هل تنجح جهود الوسطاء في وقف عملية "السهم الواقي" على غزة؟

هل تنجح جهود الوسطاء في وقف عملية "السهم الواقي" على غزة؟

تبذل مصر جهودًا من أجل إعادة الهدوء الأمني بين الفصائل الفلسطينية في غزة وإسرائيل، وذلك عقب إطلاق الأخيرة عملية "السهم الواقي"، والتي أدت لاستشهاد أكثر من 22 فلسطينيًّا وإصابة آخرين.

ويستهدف الجيش الإسرائيلي في عمليته العسكرية الحالية حركة "الجهاد الإسلامي" وقادتها العسكريين، خاصة الذين يتهمهم بالعمل على رفع وتيرة التوتر الأمني بالضفة الغربية، فيما يعمل على تحييد حركة "حماس" عن المشاركة بالعملية.

وعلى الرغم من إعلان وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين، تسلم تل أبيب مقترحًا مصريًّا للتهدئة مع غزة؛ إلا أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع يوآف غالانت، أكدا أن العملية العسكرية بالقطاع "مستمرة"، وأنه لا يمكن الحديث عن وقف لإطلاق النار بالوقت الحالي.

من المبكر الحديث عن إمكانية التوصل لتهدئة في غزة، خاصة بعد اغتيال إسرائيل لقائد الوحدة الصاروخية بحركة الجهاد الاسلامي
أسعد غانم

بدورها، أكدت "الجهاد الإسلامي" على لسان الناطق باسمها داود شهاب، وجود مساع من قبل مصر للتهدئة في غزة، في حين من المقرر أن يصل وفد من الحركة إلى مصر اليوم الخميس، لبحث التهدئة مع إسرائيل.

شروطُ التهدئة

قالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية "مكان"، إن مباحثات وقف إطلاق النار بالوساطة المصرية تواجه صعوبات كثيرة، مشيرة إلى أن "الجهاد الإسلامي" حددت 3 شروط للتهدئة في غزة.

وأوضحت القناة العبرية، أن الشروط الثلاثة هي: "تسليم جثمان الأسير القيادي بالحركة خضر عدنان، والذي توفي الأسبوع الماضي خلال إضرابه عن الطعام، ووقف سياسة الاغتيالات بالضفة، وإلغاء مسيرة الإعلام المقرر إجراؤها بالبلدة القديمة في القدس الأسبوع المقبل".

ونقلت القناة العبرية، عن مصدر سياسي إسرائيلي، قوله: "إننا منشغلون في إطلاق النار فقط في الوقت الحالي"، بينما أكدت مصادر مطلعة للقناة، أن "هناك بصيصًا من الأمل في التوصل إلى تهدئة بغزة".

جولةٌ مستمرةٌ

وتباينت الآراء السياسية بشأن إمكانية نجاح الجهود المصرية والدولية في التوصل لتهدئة بين إسرائيل و"الجهاد" في غزة بالوقت الحالي، وسط توقعات بأن تستمر جولة القتال الحالية بين الجانبين لعدة أيام.

ويرى أستاذ العلوم السياسية، أسعد غانم، أنه "من المبكر في الوقت الحالي الحديث عن إمكانية التوصل لتهدئة بين إسرائيل والجهاد الإسلامي، خاصة بعد اغتيال الجيش الإسرائيلي لقائد الوحدة الصاروخية بالحركة".

وقال غانم، لـ "إرم نيوز"، إن "الضربات المتبادلة بين (الجهاد) وإسرائيل ستكون مكثفة خلال الساعات المقبلة، وسيسعى الطرفان لتحقيق أكبر قدر من المكاسب العسكرية للتباهي بها بعد انتهاء جولة القتال الحالية".

نتنياهو، لم يحقق أي أهداف سياسية من العملية العسكرية باستثناء إنهاء الخلاف القائم بينه وبين وزير الأمن القومي ايتمار بن غفير
مصطفى إبراهيم

وأوضح أن "الوساطة المصرية ستنجح في نهاية الأمر بإعادة الهدوء للقطاع؛ لكن جميع الأطراف بحاجة لتحقيق مكاسب قبل انتهاء الجولة الحالية"، مشددًا على أن نتنياهو، لم يحقق جميع أهدافه السياسية بعد.

