حصاد الثقافة العربية 2023.. إنجازات وإبداعات
شهد عام 2023 مجموعة كبيرة من الأحداث الثقافية المهمة عربياً، فإلى جانب المهرجانات الدورية السينمائية والمسرحية والتشكيلية ومعارض الكتب، كان هناك حضور فعلي لأفكار خلاقة ومبادرات جديدة لم تشهدها الساحة الثقافية في الأعوام السابقة.
العاصمة الإماراتية أبوظبي نظمت الدورة السادسة من القمة الثقافية في منارة السعديات تحت شعار "مسألة وقت"، بهدف استكشاف تغيير علاقتنا مع الوقت، وكيف تبدِّل الثقافة مفهوم العالم للوقت، إلى جانب مهرجان الحصن الذي يهتم بتوثيق تراث هذه المدينة العريقة.
كما انطلق من مدينة دبي الإماراتية مهرجان طيران الإمارات للآداب، الذي يُعد أحد أبرز 10 مهرجانات أدبية حول العالم، واستضاف أكثر من 260 من الكتّاب والمبدعين ورواد الفكر من حول العالم والوطن العربي، في أكثر من 300 فعالية تغطي كافة المواضيع، مثل الأدب والفنون والثقافة وغيرها.
وأطلقت السعودية مشروع مؤشر الثقافة في العالم الإسلامي، الذي يعمل على رصد تحول المشهد الثقافي وتطوره وتوثيق إنجازاته في الدول الإسلامية ضمن 4 أبعاد ومحاور، هي "الثقافة من أجل التنمية الاقتصادية، الثقافة من أجل البيئة والمناخ والقدرة على الصمود، الثقافة من أجل التنمية الاجتماعية، الثقافة من أجل الانفتاح والتنوع".
كما شهدت مدينة جدة السعودية بداية كانون الأول ديسمبر الجاري إقامة مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، كأول مهرجانٍ سينمائي دولي في السعودية، ويتضمن إلى جانب عروض الأفلام والمسابقات فعالية "أيام المواهب" التي تقدم جلسات حوارية تخصصية، وورش عمل توجيهية لصُنّاع الأفلام الشغوفين بتعلم الصنعة، وتعزيز مهاراتهم، وأدواتهم الفنية فيها.
وفي سياق السينما شهد عام 2023 مشاركة عربية في عدد من المهرجانات السينمائية، من أبرزها مهرجان كان السينمائي، الذي عرف تتويج ثلاثة أفلام عربية في مسابقة "نظرة ما" المخصصة لتشجيع المواهب الشابة في المجال السينمائي.
وفاز الفيلم المغربي "كلاب الصيد" للمخرج كمال لزرق بجائزة لجنة التحكيم، وحازت المخرجة المغربية أسماء المدير جائزة الإخراج عن فيلمها الوثائقي "كذب أبيض"، بينما فاز الفيلم السوداني "وداعا جوليا" للمخرج محمد كردفاني بجائزة الحرية، وهي أول مشاركة لفيلم سوداني في هذا المهرجان العريق.
وفي مهرجان برلين السينمائي، فاز الفيلم اللبناني "يرقة" للشقيقتين ميشيل ومانويل كسرواني، بجائزة "الدب الذهبي لأفضل فيلم قصير"، بينما فاز فيلم "المرهقون" للمخرج اليمني عمرو جمال بجائزة أمنستي الدولية لحقوق الإنسان في المهرجان ذاته.
أما على صعيد الأدب فيعتبر فوز الروائي ذي الأصول العراقية فرات العاني بجائزة الأدب العربي التي تقدمها مؤسسة جان لوك لاجاردير ومعهد العالم العربي بباريس حدثاً بارزاً، وجاءت الجائزة عن روايته "أتذكر الفلوجة"، وبالمثل فاز الروائي العماني زهران القاسمي بالجائزة العالمية للرواية العربية "البوكر"، عن روايته "تغريبة القافر"، وهو أول عماني يتوج بهذه الجائزة التي تعدّ أرفع الجوائز العربية في الرواية.
واستمراراً في الجوائز الروائية، فاز كل من المصري أشرف العشماوي عن روايته "الجمعية السرية للمواطنين"، ورشا عدلي عن روايتها "أنت تشرق أنت تضيء" بجائزتين من كتارا القطرية، بينما فاز محمد اليحيائي من سلطنة عُمان عن روايته "الحرب"، بجائزة الروايات العربية المنشورة.
أما على صعيد التراث الثقافي اللامادي، فيعتبر إدراج عنصر نفخ الزجاج السوري على قوائم اليونيسكو للصون العاجل حدثاً بارزاً أنجزته دمشق.
وتبقى خسارات المبدعين العرب علامة فارقة في المشهد، ومنهم على سبيل المثال، الملحن اللبناني إيلي شويري والروائي السوري خالد خليفة، ورائد أدب الطفل في مصر يعقوب الشاروني.
