مشهد من غزة خلال الحرب
مشهد من غزة خلال الحربأ ف ب

هل تؤسس الحرب الإسرائيلية لـ"دولة غزة"؟

تتزايد المخاوف من إمكانية أن تؤدي الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة للتأسيس لـ"دولة غزة"، وهو الأمر الذي يرفضه الفلسطينيون الذين يطالبون بدولة مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، ويؤكدون رفضهم مخطط الدولة في غزة.

يتزامن ذلك مع الحديث المبكر عن مستقبل الحكم في غزة، إذ أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رفضه لأي دور للسلطة الفلسطينية في القطاع بعد الحرب، فيما أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن عودة السلطة لغزة يجب أن يكون في إطار اتفاق سياسي.

وفي السياق ذاته، قال مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، في تصريح صحفي، إن "مستقبل الحكم في قطاع غزة بعد الحرب سيكون متروكاً للفلسطينيين، لكن لا يمكن العودة إلى 6 تشرين الأول/ أكتوبر".

وأضاف سوليفان: "عندما يتعلق الأمر بالحكم في غزة، يجب أن يترك الأمر للشعب الفلسطيني ليقرر كيف سيكون شكل حكمه المستقبلي"، الأمر الذي اعتبر رسالة لإسرائيل برفض واشنطن إعادة احتلال القطاع أو أي دور لها بإدارته.

أخبار ذات صلة
لماذا تتناقض تصريحات نتنياهو بشأن مستقبل غزة؟

تكريس الفصل

ومن وجهة نظر المحلل السياسي، سهيل كيوان، فإن "أحد أهداف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة تكريس فصلها عن الضفة الغربية"، مبيناً أن "دولة في غزة قد يكون أحد أبرز الأهداف غير المعلنة للقطاع بعد الحرب الإسرائيلية".

وأوضح كيوان لـ"إرم نيوز"، أن "إسرائيل سعت على مدار السنوات الماضية لتكريس الفصل السياسي والجغرافي بين الضفة وغزة، كما أنها كانت تتعامل بأساليب مختلفة مع كلا المنطقتين بما يمهد للفصل الكامل وإنهاء فكرة حل الدولتين".

وأضاف: "الدعوات الإسرائيلية التي انطلقت مع بداية الحرب والمتعلقة بترحيل الفلسطينيين من شمال القطاع ومدينة غزة إلى سيناء المصرية، كانت مؤشراً قوياً على نية إسرائيل تنفيذ مخطط دولة غزة، وتوسعة القطاع عبر سيناء".

التصدي لمخطط التهجير

وأشار إلى أن "عملية الترحيل لو تمت في حينه لكان هناك جرأة إسرائيلية في تنفيذ هذا المخطط وفرضه على الشرق الأوسط والمنطقة، إلا أن التصدي المصري، ورفض الدول العربية له، حال دون تنفيذه".

وتابع كيوان: "بتقديري هذا المخطط لا يمكن أن يكتب له النجاح في ظل الظروف الإقليمية والدولية الحالية، وهو أمر يحتاج إلى ظروف سياسية وأمنية مختلفة للغاية بالمنطقة من أجل تمريره"، لافتاً إلى أن إسرائيل تقترب من إنهاء حربها بغزة والانسحاب من القطاع.

وشدد المحلل السياسي، على أن "الضغوط تزداد على إسرائيل من أجل إنهاء عمليتها العسكرية في غزة، وهو الأمر الذي يشير إلى أن أمامنا أسابيع قليلة للغاية من أجل التوصل إلى اتفاق ينهي التوتر بين حماس وتل أبيب".

أخبار ذات صلة
الغموض يكتنف مستقبل غزة ما بعد الحرب

حكم مطيع لإسرائيل في غزة

ويرى أستاذ العلوم السياسية، أحمد عوض، أن "حكومة بنيامين نتنياهو تدفع بقوة نحو فصل القطاع عن الضفة الغربية وتسعى لتشكيل إدارة جديدة لقطاع غزة يكون فيها الأمن لإسرائيل"، لافتاً إلى أن ذلك يجعلها تربح مسألتين.