وبين أن "لدى نتنياهو، أهدافًا داخلية وخارجية من عمليته العسكرية، فهو يرغب في تعزيز تأييد الجمهور الإسرائيلي له ولحكومته، والتأثير بشكل أكبر على الملفات الداخلية، كما يسعى لدفع الولايات المتحدة للتدخل المباشر بجهود التهدئة".

أخبار ذات صلة
نتنياهو: عملية "السهم الواقي" في غزة لم تنته بعد

وأضاف غانم: "(الجهاد) بدورها ترغب بتوجيه ضربة قوية لإسرائيل يروّج لها لاحقًا على أنها الرد المناسب على اغتيال عدد من قادتها العسكريين"، لافتًا إلى أن تجنب تدخل (حماس) بالمواجهة الحالية "مُرضٍ جدا لإسرائيل"، وفق تعبيره.

ردٌّ عسكريٌّ

بدوره، يرى المحلل السياسي مصطفى إبراهيم، أنه "من الصعب على حركة الجهاد القبول بتهدئة مع إسرائيل في الوقت الحالي، دون تحقيق ردٍّ عسكريّ مُرضٍ لها على اغتيال قادتها".

وقال إبراهيم، لـ "إرم نيوز": "يبدو أن المقترحات المقدمة للتهدئة لا ترتقي حتى اللحظة للمستوى المطلوب من أجل إنهاء جولة القتال الحالية؛ ما سيؤدي إلى زيادة حدة المواجهة العسكرية خلال الساعات المقبلة".

ولفت إلى أن "اغتيال مسؤول عسكري بـ (الجهاد) بمدينة خانيونس الليلة الماضية، نسف الجهود المصرية للتهدئة وأعادها للنقطة التي بدأت منها"، متابعًا: "هذه الحادثة ربما تكون جزءًا من سياسة المفاوضات الإسرائيلية تحت النار".

أخبار ذات صلة
وزير الخارجية الإسرائيلي: ندرس مقترحا مصريا لهدنة في غزة

وأكد إبراهيم، أن "إسرائيل تمارس ضغوطًا عسكرية على (الجهاد) للقبول بوقفٍ لإطلاق النار دون أي شروط"، مشددًا على أن "الحكومة الإسرائيلية لا يمكن أن تقبل بشروط (الجهاد) لوقف جولة القتال الحالية"، وفق تقديره.

وأشار إلى أنه "وعلى الرغم من ذلك إلا أن إسرائيل معنية بإنهاء المواجهة العسكرية مع (الجهاد) في أقصر وقت ممكن"، مستكملًا: "أعتقد أن إسرائيل لم تحقق الردع المطلوب خاصة مع استمرار إطلاق الصواريخ من غزة".

وأضاف مصطفى إبراهيم، "بتقديري اليوم أو غدًا قد يتم تحقيق اختراق بالجهود المصرية لوقف إطلاق النار"، متابعًا: "نتنياهو، لم يحقق أي أهداف سياسية من العملية العسكرية باستثناء إنهاء الخلاف القائم بينه وبين وزير الأمن القومي ايتمار بن غفير".

استجابةٌ إسرائيليةٌ

بدوره، يرى المختص في الشأن الإسرائيلي، ناجي البطة، أن "حكومة نتنياهو، ستبدي استجابة قوية للجهود المصرية المتعلقة بوقف إطلاق النار؛ ما يؤدي إلى التوصل لاتفاق بين جميع الأطراف يُعيد الهدوء لغزة".

وقال البطة، لـ "إرم نيوز"، إن "إسرائيل غير معنية بإطالة أمد المواجهة العسكرية مع (الجهاد) في غزة، كما إن الجهود المصرية تلقى دعمًا إقليميًّا ودوليًّا ويبدو أن هناك العديد من الأطراف تشارك بالضغط على الجانبين لإنهاء جولة القتال الحالية".

وبين البطة، أن "ذلك سيؤدي بالتأكيد إلى تحقيق تقدم مهم بالجهود المصرية والتوصل لتهدئة خلال فترة قصيرة"، لافتًا إلى أن طبيعة الضربات العسكرية المتبادلة بين الجانبين تعتبر مؤشرًا على رغبتهما بوقف إطلاق النار، وفق تقديره.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com