"أبوظبي للكتاب".. هل يشكل فرصة للتلاقي بين المؤلفين والناشرين؟
"أبوظبي للكتاب".. هل يشكل فرصة للتلاقي بين المؤلفين والناشرين؟"أبوظبي للكتاب".. هل يشكل فرصة للتلاقي بين المؤلفين والناشرين؟

"أبوظبي للكتاب".. هل يشكل فرصة للتلاقي بين المؤلفين والناشرين؟

رغم الحالة الثقافية المهمة التي يخلقها معرض "أبوظبي الدولي للكتاب" كل عام، إلا أنه لا يزال يواجه تحديا أساسيا يتمثل في ضرورة تحويله إلى فرصة للتلاقي بين المؤلفين والناشرين، وليس مجرد تسويق المنشورات، وفق ناشرين وكتّاب.

ويتساءل كثيرون بشأن كيفية الانتقال بالمعرض من كونه مجرد ظاهرة تسويقية، إلى حالة ثقافية متكاملة، بحيث لا يبقى القارئ مجرد زبون، ولا المؤلف عبارة عن زائر عادي.

ووصفت الدكتورة مديرة دار سويد للطباعة والنشر بدمشق مانيا سويد، معرض أبوظبي الدولي للكتاب في دورته الحادية والثلاثين بأنه "ربيع 2022 للكتاب الورقي".

وقالت لـ"إرم نيوز": "كانت لي زيارات متعددة لمعارض كتب عربية ودولية ومشاركات متنوعة في بعض فعالياتها الثقافية بصفتي الأدبية والصحفية والأكاديمية، وأضيف إليها أخيرا مشاركتي كناشرة ناشئة في هذا المعرض، والذي أعتبره ربيعا جديدا للكتاب الورقي من خلال إعادة تعزيز دوره والروح التي يتمتع بها عن أمثاله من الكتب الصوتية أو التفاعلية".

وأضافت "يمكن لرواد المعرض أن يلحظوا روح التجدد في أروقته، وأجنحته؛ ما يضفي عليها أجواء البهجة بعد قيود جائحة كورونا وما لحق بها من تبعات كدرة".

وتابعت سويد "نلحظ أيضا، أن الاهتمام الذي حظي به كتاب الطفل من تفاعل مسرحي على منصات المعرض التعليمية والتثقيفية كان الأبرز تقريبا، وبالأخص ألمانيا الاتحادية ضيفة شرف المعرض، والتي خصت الطفل باهتمام بالغ وأتاحت الفرصة أمام اليافعين العرب للتفاعل والتشارك مع قصص الغرب وما تحمله من قيم إنسانية خلاقة".

ولفتت الأكاديمية السورية إلى أنه في هذه الدورة للمعرض برزت التشاركية بين دور النشر حيث يحسب للقيمين والمنظمين للفعالية أنهم قاموا بمزج جميع الألوان فيما بين الدور.

أما فيما يتعلق بالرسالة الفكرية الهادفة للمعرض، فتوضح سويد، أن البداية كانت مع تخصيص جناح للكاتب الكبير طه حسين تحت عنوان "الكتاب بصيرة"، تكريما لدوره المعرفي الإبداعي الفكري، إلى جانب الندوات الثقافية المهمة التي نوقشت فيها مجموعة من القضايا التي تهم الناشر والكاتب والمتلقي مثل: حماية حقوق النشر للاقتصاد الرقمي، ودور الجوائز الأدبية العربية في بناء حركة نشر فاعلة.

ومن جهته، أوضح الكاتب والروائي الكويتي ومدير التسويق في دار "خطوة" للنشر والتوزيع عبد الله الدليمي، أن هذه  المشاركة الرابعة لهم في معرض أبو ظبي للكتاب، وبحسب رأيه، "يتميز المعرض بكثرة دور النشر من الدول العربية التي تستقطب جميع أنواع الكتب بتصنيفاتها المختلفة، سواء أكانت بالعربية أم الإنكليزية".

ويقول لـ"إرم نيوز": "الإمارات هي بلد الثقافة، وهي متميزة بمعارضها الثقافية المرموقة، ومعرض أبو ظبي للكتاب لا يقل أهمية عن بقية المعارض في دول الخليج".

"حريصون دائما على المشاركة في معرض أبو ظبي للكتاب"، هذا ما قاله "وليد قشمر" من شركة "الوراق" لندن، مبينا "نعتبره من أهم معارض الوطن العربي، وأرى أن الإقبال حتى الآن جيد، وأتوقع أن يتحسن أكثر في الأيام المقبلة، لاسيما أن دارنا تهتم بالإصدارات التاريخية ولديها دائما الجديد الذي يهم القارئ العربي.

ولعل من أبرز الإشكاليات كذلك التي تواجه الكتب هي الاحتفاظ بعقلية الرقيب التقليدية على ما تحتويه بعض الكتب، رغم أن معارض الكتب ينبغي أن تكون نافذة من الحرية على جميع الأفكار باختلاف توجهاتها، بحيث أن القارئ يختار ما يحلو له، ولا ينبغي للمعارض وهيئات الرقابة فيها أن تكون متشددة أكثر من المكتبات التقليدية.

ومن جهته، قال ممثل دار "العين" المصرية مصطفى سليم، إن "جائحة كوفيد- 19 أثرت على جميع المجالات وبالأخص عالم النشر، بسبب عدم إقامة المعارض التي تعتبر المتنفس الوحيد لدور النشر، وأهميتها في احتكاك الثقافات العربية مع بعضها، ولذا يأتي هذا المعرض ليساعدنا أكثر على إعادة العلاقة مع القارئ والشغوفين بالكتب، والذين استبدلوا خلال الجائحة الكتاب الإلكتروني بالورقي".

ويدعو ناشرون إلى ضرورة توليد فعاليات ثقافية لها علاقة بالكتب المعروضة، وأنه على الفعاليات الموازية أن تترابط مع ما يرغبه القارئ، بحيث تغني أفكاره، وتجيب عن أسئلته، ضمن المجالات المعرفية التي يفضلها، وتساعده على اقتناء المزيد من الكتب، وتخلق معه علاقة تبادلية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com