"أن تكون حيًّا".. معرض فني في غزة بثيمات متعددة (صور)
"أن تكون حيًّا".. معرض فني في غزة بثيمات متعددة (صور)"أن تكون حيًّا".. معرض فني في غزة بثيمات متعددة (صور)

"أن تكون حيًّا".. معرض فني في غزة بثيمات متعددة (صور)

انطلق في مدينة غزة الفلسطينية، يوم أمس الاثنين، المعرض الفني "أن تكون حيًّا" بمشاركة ثمانية من الفنانين والفنانات الغزيين، وهم: عبير جبريل، محمود الحاج، هالة أبو نحلة، شيماء عصمت، رهاف البطنيجي، حازم الزمر، حمادة القبط، ومريم صلاح.
ويأتي تنظيم المعرض بالتشارك بين محترف شبابيك، وبرنامج التقاء، بالتعاون مع المعهد الفرنسي المستضيف للحدث.
وتدور ثيمة العنوان "أن تكون حيا"، حول مفهوم وجودي يطال رحلة الإنسان مع الحياة، بالتقاط ما يجعل منه قادرا على تحليل ذاته والواقع، والخروج إلى منطقة آمنة، برؤية مغايرة، هي من أهم أسس البقاء في العالم.
ويمكن رؤية صورة فنية ملحمية في العنوان، إذ ينجو الإنسان من بين قوالب الثلج في محيط متجمد، معلقًا يده في طرف قارب أخير، فيما تتناثر جثث الموتى من حوله، كما في مشهد تايتنك الشهير.
راقصة الباليه والنار
ولما تكون الحياة بهذه الخشونة في التمثيل، تكون رقصة الباليه أحد الحلول للسخرية من الواقع، أو لبناء جدار عازل بين الذات والعالم، فمهما كانت الأسلاك الشائكة مؤلمة للجسد، ومهما كان الجمر ملتهبا، ستكون الأقدام في رحلة صوفية حين تدوسه، لتعبر الطريق. هكذا يُبنى جانب ما من التأويل في لوحات الفنانة الفلسطينية عبير جبريل، حيث قدمت العديد من اللوحات في المعرض.
وقالت جبريل لـ "إرم نيوز":" لقد عملت على رقصة الباليه في لوحاتي منذ عشر سنوات، وحين أردت تطويع فكرة الحياة عبر فلسفة المعرض، فإن إثبات الوجود في حياة شائكة يمر عبر عنصر النار، كرمز للحرب، حيث يكبر الصراع من خلال بطلتي راقصة الباليه، حيث أجسد مرورها بمراحل نمو النار، وطريقة مهاجمتها. إذ تواجه الإشكاليات الفكرية والأمنية والاجتماعية، عبر رحلة ممتلئة بالصعاب".
وأضافت:"لربما يأتي مشروعي الفني موجها نحو معاناة المرأة؛ لأنها تواجه تحديات مضاعفة في ظل مجتمع يحمل الذكورية في طياته".
التجاوز
وفيما تتخلل عملية حماية الذات من المحيط آلام عديدة، وهذه الخدوش هي الزوايا التي يصنع من خلالها المرء تشكيله، فتكون فكرة التصالح مع الشكل الواقعي، طريقا يبدو ضيقا وموحشا، لكنه يؤدي إلى النور. وهكذا عالجت الفنانة هالة أبو نحلة هذه الإشكالية، من خلال عرض تجربة نحتية تخص أحد أقاربها الذي يحمل نصف وجهه بقعة حمراء. فتعرض العديد من المنحوتات لوجوه متابينة الألوان، ومحملة بالأمل والنور.
وأوضحت هالة أبو نحلة لنا: "يمكن أن تكون منحوتاتي جزءا من علاج شخص ما، إذ إن العلاج بالفن أحد أهم الحلول في العيادات النفسية، وتعطي نتائج رهيبة". مضيفة: أن "فكرة التجاوز، ثيمة أساسية تدعم بشكل محوري بقاء الإنسان على قيد الحياة، وهذا ما قام عليه مشروع المعرض".
تهميش
وفي حين، يبحث الإنسان عن الشكل الغني المكتمل، الشديد الوضوح، كان لا بد من مدافع عن الصورة الفقيرة، والتي تحمل قيمة أعلى من جودتها، إذ يحجب الضباب على سطحها، ما تحمله من قيمة في المحتوى، فيتجاهلها الكثير. وهذا ما عمل عليه الفنان محمود الحاج من خلال عرض لوحاته في المعرض.
وقال محمود الحاج لـ "إرم نيوز": "لا يمكن للفنان تجريد ذاته من الواقع المحيط به، وإلا سيفقد المصداقية".
ويوضح: أن "عملية البحث عن القيمة، لا الشكل الشديد الوضوح، هي مقدار فني كبير، يحمل المعنى، ولقد أردت من خلال لوحاتي، عرص هذا التباين، الذي ألمحت له الفنانة الألمانية إيتو شتايرل في مقال لها".
وأضاف "لقد عمدت إلى تضعيف أجزاء محددة من اللوحات، للفت الانتباه إلى الرسالة التي تحملها هذه الجزئية، وأن ضعف الجودة هذا، هو منطلق لتسليط الضوء على قيمتها الفنية".
وفيما يأتي هذا المعرض في ظل بعض التسهيلات الحكومية المتعلقة بجائحة كورونا في غزة، وبعد عدة تأجيلات للانطلاق، قال الفنان محمد الحواجري، مدير محترف شبابيك لـ "إرم نيوز": إن "النشاط الفني في قطاع غزة محسوب على الفنانين، وبعض المؤسسات الصديقة، رغم كل الظروف السيئة التي يمر بها المشهد".
وأضاف :"من خلال هذا المعرض، يعبّر ثمانية من الفنانين عن طموحاتهم وتحدياتهم، وتشابكاتهم الحسية مع الحياة، من خلال أدوات فنية مختلفة".
وأوضح بأن "فلسفة المعرض تقوم على تفاعل العديد من الفنانين الغزيين مع ثيمة واحدة، من خلال طرح منتج فني مجسد يعبر عن الذات"، مبينا: "لقد تنوعت الأدوات الفنية التي عمل عليها الفنانون الثمانية، ما بين الرسم على القماش، والتصوير، والكتاب الفني، والنحت".
وأشار الحواجري إلى أن ولادة هذا المعرض جاءت بعد عامين من طرح الفكرة، وقد أدت الظروف المحيطة محليا، إلى تأجيل إطلاقه بضع مرات، بسبب جائحة كورونا.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com