أدباء غزة.. الكتابة بطعم الموت
يعيش الأدباء في قطاع غزة أزمة مضاعفة بين الحرب والموت والعجز عن ترويض أقلامهم، وهي وسيلتهم الوحيدة للتعبير والبوح بالأسى.
وتسببت الحرب بمقتل عدد من الكتاب والأدباء، وتدمير عشرات المراكز الثقافية والمكتبات، ما أثر بشكل مباشر على الحياة الثقافية في غزة، وأعجزت عددا كبيرا من الكتاب عن الكتابة.
واعتبرت الأديبة الفلسطينية فداء زايد، ممارسة هواية الكتابة خلال الحرب رفاهية غير متوفرة، لافتة إلى أن الأدباء والشعراء منشغلون في محاولات النجاة من ويلات الحرب، وتوفير المكان الآمن لعائلاتهم.
وأوضحت الأديبة لـ"إرم نيوز"، أن الحرب جعلت الأدباء يفكرون بما هو أولى وأفقدتهم القدرة على التفكير في ما يستحق الكتابة، مثل الحب والجمال والحياة.
وقالت إن الأدباء والكتاب يخشون من التعبير عن آرائهم بسبب تعرضهم إما للاستهداف الإسرائيلي أو "الانتقاد الداخلي"، الذي يمكن أن يكون أصعب المخاوف التي تواجههم، فقد تصل "حد التشكيك بهويتهم الوطنية".
وذهبت الكاتبة إلى أن هذه العوائق تحول الكاتب إلى "إنسان مصلوب بين رأيه المنتصر لفكرة الإنسانية وبين واقع وطني مفروض عليه ومصير مجهول في ظل توحش الحرب وأدواتها"، مضيفة أن العديد من الأدباء فقدوا شغف الكتابة خلال الحرب.
لا تعتبر فداء زايد، ما يخرج من بعض الأدباء بعد الحرب نصوصا تعبر عن حجم المعاناة التي تعيشها غزة، وترى أنهم بحاجة إلى الخروج من الصدمة التي يعيشونها قبل استئناف أعمالهم الأدبية.
وبدوره وجد الأديب الفلسطيني رياض أبو رحمة، أن الظروف الصعبة أبعدت معظم الأدباء عن ممارسة هوايتهم، وأوقفت معظمهم عن الكتابة بشكل كامل.
البحث عن إنقاذ أنفسهم وعائلاتهم أولوية بالنسبة للكتاب كما جميع أهالي القطاع، وفق الكاتب، موضحا لـ"إرم نيوز"، أن الأحداث المتلاحقة فرضت على الجميع، السعي لإنقاذ أرواحهم وأرواح عائلاتهم.
أفقدت الحرب الكتاب التركيز والتأمل الذي يحتاجونه للإبداع، وذهب الكاتب إلى أن الحرب "سرقت لحظاتهم الخاصة".
يعتقد أبو رحمة أن الأدباء قد يستأنفون الكتابة بعد الحرب، لكن مواضيعهم الأدبية ستكون مختلفة، متوقعا أن تطبعها مآسي النزوح وأوجاع الحرب والهروب من الموت.
وعبّر الكاتب عن أسفه بتوقف الملتقيات الأدبية كما دمرت الحرب مكتبات الشعراء والمكاتب العامة، وشلّت الحياة الثقافية في غزة.
