فيلم "السجين".. تأثير المعتقلات الوحشية على الصحة العقلية
فيلم "السجين".. تأثير المعتقلات الوحشية على الصحة العقليةفيلم "السجين".. تأثير المعتقلات الوحشية على الصحة العقلية

فيلم "السجين".. تأثير المعتقلات الوحشية على الصحة العقلية

يتطرق الفيلم الأمريكي "السجين/Caged" الصادر في كانون الثاني/يناير 2021، إلى تأثير السجون الوحشية على الصحة العقلية، والصراع النفسي بين المنطق والجنون.

وتدور أحداث الفيلم حول سيرة هارلو الطبيب النفسي الأمريكي من أصول أفريقية، الذي يعاني من اعتقاله في سجن فيدرالي إثر إدانته بقتل زوجته.

ويفتتح المخرج العمل بتصوير المتهم في حالة من التوتر والقلق وكأنه في ورطة شديدة محاولا طلب المساعدة من أحدهم في مكالمة هاتفية؛ يقول فيها بنبرة المظلوم الواثق: "حكموا علي بالسجن المؤبد وأنا بريء".

ومن هنا نستشف بوادر المعركة المقبلة بين تحقيق العدالة وتفشي الظلم، ليتعرض هارلو لعذاب نفسي وجسدي بعد رميه في زنزانة منفردة بسبب ادعاء أحد الحراس بأنه يمتلك أداة حادة.

وتسوم حارسة مختلة هارلو سوء العذاب، لتمارس عليه عقدها السادية، وتفرغ فيه اضطرابها النفسي، محاولة دفع السجناء إلى الجنون ثم الانتحار.



ويصور العمل مصادرة الحكومة لأملاك السجناء وأموالهم، ليخسر هارلو كل ما يملك ويصبح عاجزًا عن توكيل محام يدافع عن قضيته، بعد أن كان يتمتع بحياة رغيدة ومرفهة.

ويضاعف معاناة هارلو تخلي الجميع عنه ليتلاشى محيطه الاجتماعي بالكامل، عقب مسيرة مهنية حافلة وحياة اجتماعية تتسم بالثقة والاحترام المتبادل.

وتكشف أحداث الفيلم عن أدلة من شأنها تبرئة هارلو، فيحاول التواصل مع محام يستأنف قرار القاضي، ولكن سجانته تخرق القوانين قاطعة جميع السبل لمساعدته في إظهار الحقيقة، وتمنعه من التواصل مع الخارج، لتستمر في الإساءة إليه سعيدة بلذتها الكامنة في تعذيبه نفسيا وتركه في محبسه الانفرادي.

ويستعين هارلو بخبراته السابقة ودراسته الأكاديمية ليحافظ على سلامة عقله، فيحاول التحلي بالهدوء والانضباط ويمارس الرياضة ويبقى مصرًا على موقفه برفض الإقرار بالتهم المنسوبة إليه، على الرغم من أن توقيعًا واحدًا من شأنه أن يحرره من زنزانته المنفردة الضيقة على أن يقر بجريمة لم يرتكبها.

ومع تتالي الليالي السوداء يبدأ هارلو بفقدان عقله تدريجيًا، ليصبح رهينًا لسجنه النفسي الداخلي، ويبدأ برؤية شياطين وأرواح تفرض عليه هلوسات عن زوجته المتوفاة، وتتراءى له على شكل شبح ويلحظها في خربشات الجدران الموحشة، ما يبث في نفسه الرعب والقلق.

فهل يستمر هارلو في التحمل والنضال والثبات على مواقفه المبدئية الراسخة، أم يرضخ ويستسلم أمام استعداد السجين لفعل أي شيء مقابل حريته؟.



وعلى الرغم من أن القصة تتمتع بالجاذبية، لكنها افتقرت للمنطق في بعض أجزائها، فلم تقدم أسبابًا مقنعة لغياب القانون في سجن فيدرالي في دولة مصنفة من الدول المتقدمة.

وأشاد نقاد بأداء الممثل إيدي جاثجي، الذي قدم شخصية البطل هارلو بإقناع مبهر، وكان سببًا في نجاح العمل على الرغم من تكلفته المنخفضة، ما تطلب منه كثيرًا من التركيز والمرونة في التنقل بين المشاعر والحالات الانفعالية المختلفة.

وفيلم "السجين" من إخراج وسيناريو آرون فيلمان، وشاركه في كتابة السيناريو جيمس دوك ميسون، وشارك جاثجي في أداء الأدوار كل من أنجيلا سرافيان، وتوني أمندولا، وميلوراهاردن.

زيف رقي الجنس البشري

ويكشف الفيلم أن النفس البشرية مقر للشرور ومنبع للتسلط والقمع وأن الديكتاتورية جزء متأصل في نسيج البشر النفسي، فما أن يتمكن المظلوم من الخروج من دائرة ظلمه، حتى يستبد بمن هو أضعف منه، ما يذكرنا بالفيلم النفسي "تجربة سجن ستانفورد".

ويسلط العمل الضوء أيضًا على معاناة السجناء المضطهدين، وانكسار روح التحدي داخلهم، جراء كبت أي صرخة للتحرر من النير، ليؤدي الكبت إلى خروج شخص آخر قابع داخل السجن، في أي لحظة غفلة من السجان.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com