وأوضح لـ"إرم نيوز"، أن "المسألة الأولى تتعلق بإنهاء التهديد الأمني من القطاع لإسرائيل، والمسألة الثانية تتمثل في ضرب التمثيل الفلسطيني على الساحة الدولية، وفرض نوع مختلف من الحكم على الفلسطينيين".

وأضاف عوض: "إسرائيل تسعى لتشكيل إدارة حكم مطيعة لها في قطاع غزة وتعمل ضمن الأوامر الإسرائيلية، وبالتالي الفصل الكامل جغرافياً وسياسياً بين الشقين الفلسطينيين، بما يؤسس لحل جديد مع السلطة الفلسطينية".

وتابع: "هذا الحل يتمثل في حكم ذاتي للفلسطينيين في كلا الجانبين"، مستدركاً بالقول: "لكن هذه الخطة لن تنجح بسبب المعارضة الأمريكية والعربية والفلسطينية، كما أن الفصائل المسلحة بغزة لم تقل كلمتها حتى اللحظة".

مخطط دولة غزة لن ينجح

وأشار عوض إلى أن "الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة في ذروتها هذه الأيام، وبالتالي فإن كل السيناريوهات ممكنة"، متابعاً: "حماس لا يمكن أن تختفي في لحظات ومخطط دولة غزة لن ينجح على الإطلاق"، حسب تقديره.

وفيما يتعلق بمستقبل الحكم في غزة، بين عوض أن "إسرائيل لن تفعل الكثير بهذا الشأن، وأن الفلسطينيين هم من ستكون لهم الكلمة الفصل"، قائلاً: "مستقبل غزة لن يرسمه سوى الفلسطينيين، وربما نرى تسويات قريبة بين حماس وإسرائيل".

أخبار ذات صلة
أسامة حمدان: حماس تحذر من فرض وصاية دولية على مستقبل غزة

موقف حماس من دولة غزة

أما أستاذ العلوم السياسية في جامعة حيفا، أسعد غانم، فيرى أن "مثل سيناريو دولة غزة يمكن أن يتحقق في حال قبول حركة حماس بتنفيذه، على أساس أنها الحاكم الفعلي للقطاع الذي تديره منذ سنوات طويلة".

وقال غانم، لـ"إرم نيوز"، إن "الحرب الإسرائيلية في غزة ستؤدي إلى انطلاق مفاوضات غير معلنة وغير مباشرة بين حماس وإسرائيل بشأن إدارة قطاع غزة ومستقبله، الأمر الذي قد يؤدي إلى بعض التسويات بهذا الشأن".

واستبعد غانم، أن "تسعى إسرائيل لفرض مثل هذا الحل بالقوة العسكرية، خاصة وأنها تريد استقراراً أمنياً على حدود غزة"، متابعاً: "في حال فرض أي حل على غزة بشأن طبيعة الحكم فيها فإننا سنكون أمام تكرار سيناريو أفغانستان".

التوصل لتسويات مقبولة

وأشار غانم، إلى أن "ذلك سيؤدي للكثير من الاضطرابات الأمنية، وأن أي إدارة مفروضة على غزة لن يكتب لها النجاح ولن يتعاون معها الفلسطينيون وستكون بمثابة سلطة احتلال لهم"، مضيفا: "بتقديري الوضع لن يتغير كثيراً بعد انتهاء الحرب".

وقال: "بقاء الجيش الإسرائيلي في غزة سيؤدي لمزيد من القتال والخسائر الفادحة لإسرائيل والفلسطينيين، وهو ما ترفضه الولايات المتحدة، وبالتالي فإن الحل الأمثل سيكون العمل بمشاركة أطراف دولية وإقليمية على التوصل لتسويات مقبولة من جميع الأطراف".  

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com