رغم متعة الأداء.. مانشستر سيتي يفتقر إلى الصلابة الدفاعية أوروبيًا
رغم متعة الأداء.. مانشستر سيتي يفتقر إلى الصلابة الدفاعية أوروبيًارغم متعة الأداء.. مانشستر سيتي يفتقر إلى الصلابة الدفاعية أوروبيًا

رغم متعة الأداء.. مانشستر سيتي يفتقر إلى الصلابة الدفاعية أوروبيًا

نادرًا ما تظهر مصطلحات مثل إغلاق الملعب أو التحصين الدفاعي واللعب من أجل تحقيق الهدف ضمن مفردات كرة القدم التي يقدمها مانشستر سيتي بقيادة المدرب الإسباني بيب غوارديولا والتي تعتمد على المتعة والإثارة، لكن غياب هذه المصطلحات تحديدًا كان سببًا في خروج السيتي الليلة الماضية من دور الثمانية بدوري أبطال أوروبا أمام منافسه توتنهام هوتسبير.

ولن تترك حدة الصراع على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز للسيتي فرصة لالتقاط الأنفاس واستخلاص الدروس من الإخفاق الأوروبي بهذه الطريقة المثيرة للمشاعر أمام فريق المدرب ماوريسيو بوكيتينو.

فمانشستر سيتي سيواجه منافسه توتنهام مجددًا في الدوري الإنجليزي بعد غد السبت في مباراة لا تقبل احتمال أي خطأ في وقت يواصل فيه ليفربول سعيه للتتويج باللقب محافظًا على صدارة الترتيب، كما سيخوض سيتي مباراة قمة أخرى الأربعاء التالي حين يحل ضيفًا على غريمه مانشستر يونايتد على ملعب أولد ترافورد.

ورغم أن غوارديولا لم يفصح أبدًا عن البطولة المفضلة لديه، لكن الطريقة التي كان يتحدث بها عن دوري أبطال أوروبا تشير إلى أن التتويج بهذا اللقب كان سيحقق له أكبر قدر من الرضا والسعادة.

ورغم هذا تكرر سيناريو العام الماضي وأخفق سيتي في التأهل للدور قبل النهائي بدوري الأبطال بعد أن تجرع الهزيمة أمام منافس إنجليزي، وخسر سيتي العام الماضي أمام ليفربول 5-1 بمجموع المباراتين، وهذه المرة ودع البطولة استنادًا لقاعدة الأهداف خارج الأرض رغم فوزه الليلة الماضية 4-3 على توتنهام، لكن الفوز لم يكن كافيًا للتأهل لسابق خسارة سيتي 1-صفر في مباراة الذهاب في لندن.

كانت مباراة الأمس رائعة ومذهلة وشهدت تسجيل أربعة أهداف في أول 11 دقيقة وحفلت بقدر كبير من الإثارة بعد "انتصار" تحقق في آخر دقيقة عقب اللجوء لتقنية حكم الفيديو المساعد فيما يبعد بسهولة أي شبهة يمكن أن تنسب الهزيمة إلى مجرد صدفة أو سوء حظ.

وأصبحت هذه طريقة معتادة ونمطًا مكررًا لخروج سيتي من دوري أبطال أوروبا خلال المواسم الثلاثة الماضية وهو نمط يجب أن يثير قلق غوارديولا ولاعبيه.

ففي كل المرات التي خرج فيها من البطولة دفع سيتي ثمنًا باهظًا لفترات فقد فيها السيطرة تمامًا على مجريات المباراة، ما تسبب في اهتزاز شباكهم عدة مرات في فترة زمنية قصيرة.

وودع مانشستر سيتي نسخة الموسم الماضي من البطولة بعد أن سجل ليفربول ثلاثة أهداف في غضون 19 دقيقة فقط في الشوط الأول، ولم يتمكن سيتي من تعويض الخسارة 3-صفر التي تلقاها على ملعب أنفيلد في مباراة الإياب على ملعبه.

وفي العام السابق فاز سيتي على أرضه 5-3 على موناكو في دور الستة عشر، وتلقى الفريق الإنجليزي ثلاثة أهداف في غضون 29 دقيقة، لكن سيتي أخفق في الحفاظ على تقدمه في مباراة العودة وخسر 3-1 واهتزت شباك سيتي بالهدف الحاسم في الدقيقة 77.

وفي مباراة أمس تقدم سيتي في الدقيقة الرابعة لكنه أتاح الفرصة لتوتنهام لتسجيل هدفين في الدقيقتين السابعة والعاشرة.

وأخفق سيتي في إغلاق الملعب وبدا أنه غير قادر على تطويع قدرته التي لا تضاهى في الاستحواذ على الكرة عندما تدعو الحاجة لغلق اللعب وخنق المباراة.

كرة قدم مثيرة

عندما هز سيرجيو أغويرو الشباك في الدقيقة 59 كان سيتي متقدمًا بفارق الهدفين اللذين يحتاجهما للتأهل للدور قبل النهائي.

وحين قرر غوارديولا الدفع بلاعب الوسط المدافع فرناندينو بدلًا من صانع اللعب ديفيد سيلفا بدا هذا التغيير خطوة ذكية وعملية لغلق الملعب.

لكن شيئًا لم يتغير في أسلوب وطريقة سيتي واستمر اللاعبون في الضغط الهجومي بحثًا عن تسجيل مزيد من الأهداف، وهو ما كان يحمل خطورة لقدرة توتنهام على استغلال المساحات في الهجمات المرتدة السريعة.

وفي خضم كل هذا لا يجب أن نتجاهل أن سيتي لعب مباراة كرة قدم رائعة، وقدم البلجيكي كيفن دي بروين أداء رائعًا في وسط الملعب، وكان برناردو سيلفا شعلة نشاط خلاقة إضافة إلى خطورة رحيم سترلينج المتواصلة على المرمى والتي أسفرت عن إحرازه هدفين.

ولخص دي بروين طريقة وأسلوب غوارديولا في مقال نشر هذا الأسبوع في موقع بلايرز تريبيون وقال إن "كرة القدم في معظم الأوقات تكون مرتبطة بالسلبية والخوف، لكن مع بيب ترتبط بأقصى درجات الإيجابية".

ولكن في بعض الأحيان تكون هناك حاجة إلى قليل من السلبية.

فالفرق الكبرى تتمتع بالقدرة على إغلاق الملعب والتحصين الدفاعي والحفاظ على انضباط وهدوء إيقاع اللعب والتخلي عن تنفيذ هجمات متتالية على مرمى المنافس من أجل ضبط الحركة في الملعب بطريقة أكثر حكمة، وأظهر سيتي بالفعل هذه المهارة عدة مرات في الدوري الإنجليزي الممتاز لكن أخفق في تطبيقها على صعيد المنافسات الأوروبية، فالفريق يعاني لسبب ما في القدرة على إدارة المباراة.

هل هذا ببساطة هو الثمن الذي يدفعه سيتي مقابل التزام الفريق بتقديم كرة قدم هجومية وممتعة؟

ولكن إذا كان مانشستر سيتي يرغب حقًا في التتويج بألقاب أوروبية فيجب على غوارديولا أن يدرب لاعبيه على كيفية الدمج بين هذه المتعة والإثارة، وبين القدرة على التحصين الدفاعي الصلب الذي يحتاجه الفريق لتجاوز مباراتي الذهاب والإياب في أدوار خروج المغلوب بدوري أبطال أوروبا.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com