هناوي تكشف ملابسات "التجييل العَقْديّ" في الشعر العراقي
"الوهم والحقيقة في تجييل الشعر العراقي"، كتاب جديد للناقدة العراقية الدكتورة نادية هناوي تكشف فيه ملابسات مقولة ما يعرف بـ"التجييل العَقْديّ" والتي انتشرت في النقد العراقي منذ ستينات القرن العشرين، مستعرضة مدى صحة أن الأجيال الشعرية تتوالد كل عشر سنوات.
وفي كتابها الذي صدر حديثا عن مؤسسة أبجد للترجمة والنشر والتوزيع، تجد هناوي أن "التجييل العَقْديّ" ظاهرة حصلت كردة فعل على الهزة الكبيرة التي أحدثها رواد حركة الشعر الحر، ومن دلائل قوة هذه الحركة استمرار بعض الشعراء في القول بالتجييل العَقْدي.
وترى هناوي أن ظاهرة التجييل بدأت بسيطة في الستينات، ثم أخذت تغزو المشهد الأدبي العراقي حتى بان أثرها في ثمانينات القرن العشرين والعقدين المنصرمين من القرن الحادي والعشرين.
وتشير أن هذا الأمر يحتاج إلى إعادة مراجعة؛ نظرا لخطورة هذه الظاهرة في فهم التجارب الأدبية وتقييمها؛ فبسببها صارت المقايسة العَقْدية طبيعية ومعتادة في تجييل القصاصين والروائيين والشعراء، وفق وكالة الأنباء العمانية.
الكتاب الذي يتألف من أربعة فصول تتوزع على 402 صفحة، تتصدى فصوله لظاهرة التجييل العَقْدي التي استشرت "حتى صار معها الحلم حقيقة والوهم يقينا، وغدت التسمية كأنها اصطلاح لا غبار عليه، طغى وتعملق حتى صار حجمه كظاهرة أكبر من حجم الشعر كإبداع"، بحسب تعبير هناوي التي ترى أن أرضية هذا التجييل غدت "مفرخة لعَقْديّات تحت مسمى مغلوط هو (جيل الألفية الثالثة) وربما من بعده لأجيال الألفية الثالثة (جيل عشريني وثلاثيني.. إلخ)".
وفي كتابها تؤكد هناوي أن الشعر هو المتضرر من عملية التفريخ هذه، إذ "سيفقد أهميته بالتركيز على أسماء الشعراء مع أنه لا يعرف عمرا زمنيا، كما أنه لا علاقة لتميز الشاعر بصباه وسواد شَعْره أو بكهولته وبياض شيبته".
وتتناول هناوي في التمهيد النظري مفهومَي الجيل والتحوّل، ويستكمل الفصل الأول التنظير لظاهرة "التجييل العَقْدي" محددا ملابساتها من ثلاث نواح: التفريق بين العمر الزمني والعمر الإبداعي، وفئوية الشاعر المنظِّر وتجييله شعره بكتابة بيان أو شهادة، وغموض مقولات الحداثة.