبدأ من ثمة رحلة البحث عن الذات المجرّدة.

وترافق هذه الرحلة عدة تساؤلات بشأن هذا الإنسان الذي يولد حرًا وينشأ في بيئة تدعوه إلى أن يكون حرًا في تفكيره، وبناء علاقاته مع محيطه، لكنه يجنح نحو العنف والتطرف الديني أو السياسي.

أخبار ذات صلة
"بلا عنوان".. مسرحية تونسية تغوص في البحث عن الذات

أم كلثوم

وأكد مخرج المسرحية الأسعد الصلعاني أن وراء هذا العمل حكاية، دفعته إلى كتابة نصّها، وأنّه تمت مراجعة هذا النص مرارًا، وقد تم إنتاج هذا النصّ استنادًا إلى ما عاشه في محيطه.

وأشار إلى أنّه بينما كان يعرض مسرحيته "الباب"، العام 2015، حصل الهجوم الذي استهدف جريدة "شارلي إبدو" الفرنسية، معتبرًا أنّ "زلزالاً" حصل يومها في فريقه التقني المرافق له اعتبارًا لدفاعهم عن حرية الرأي من حيث المبدأ. وقال إنه منذ ذلك الحين بدأ بحثًا عن أسباب التشدد الديني والسياسي، وبدأ يطرح تساؤلات عن الدوافع التي توقع كثيرًا من الناس في هذا التشدد.

وفي تعليقه على عنوان المسرحية، قال الصلعاني إنّ فيه إحالة إلى أغنية أم كلثوم "برضاك يا خالقي" معتبرًا أنّ "أم كلثوم حاضرة في المسرحية، لا من حيث فنها فحسب بل بروحها وتمثّلها في مخيلة كل شخص وحضورها في شخصية كل منّا"، وقد كان هذا الحضور جليًا من خلال توظيف بعض المقاطع من أغانيها في كمؤثرات صوتية تدعم الرؤية الإخراجية لهذا العمل.

يذكر أن مسرحية "برضاك" هي من إخراج الأسعد الصلعاني، ومن إنتاج المسرح الوطني التونسي، وقد تم إنتاجها في نسختين عربية وفرنسية، واحتضنت "قاعة الفن الرابع" وسط العاصمة التونسية أول عروضها.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com