فيلم "أميرة".. صراع الهوية بعيون الأطفال الفلسطينيين
فيلم "أميرة".. صراع الهوية بعيون الأطفال الفلسطينيينفيلم "أميرة".. صراع الهوية بعيون الأطفال الفلسطينيين

فيلم "أميرة".. صراع الهوية بعيون الأطفال الفلسطينيين

بقليل من السياسة وكثير من الواقعية، يطرح فيلم (أميرة) قضية غاية في الحساسية وهي سعي الفلسطينيين المحتجزين بالسجون الإسرائيلية للإنجاب من زوجاتهم، عن طريق تهريب النطف وإجراء عمليات تلقيح صناعي.

الفيلم من بطولة الأردنية صبا مبارك والفلسطيني علي سليمان والوجه الجديد تارا عبود، وإخراج المصري محمد دياب.

يتناول الفيلم قصة الفتاة المراهقة أميرة التي تنشأ معتقدة أنها جاءت إلى الدنيا نتيجة عملية تلقيح صناعي من نطفة مهربة لوالدها في سجن مجدو، ما يمنحها شعورا كبيرا بالفخر باعتبارها ابنة مناضل فلسطيني، لكن في إحدى الزيارات مع أمها للسجن يطلب الزوج من زوجته إنجاب طفل آخر بذات الطريقة، وهو ما ترفضه أم أميرة في البداية ثم تعود لتوافق عليه.



تنجح عملية التهريب، لكن المفاجأة تقع عندما يعلن الأطباء أن النطفة التي استلموها هي لشخص عقيم لا يمكنه الإنجاب إطلاقا، وهو ما يدفع عائلة الزوج ومعها أميرة للشك أولا في سلوك الأم، وتبدأ عملية مطابقة للبصمة الوراثية مع جميع المحيطين بالزوجة لكن دون جدوى.

وبعدما تضيق الدائرة عليها تعترف الأم بخيانة الزوج مع زميل سابق له بالسجن كان حمل لها رسالة في الماضي، وتصبح على وشك دفع حياتها ثمنا لهذا الاعتراف، ليظهر الطبيب الذي أشرف على عملية التلقيح ويؤكد أن الحمل كان نتيجة العينة المهربة.

تواصل أميرة عملية البحث عن والدها البيولوجي إلى أن تصل لقناعة بأن حارس السجن الإسرائيلي الذي هرب النطفة قام باستبدالها بنطفته، وتنقلب حياتها رأسها على عقب.

ورغم محاولات الجميع إقناعها بالسفر إلى خارج الأراضي الفلسطينية وبدء حياة جديدة بعيدا عن الماضي، تصر أميرة على إثبات أنها وإن ولدت بيولوجيا لرجل إسرائيلي فهي فلسطينية القلب والروح، وتنطلق في مغامرة محفوفة بالمخاطر إلى داخل إسرائيل قاصدة منزل حارس السجن.

حاز الفيلم على ثلاث جوائز من مهرجان البندقية في سبتمبر/ أيلول، وجاء عرضه الأول في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الثلاثاء بمهرجان الجونة السينمائي، حيث يشارك في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة.



وقال المخرج محمد دياب في مقابلة مع "رويترز"، اليوم الأربعاء، إن فيلمه مأخوذ من الواقع؛ لأن عملية تهريب النطف تحدث فعلا وهناك أطفال كثيرون ولدوا بهذه الطريقة.

وقالك "أنا قارئ جيد لكل ما يكتب في الصحف ودائما أبحث عن قصص أفلامي بين السطور، فمثلما استوحيت قصة فيلمي ‘678‘ من خبر بصفحة الحوادث، وقصة فيلمي ‘اشتباك‘ من الأحداث التي عشناها جميعا كمصريين قبل سنوات، قرأت أن الأسرى الفلسطينيين ينجبون عن طريق تهريب النطف".

وأضاف: "جذبني الموضوع جدا وفكرت في هؤلاء الأسرى الذين يعيشون حياة منعزلة بالسجون ولا يلمسون أطفالهم على الإطلاق أو زوجاتهم، كيف يفكرون ولماذا يريدون الإنجاب بهذه الطريقة، وعرفت أن هؤلاء الأطفال يطلق عليهم ‘أطفال الحرية‘، وينظر إليهم باعتبارهم المستقبل ورمز البقاء والاستمرارية".

وأشار إلى أن أصعب شيء بعد تبلور الفكرة كانت البحث عن منتجين؛ لأن إنتاج فيلم فلسطيني أمر غاية في الصعوبة، ومغامرة كبيرة لأي منتج، والدليل على ذلك هو أن العمل على الفيلم استغرق خمس سنوات.

وقال دياب إن تصوير الفيلم بالكامل كان في الأردن، حيث الطبيعة أقرب ما تكون للأراضي الفلسطينية، مع الاستعانة بديكورات ضخمة وكذلك الجرافيكس في بعض المشاهد.

وأضاف أن المخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد وزوجته المنتجة أميرة دياب كان لهما دور مهم في خروج الفيلم للنور، إذ قدما المساندة والدعم الكبيرين لطاقم العمل، وساعداه على فهم الكثير عن المجتمع الفلسطيني.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com