أكاديمي أمريكي يروي تجربته في السجون الإيرانية لمدة 40 شهرا
أكاديمي أمريكي يروي تجربته في السجون الإيرانية لمدة 40 شهراأكاديمي أمريكي يروي تجربته في السجون الإيرانية لمدة 40 شهرا

أكاديمي أمريكي يروي تجربته في السجون الإيرانية لمدة 40 شهرا

تحت عنوان "ماذا تعلمت في السجون الإيرانية؟" قال الباحث الصيني الأمريكي وانغ شيوي، إن السياسة الخارجية الأمريكية ليست السبب في كراهية الملالي المتجذرة ضد الولايات المتحدة والأمريكيين بشكل عام.

وأضاف في مقال نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية اليوم الخميس: "تضغط إيران وأوروبا والعديد من الأمريكيين التقدميين على إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لإحياء الاتفاق النووي الإيراني الموقع عام 2015، فقد اجتمع الفكر الجماعي الرسمي على اعتقاد مضلل وفريد من نوعه، وهو أن الولايات المتحدة أساءت معاملة إيران في الماضي، وأن عليها الآن استرضاء الجمهورية الإسلامية".



ومضى يقول: "يمكن أن أفهم هذه الرؤية، لأنني تعلمتها في السابق، وهو ما أقنعني في عام 2016 أنني أستطيع إجراء الأبحاث بسلامة في إيران، ولكن هذا التفاؤل لم يكن في محله على الإطلاق، فبعد وصولي بفترة ليست طويلة، تعرضت للسجن بواسطة النظام الإيراني الوحشي، وظللت أسيرا هناك لفترة أكثر من 3 سنوات".

وأضاف "نظرا لأنه كان من الواضح أن السياسة الخارجية الأمريكية هي المشكلة نفسها، وأن النظام الإيراني سوف يكون سعيدا بتطبيع العلاقات، في أعقاب التوصل إلى الاتفاق النووي الإيراني عام 2015، وبمجرد أن تبتعد الولايات المتحدة عن عدم احترام الجمهورية الإسلامية، فقد افترضت أنني سأبقى آمنا في إيران، إذا كنت بعيدا عن السياسة، وركزت على البحث التاريخي".

وتابع "يمكن أن تتخيل الصدمة عندما ألقت وزارة الاستخبارات الإيرانية القبض علي باتهامات تجسس زائفة في أغسطس 2016، بعد فترة قصيرة من تطبيق الاتفاق النووي، وخلال الفترة التي شهدت تقاربا بين الولايات المتحدة وإيران. تم إلقائي في زنزانة انفرادية، وإجباري على تقديم اعترافات أمام المحققين بأشياء لم أرتكبها، وتم الحكم ضدي بالسجن لمدة 10 سنوات... وقال أحد المحققين إن تهمتي الوحيدة أنني أمريكي، وأبلغني أنني مجرد "بيدق" في اتفاق لتبادل سجناء إيرانيين لدى الولايات المتحدة، والإفراج عن أصول إيرانية مجمدة، حيث تم بالفعل إطلاق سراحي في اتفاق لتبادل السجناء  عام 2019".

وحول تجربة السجن لمدة 40 شهرا قال وانغ شيوي "كانت فترة مهمة لإعادة تقييم العلاقات الأمريكية الإيرانية. الجمهورية الإسلامية قوة طموحة، ولكنها ليست بناءة، إنها عامل مفسد، وتقوم بفرض نفوذها عبر تصدير الثورة والإرهاب من خلال عملائها في الشرق الأوسط. وعلى الصعيد الداخلي فإن الملالي فشلوا في الوفاء بوعودهم السياسية والاقتصادية للشعب الإيراني، الذي يسيطرون عليه عبر القبضة القمعية".



وأضاف "لا يوجد شيء تعلمته في الأبراج الأكاديمية العاجية جعلني مستعدا لتقبل الواقع الذي رأيته في السجون الإيرانية. فقد تعلمت ما يعلمه الكثير من الإيرانيين بالفعل: كراهية النظام الإيراني للولايات المتحدة ليست رد فعل، ولكنها إجراء استباقي متجذر في العداء الشرس لأمريكا، النابع من كراهيتها للأيديولوجية الاستعمارية".

ويرى الكاتب أن إيران ليست مهتمة بتطبيع العلاقات مع واشنطن، لأنها تعيش وتزدهر على عدائها ضد الغرب، وهو الموقف الذي يعتبر جزءا لا يتجزأ من هوية النظام الإيراني الحاكم، الذي لم ينظر إلى التقارب الأمريكي في عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما باعتباره بادرة للنوايا الطيبة، ولكنه اعتبره "قبضة حديدية تحت قفاز ناعم".

وأشار إلى أنه خلال التحقيق معه عام 2016، كان المحققون الإيرانيون يأملون في انتصار دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، ليس لأنه قائد براغماتي يمكن للنظام الإيراني التعامل معه، ولكن لأن وجوده يمكن أن يبرر نهج المواجهة ضد "الشيطان الأكبر".

وختم مقاله بالقول "لا يمكن للدبلوماسية أن تنجح دون نفوذ، يمكن فقط من خلال إظهار القوة أن ينجح الرئيس بايدن في تحقيق تقدم كبير في احتواء التهديد الإيراني للسلام".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com