مع دخول الصراع بين إسرائيل وحماس شهره الثاني.. عنوان المرحلة واضح.. مزيدٌ من القتل والتشريد.. ومزيدٌ من الدمار سيحلّ على كامل قطاع غزة.
لكن الغموض يكتنف مستقبل غزة المدمرة ما بعد الحرب.. لتكثر التساؤلات.. من سيسيطر على القطاع بمجرد انتهاء الأعمال الحربية؟
بحسب تقرير نشرته صحيفة "الواشنطن بوست"، فإن إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأخير بأن إسرائيل ستشرف على الأمن العام في غزة "لفترة غير محددة" في أعقاب الصراع قد ترك الكثير يتساءلون عن احتمال عودة الاحتلال البري للقطاع، على عكس التحذيرات الغربية.
ويتعارض هذا الإعلان بشكل صارخ مع تأكيد وزير الدفاع يوآف غالانت على أن الهدف الأساس للحملة هو "إزالة مسؤولية إسرائيل عن حياة سكان قطاع غزة".
وفي الوقت نفسه، أشارت إدارة بايدن إلى دور محتمل للسلطة الفلسطينية في تشكيل مشهد ما بعد الحرب في غزة.
بينما الأوضاع الإنسانية في غزة وصلت إلى مستوى كارثي، حيث أصبح القطاع مكبًا سامًا للأسلحة والأنقاض، إضافةً لمليون نازح ومدينة مدمرة تمامًا، مما يجعل مشروع إعادة الإعمار واحدًا من أكبر المشاريع في التاريخ.
مع ذلك.. لا توجد رؤية واضحة من إسرائيل وحلفائها حول كيفية إدارة غزة بعد الحرب.
اقتراح أن تلعب السلطة الفلسطينية دورًا في تشكيل مستقبل المنطقة، يثير تساؤلات حول قدرة محمود عباس على الحكم في غزة، مع استمرار الانقسام بين الساسة الفلسطينيين وعدم وجود حل واضح للحكم في هذه المنطقة الممزقة.
الصحيفة الأمريكية ركزت أيضًا على حماس التي تفكر أيضًا بالمستقبل، فبينما تستهدفها إسرائيل وتسعى للقضاء عليها، قادتها السياسيون يحذرون من الاعتماد على الوعود الإسرائيلية والغربية فيما يتعلق بحكم غزة، مشيرين إلى أن الشعب الفلسطيني في غزة لن يقبل بحكم الاحتلال بعد تحمله كل هذه التضحيات الجسيمة.